فقدان الهوية
أنا من منوف أعمل ملاحظ دبلوم زراعة عام 79 مواليد 58 الطول 168 الوزن 68 لا أتعاطى سوى الدخان منذ بداية تعييني ولم أذهب إلى أي عيادة نفسية ولا توجد أي هلاوس من الممكن أن يكون بعض الإهمال في اللبس وممكن أن أحتفظ ببعض القطع الإلكترونية لأنني أعشق هذا المجال وخبير فيه وأحب الاختراعات وأحب ارتجال الشعر وأحب الأشياء الجميلة وأحب التدبر في خلق الله.
بدأت حكايتي وأنا عندي 3 سنوات أصبت بالالتهاب الكبدي الوبائي وخراج تحت الذقن وأخذت عقاقير كثيرة بما فيها الكفاية وبعدها بدأت قصتي حيث كنت معجبا وشغوفا بلبس البنات وكنت أحس أنني لست بولد ولكن إحساسي الداخلي أنني أنثى مائة بالمائة مع أنني أتمتع بملامح ذكورية كاملة.
فكانت هذه الأنثى تراودني في منامي وأحلام يقظتي وتسيطر على مشاعري منذ صغري حتى الآن، أشم رائحتها في كل نفس أتنفسه فقد كنت أفرح وأكون سعيدا عندما تناديني أمي بألفاظ بناتية فكنت أريد وأتمنى أن أقول لها أن تناديني بتلك الألفاظ الحقيقية التي أحبها ويهتز لها وجداني من داخلي فقد كنت أتحاشى الجلوس مع أبناء جنسي وأخشى معاملة أبي الخشنة والشحيح في المصروفات وتكاد تكون منعدمة.
وبدأت أن أتقوقع على نفسي وأتمنى دوما الجلوس مع البنات فكم كنت أتمنى أن ألبس لبسهن وأقلدهن في كل شؤون حياتهن ولكن يوجد حاجز صلب وهو خوفي من الله عز وجل حيث أنني متدين جدا وخوفي من أبي حيث أنني نشأت في بيئة فلاحين فهي تحافظ على العادات والتقاليد.
وأمي كانت فرحانة بأن أتى لها ولد فأصبحت أنا في حيرة من أمري وبما أنني طفل فأهلي هم من يملكون زمام أمري فأصبحت في مشكلة نفسية متدنية للغاية وذلك لعدم وجود من يتفهم حالتي من الأهل وعلمي بأن هذا الفعل أو الإفصاح عنه عيب جسيم؛
فكنت أقف مع البنات وأتفقد لبسهن وطول شعرهن وثقوب آذانهن وأتمنى أن أكون مثلهن في كل شيء فكان عند أمي حلق كبير يسمى درس الساقية فكانت أمي تلبسه في بعض الأوقات للذهاب لزيارة الأهل والأقارب فكنت أراقبها في بعض الأوقات وعندما تسمح لي الفرصة آخذ الحلق وأضعه بجوار أذني وأنظر في المرآة فكان هذا الفعل يهدئ من نفسيتي وأتمنى أن ألبسه؛
وكان عمري في هذا الوقت 15 عاما وبعد تكرار هذه العملية بدأت أتطرق إلى ثقب أذني ووضع الحلق في مكانه الصحيح فأحضرت الإبرة والخيط ونظرت في المرآة ووضعت الإبرة في المكان المناسب وقمت بالضغط على الإبرة حتى اخترقت الإبرة شحمة أذني وثقبت أذنيّ ولبست الحلق لأول مرة، وبالرغم حجم الآلام الناتجة من تمزيق الإبرة واختراقها لشحمة أذني إلا أنني أحسست بأنهار الأنوثة تتفجر في عروقي.
وبعد أن بلغت رشدي وأنا قاربت على إنهاء المرحلة الثانوية كانت لي غرفة خاصة أذاكر فيها دروسي وأنام فيها وبعد نهاية العام الدراسي وتيسر لي العمل بالأجازة الصيفية وصار معي من النقود ما أوفره لشراء بعض الإكسسوارات لإرضاء الأنثى التي تحكم نفسي وحياتي فكنت اشتريت بعض الحلقان والعقود والغوايش وكنت أرتديها عندما أكون بمفردي لكي أطفئ النار التي بداخلي.
