الاقتراب من حافة الاضطراب م
هل الوقت مناسب للزواج؟
السلام عليكم؛ أرسلت استشارة من قبل على هذا الرابط: الاقتراب من حافة الاضطراب وقد كتبت فيها تفاصيل حالتي المرضية وتاريخي بالتفصيل، وكانت مشكلتي الأساسية هي معاناتي من اضطرابات التفضيل الجنسي المتمثلة في إحساسي بتفوق الجنس الآخر عليّ بسبب أحداث حصلت في الطفولة فقدت فيها ثقتي بنفسي بسبب انتقادات الجنس الآخر لي، بالإضافة لافتقادي الإحساس بحنان الأم فأمي شديدة في التعامل نوعاً ما.
وقد أجاب على استشارتي الدكتور محمد المهدي رداً شفى غليلي، وأخبرني بأن علاجي يتمثل في خروجي من التقوقع حول الذات، وانفتاحي على الحياة العملية والاجتماعية ونجاحي فيها، وقد حققت هذه الوصية، ووضعي الآن أفضل بكثير، فقد تخرجت من الجامعة بعد أن حصلت على المركز الأول على دفعتي، واتجهت للعمل في في إحدى المجالات الهندسية وسعيد جداً في عملي ولله الحمد.
أنا الآن أريد الزواج ولكن تبقى مشكلتي في شيء أساسي: وهو أنني أخشى أن تعاودني الحالة المرضية التي أتخيل فيها تخيلات شاذة تجاه النساء، كالماسوشية التي أتخيل فيها نفسي تحت رحمة امرأة، أو الفتشية التي أتعلق فيها بحذاء المرأة أو مقتنياتها، وهكذا وقد أخبرني الدكتور المهدي بأنّ هذه الحالة غير متأصلة فيّ، بسبب أنني أصبت بها في سن متأخرة، فأنا في الطفولة لم أتخيل هذه التخيلات الشاذة، ونصحني الدكتور بترك مشاهدة هذه الفيديوهات وعدم تخيل هذه المشاهد والتوقف عن ذلك تماماً، وأنا اجتهدت كثيرا في ذلك، حتى أنني تركت العادة السرية والتزمت بغضّ البصر ولم أشاهد أي شيء نهائياً وذلك منذ أكثر من 6 شهور.
وتفكيري الآن يتركز في أكثره حول الزواج والممارسة الطبيعية وأصبحت أشتاق للجماع كثيراً، لكن لا تزال هناك تخيلات شاذة تأتيني رغماً عني لكني أقوم بطردها على الفور وأتجلّد في ذلك.
سؤالي الآن هو: هل أنا أصلح للزواج الآن، أم ينبغي عليّ أن أنتظر فترة أطول لتأكيد التعافي؟ علماً بأنني قرأت لأحد المختصين أن التعافي من إدمان الجنس يحتاج إلى حوالي ثلاث سنوات ليعود المدمن إلى طبيعته ويستطيع بناء علاقة سليمة مع الزوجة.
أخيراً ألفت نظركم إلى أنني إنسان متدين وصبور وأمتلك شخصية جهادية تحب المقاومة والصمود وهذه الصفة أعتمد عليها الآن كثيراً في التعافي كما اعتمدت عليها سابقاً في الدراسة والعمل ونجحت بسببها بعد توفيق الله.
أنتظر ردكم،
وشكراً لاهتمامكم
23/05/2013
رد المستشار
أخي العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهنئك على نجاحاتك وتفوقك وأدعو لك بالمزيد واضح أنك قطعت شوطا جيدا في طريق التعافي ولكن تبقى بداخلك بعض الميول الماسوشية والفيتيشية الكامنة, وأنت تخشى أن تنشط في حالة زواجك وعلى الرغم من ابتعادك عن كل ما يثير هذه الرغبات بداخلك إلا أنك مازلت غير متأكد من تعافيك تماما منها, فقد يكون هذا التعافي سطحيا ينكسر أمام أي مثيرات جديدة, ولهذا أريدك أن تسأل نفسك هل رغبتك في العلاقة الجنسية الطبيعية هي الأقوى أم رغبتك في الممارسات الماسوشية والفتشية؟...
فإذا كانت رغبتك في الجماع الطبيعي هي الأقوى فهذه علامة جيدة لأن انشغالك واندماجك واستمتاعك بالجماع الطبيعي يسحب من رصيد الميول الأخرى ويضعفها مع الوقت خاصة إذا لم تفعل شيئا ينشطها, فالطاقة الجنسية مثل أي طاقة إذا وجدت مخرجا في اتجاه سلس وميسر فإنها تسير فيه وتندفع ناحيته, أما إذا لم تجد ذلك فإنها تأخذ مسارات جانبية غير معتادة وتآلفها وربما تزهد في غيرها.
وأنت تحتاج لفترة ستة شهور أخرى تؤكد فيها تعافيك بشكل أفضل وياحبذا لواستعنت بمعالج نفسي يساعدك على التخلص من آثار التفضيلات الجنسية غير الطبيعية ويساعدك أيضا على كسر الحاجز النفسي مع الجنس الآخر والتعامل معهن بشكل طبيعي وفي هذه الفترة تحتاج لأن تنشط تخيلاتك في العلاقة الطبيعية ولا تتورط في التخيلات الشاذة بل تهرب منها كلما طاردتك وفي نهاية الشهور الستة تعيد تقييم حالتك مع نفسك ومع المعالج ووقتها يصبح قرار الزواج أكثر واقعية.
وأخيرا أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة.
ويتبع>>>>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م2