أخبروني ماذا أفعل..!؟
أنا أعرف أنكم لن تصدقوا ما أقول لكنه هو فعلا الواقع الذي أعيشه وأعتقد أنه ليس غريبا في زمن يقتل فيه الشخص صديقه من أجل خمسين جنيه وآخر يخطف طفل من أجل خمسة آلاف جنيه بالعكس أنا أعتقد أنه يكمل صورة الإجرام التي نعيشها لكنها صورة مخفية وراء الأبواب المغلقة حيث لا يسمع بها أحد ولا يتخيل وجودها.
لقد نشأت في أحد الأحياء الشعبية الفقيرة حيث يقف الشباب العاطل على نواصي الشوارع يعاكس الفتيات ويتعاطى المخدرات وكنت أنا ككثير من بنات الحي نسمع ما يقال من معاكسات وأحيانا سخافات وتحرشات الشباب ونصمت حتى لا تقوم الخناقات وسيتم إلقاء اللوم على البنت المسكينة لأنها هي التي تعمدت إغراء الشباب وإثارتهم حتى يعاكسوها كل هذا عادي ومفهوم وتعودنا عليه لكن الموضة الجديدة التي بدأت تظهر في أحياءنا الفقيرة هي زنا المحارم ولا أعرف هل هذا بسبب المخدرات أم بسبب العنوسة وتأخر سن الزواج لكن النتيجة هي أن الشباب هاجوا على محارمهم وأنا لي صديقة في المدرسة حكت لي أن أخوها يتعمد التحرش بها ويطاردها في كل مكان حتى تسلم له نفسها ويعدها أنها ستظل بنتا وأن ما سيفعله لن يزيد عن الأحضان والقبلات والتلزيق فيها من فوق الهدوم وكنت أعتقد أن كل هذه الممارسات الشاذة بعيدة عن عائلتي حتى حدث ما حدث.
في البداية أعرفكم بنفسي أنا طالبة في إحدى مدارس دبلوم التجارة والدي يعمل فران ولي أخان أكبر مني وهم الاتثين صنايعية لم يكملوا تعليمهم بعد الإعدادية وفضلوا النزول لسوق العمل ليساعدوا والدي في الإنفاق على البيت وكانت هذه حجتهم حتى يتركوا التعليم لأنه أصبح بلا قيمة وبلا فائدة فالمهم هي الصنعة التي سيعيشون منها ويكسبون رزقهم وطبعا رحب بابا بهذا حتى يتخلص من مصاريفهم وكاد أن يفعل معي نفس الشيء لولا أني صممت على إكمال دراستي.
أما ماما فهي ست لعوب بكل ما تحمله الكلمة من معاني تتعمد أن تلبس ملابس ضيقة حتى تغري الشباب وإذا عاكسها أي واحد منهم تجاوبت معه والموبايل الخاص بها ممتلئ بأرقام الشباب الذين يتكلمون معها ويغازلونها وكم من الخناقات دارت بين هؤلاء الشباب وبين إخوتي أو والدي عندما يشاهدونها واقفة مع أحدهم صحيح أن والدي في الفترة الأخيرة بسبب مرضه وسنه الكبير أصبح يتجنب هذه المشاجرات إلا أن إخوتي لم يتوقفوا؛
وكان أخي الكبير هو الأكثر شراسة والأكثر شرا وكان متعود أن يدخن البانجو والحشيش في البيت وحاول والدي أن يمنعه لكنه تشاجر معه وقال له أنه حر وأنه يعمل ويكسب وينفق على نفسه وسيفعل ما يريد فتراجع والدي وأصبح تدخين أخي للمخدرات في البيت أمرا واقعا ويتم علنا ولاحظت أكثر من مرة أن ماما تشاركه تدخين المخدرات بل إني رأيتها ذات مرة تعطيه فلوس حتى يشتري بانجو لهما هما الاثنان؛