وفي يوم دخلت أمي غرفتي في غيابي وعثرت على هذه الإكسسوارات فوضعتهم مكانهم ولم تخبرني فوجدتها في اليوم التالي دخلت عليّ في الفجر وكنت أرتدي هذه الإكسسوارات فنظرت إليّ وانصرفت ولم تقل لي شيئا وبعدها كان الأمر شبه طبيعي بالنسبة لأمي.
ولم أقتصر على ذلك فقط بل وصل الأمر إلى شراء كل ما يتعلق بمستلزمات الأنوثة من ماكياج وأحمر شفايف وأقلام الكحل وباروكات بل وصل الأمر إلى تكبير الصدر مؤقتا وذلك بضخ كميات من الجلوكوز في الصدر لكي يشكل صدر الأنثى الحقيقية ولبس حمالات الصدر فقلت في نفسي أن هذه المشكلة ممكن تحل بعد الزواج.
ولكن رزقني الله بزوجة لم أرها قط متزينة لي إلا في ليلة الزفاف بالرغم من أنها موظفة وقامت بخلع الغوايش والحلق إلا أنني بعد فترة تقرب من شهر قد اشتريت لها علبة مكياج وبعض العقود لكي أحول هذا الكابوس إلى من هو أهل له ولكن الكابوس رفض البعد عني وذلك لرفض زوجتي التزين بها لدرجة أنني تشاجرت معها لأن هذه الإكسسوارات هي من صميم لبسها وزينتها وفي النهاية وجدتها أنها لا تحب ذلك فقلت لها أن الحاجات التي اشتريتها لك لا يمكن إعادتها للبائع، وثاني يوم كانت واقفة أمام المرآة، فأحضرت العقد لكي أضعه حول رقبتها وأقنعها بأنها ستكون أحلى وبالفعل ألبستها إياه وقلت لها إيه رأيك ونظرت في المرآة.
وما هي إلا ثوان وخلعته واستدارت نحوي وقالت البسه أنت فقلت في نفسي وأنا أكابر هي الرجالة بتلبس الحاجات دي فقالت لي جرب ووجدت يديها تلف العقد حول رقبتي ورأيت ابتسامة رقيقه على شفتيها وأحضرت الحلق والغوايش وألبستهم لي وقالت لي شوف نفسك في المراية ونظرت فيها فوجدت إن حاجة في نفس يعقوب قضاها ورأيت أنثى في داخل ثوب رجل؛
فقالت لي إيه رأيك شكلك كدة احلي فقلت لها وهو ينفع أكون كدة فقالت بدل ما نخسرهم تستعملهم أنت في البيت فأنا الآن عندي أربعة أولاد منهم الذكور ومنهم الإناث وقد قرب عمري منتصف العقد السادس ولم أدري ما أفعل فكنت أحاول طوال فترة حياتي أدافع عن رجولتي فأنا كنت أحاول أن أرمي زوجتي بسهمي ولكن بسهمها رمتني وكنت أحاول قيدها بقيدي ولكن بقيدها قيدتني فأنا أسير الأنثى التي بداخلي والأنثى التي تزوجتني فيا إلهي إني في ورطة فلا يخرجني إلا أنت من ورطتي.
يا ربي إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته على أحد من رسلك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب أن تفرج عني ما أنا فيه وإن كان هذا قدري فلا تجزيني بما بلوتني وإن كان هذا ابتلاءًا منك لي فأنا سأصبر على ما أعطيتني.
23/5/2013
رد المستشار
اضطراب الهوية الجنسية خلف أبواب مغلقة Gender Dysphoria Behind Closed Doors
لابد من توجيه الشكر للأخ الكريم على مشاركته الموقع وطرحه لمعاناة يعيشها بكل صدق وأمانة. قصة الأخ الكريم كلاسيكية في طرحها لتاريخ شخصي ومرضي للأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية أو الرغبة في تغيير الهوية الجنسية.
يمثل هؤلاء الأفراد أقلية في المجتمع نادراً ما يراهم الناس حتى في بلاد الغرب، وترى معظمهم يختلي بنفسه ويشبع رغبته بتغيير الهوية خلف أبواب مغلقة وطوال العمر أحياناً.