وبدأت ألاحظ أن العلاقة بين ماما وأخي غير طبيعية فهو يمزح معها بطريقة مريبة فذات مرة قام باحتضانها من الخلف ورفعها من على الأرض وهو ملتصق بها بشدة وهي تضحك وترفص برجليها وتطلب منه أن ينزلها، ومرة أخرى استيقظت من النوم ووجدتهم هم الاثنان نائمين في حضن بعض بطريقة مريبة صحيح أنهما كانا مرتديين لهدومهما لكن كانوا ملتصقين ببعض كأنهم زوج وزوجة وليس أم وابنها وحاولت أن أبعد عن نفسي هذه الهواجس وقلت أنها مجرد ظنون بعد كلامي مع صديقتي عن محاولات أخوها لإغوائها لكني تأكدت من شكوكي عندما رجعت مرة من الخارج في غير موعدي لأجدهما هم الاثنان يستحمان مع بعض ولما عرفا أني شاهدتهما ارتبكا وحاولت ماما أن تقنعني أنه لا يوجد عيب أن تستحم الست مع ابنها؛
لكني كنت أعرف أن ما يحدث غير طبيعي فأخبرت بابا وقام بالتشاجر معها وهددها أنه سيفضحها ويفضح ما فعلته من قبل طبعا لم أعرف أنا ما يهددها به لكن واضح أنها فضيحة جنسية من فضائحها قام والدي بالتستر عليها حتى لا يهدم البيت وتتشرد الأسرة وأوصاني ألا أخبر أخي الآخر وطلب مني أن أراقب أفعالها فإذا رأيت شيء غير طبيعي أخبره به بسرعة وبدون تردد؛
وبالفعل كنت أتعمد العودة في غير أوقات رجوعي حتى أفاجئهما ويبدو أن مراقبتي وتتبعي لماما جعلها تتوتر وتفقد أعصابها فكانت تشتمني وتتعمد إثارة غضبي لدرجة أنها قالت لي ذات مرة بوقاحة وبدون خجل وبالحرف الواحد وأنت مالك ابني وأنا حرة فيه فتأكدت أنها تزني مع أخي وخمنت أن هذا قد حدث بينهما تحت تأثير المخدرات التي يقومان بتدخينها مع بعض لهذا عزمت على الإمساك بهما متلبسين فظللت فترة لا أراقبها وأتظاهر بأني نسيت الموضوع كله حتى يشعرا بالأمان ولكن سرهم انكشف؛
ذات ليلة عندما سمعت ماما تتكلم في الموبايل ثم رأيتها تخرج من الباب وتصعد إلى السطح وكنت أنا أتظاهر بالنوم فلم تعرف أني رأيتها فانتظرت فترة قصيرة ثم زحفت على السلم حتى لا تشعر بي وعرفت أن الذي كان يكلمها هو أخي الكبير حيث جاء ليلا وبدلا من أن يدخل الشقة قام بالصعود إلى السطح واتصل بها حتى تأتي له ورأيتهما هما الاثنين مختفيان في عشة الفراخ التي تربي فيها ماما الطيور ويمارسان الجنس مع بعض، ورغم أني كنت متوقعة أن أرى مشهدا مثل هذا إلا أني كدت أفقد وعيي من الصدمة وزحفت بدون أن يشعرا بي ونزلت بسرعة لإيقاظ بابا ليرى بعينه فصعد معي وشاهد بنفسه ما يفعلان ولم يتمالك نفسه فنزل على الاثنين ضربا بالأقلام والشلاليت ولولا وجودي لكان الاثنان قد تجمعا عليه وضرباه أو ألقياه من فوق السطح لكني أمسكت في ماما وقمت بتكتيفها وإبعادها عنه ولما لاحظ أخي أنه يصرخ فيهما ويشتمهما خاف من تجمع الناس فدفعه بعيدا عنه وجرى على الخارج.
وهكذا أصبحنا أمام الأمر الواقع فماما وأخي يمارسان زنا المحارم ولو عرف الجيران بهذا لكانت فضيحة ما بعدها فضيحة لهذا قرر والدي تكتم الأمر وإخفاءه حتى عن أخي الآخر الذي لم يكن قد عاد من الخارج وقتها عندما ضبطناهما أنا وبابا متلبسين واكتفى بطرد أخي من البيت حتى يبعده عنها لكني كنت أعرف أن هذا الإجراء لن يكفي لإبعادهما عن بعض ونصحته أن يقوم بتزويج أخي لكنه قال أنه لن يجد أي أسرة ترضى به وهو مفلس بهذا الشكل ومعروف عنه أن كل ما يكسبه ضائع على المخدرات.