هذه الاستشارة متكررة على الموقع من الذكور والإناث على حد سواء، وإن كانت نسبة الاستشارات من النساء أكثر مما هو موجود في الممارسة المهنية. السبب في ذلك يعود أن الإناث أكثر فصاحة من الرجال في التعبير عن مشاعرهن في الشرق والغرب على حد سواء.
رد المستشار أيضاً يعتمد على موقع ممارسته المهنية. الممارسة المهنية في الغرب مهمتها في مجال اضطراب الهوية الجنسية هي التأكد من عدم وجواد اضطراب عقلي آخر. يتم بعد ذلك إرشاد المريض إلى أن يعيش كامرأة لمدة عامين ومن ثم له الحق في طلب تدخل جراحي لتغيير المظاهر الخارجية. أما في العالم العربي فلا يزال المجتمع يصنف هذا الاضطراب بأنه انحرافاً أو شذوذ جنسي، وبالطبع لا سبيل إلى الطب النفسي إلا أن يتعامل مع اضطراب الهوية الجنسي كمرض عقلي لابد من علاجه.
رغم كل ما تم الإشارة إليه أعلاه فإن الكثير من الرجال يمضون في حياتهم الاجتماعية حالهم حال أقرانهم من الذكور في كافة المجتمعات. يشير الأخ إلى اطلاع والدته على سره في عمر مبكر وتفاعلها لا يختلف أبداً عن تفاعل معظم الأمهات في هذه الحالة. يفسر الكثير رد فعل الأم الهادئ إلى إحساسها بشخصية ابنها والبعض يضيف إلى أملها بأن يتجاوز الابن هذا الاضطراب مع النضوج والعثور على شريكة حياته.
أما بعد الزواج فسلوك زوجته ورد فعلها يكاد هو الآخر يكون مثالياً في الممارسة المهنية. معظم الزوجات على دراية بسر الزوج وتتعاطف معه. تميل الزوجة إلى موازنة الاستمرار في علاقة زوجية تلبي احتياجاتها الاجتماعية كزوجة وأم أو الفراق عن الزوج، والغالبية تختار الحل الأول. من جراء معرفة المرأة بسر زوجها تراها لا تبالي بزينتها وملبسها.
تستمر الحياة على ما هي لعشرات الأعوام ويذهب الرجل إلى مراكز الطب النفسي يشكو من الاكتئاب والانهيار المعنوي. يصبح التدخل الجراحي في منتصف العقد السادس أكثر خطورة والغالبية العظمى من الرجال لا يطلبه أصلاً. يكتفي البعض بالحديث مع معالج نفسي ليستمع إليه، وليس هناك فائدة في إقناع الرجل بالكف عن شعوره كأنثى أو محاولة علاجه. الكثير منهم يتصل بغيره من الرجال الذين يعانون من الاضطراب نفسه ويتم اللقاء بينهم لتداول الآراء كل عدة أسابيع. هذه المجموعات الصغيرة المساندة هي الحل الأفضل وكثيرة النجاح في استيعاب الفرد ومشاكله. هناك من يصارح زوجته، وهم قلة، ويكتشف تعاطف زوجته معه لممارسة ميوله بين الحين والآخر. كذلك هناك من يتصل بمعالجة نفسية تتفق معه على توفير المكان اللازم لممارسة ميوله والحديث معها كامرأة.
المراجعة الطبية النفسية في المراحل المتأخرة لابد منها والتركيز على اكتشاف علامات الاكتئاب والانهيار المعنوي الكامل. يتوجب على الطبيب أو المعالج النفسي تجنب انتقاد الفرد والحكم عليه، والمحافظة على أسراره. يحب على الطبيب النفسي زرع الثقة في داخل المريض بتفهمه لمعاناته وعدم الإقدام على علاجه لتغيير هوية حملها طوال عمره وإلا توقف المريض عن المراجعة.
وضعت الرأي أعلاه على ضوء ممارستي المهنية وربما هناك اختلاف في الآراء. وأخيرا أشكر الأخ الكريم على رسالته وأترك له الاختيار.
وفقك الله ورعاك برحمته.