والغريب أن ماما ازدادت وقاحة بعد أن ضبطناها أنا وبابا متلبسة وهي تزني مع ابنها فكانت تتشاجر مع بابا بسبب وبدون سبب وتقول له أصل الواد ذكر وبيكيفني إنما أنت حرمة فعرفت أن هذه المرأة الفاجرة لن تتوقف عن علاقتها الشاذة مع أخي رغم كل تهديدات بابا أنه سيتهمها بالزنا وسيفضحها لكنها لم تكن تهتم وعرفت من جدتي القعيدة التي تسكن مع خالي أن ماما أصبحت تأتي لزيارتها نهارا على غير العادة ثم بعد قليل يصل أخي ويقوم الاثنان بالاختلاء ببعض في الغرفة الأخرى فتوقعت ما يحدث بينهما وأخبرت بابا بما سمعته من جدتي فظل يندب حظه ويقول أن سمعته أصبحت في التراب وسينكشف المستور وينفضح إذا عاد خالي ذات مرة من الخارج ووجد أخته مع ابنها في وضع جنسي لهذا قرر أن يفعل آخر شيء توقعت أن يفعله؛
فقد ذهب إلى أخي في الورشة التي يعمل بها وطلب منه أن يعود للبيت ويستمر في علاقته مع أمه بشرط أن يتم هذا في السر وبدون علم أخي الآخر وهكذا أصبحت هذه العلاقة الشاذة بين ماما وأخي تتم علنا وبدون خجل أو كسوف بل إني لاحظت أنه يتعمد إذلال والدي وفعل هذه القذارات معها في وجوده فتكون ماما واقفة أمام البوتاجاز تطبخ فنجده يذهب إليها ويجذبها من يدها ثم يدخل بها الغرفة ويغلقها وراءه وبعد قليل تتصاعد أصواتهما وهما يمارسان الجنس أو تكون في الحمام فيدفع الباب ويدخل عليها هكذا بكل وقاحة المهم أن يكون أخويا الثاني خارج البيت.
وطبعا لكم أن تتخيلوا حالتي النفسية أنا وبابا ونحن نشاهد هذا يحدث أمامنا ونحن لا نقدر على الاعتراض وفكرت أكثر من مرة أن أهرب من البيت وأذهب لأعيش مع خالي وجدتي لكن الذي يمنعني هو بابا فأنا لا أريد أن أتركه وحده خصوصا إني لاحظت في الأيام الأخيرة أنه يتكلم مع نفسه وظهر عليه الهم وازداد عليه المرض.
06/06/2013
رد المستشار
يبدو أن دكتور وائل يراني بما ليس في؛ فأرسل لي تلك المشكلة الموجعة التي تحتاج لنضوج وفهم أكثر من طاقتي، ولكن ليس من الأمر من بد، ولن أخفي عليك أنني شككت كثيرًا فيما تحدثت عنه، وتساءلت كيف تكتبين برشاقة ووضوح وحدس عالي رغم تعليمك التجاري الذي لا يخفى مستواه التعليمي عن أحد في مصر، ولا كيف لك أن تكونين من جمهور الإنترنت وتعرفين موقعنا المتخصص رغم الفقر الذي تتحدثين عنه، ولا كيف لا زلت في المدرسة رغم أنك في الثامنة عشرة من عمرك كما ذكرت، ولكن ضميري كإنسان ووجود احتمال ولو بسيط بأنك لست مريضة نفسية تعيشين في ضلالات مرضك، وأن ما تتحدثين عنه لم يعد فعلًا مستغربًا كما ذكرت، فسأترك تساؤلاتي وصوت المنطق جانبًا، وسأتحدث عن مشكلتك بموضوعية أبذل جهدًا للوصول إليها، وكعادتي سأحدثك في شكل نقاط:
- أبوك اختار منذ زمن بعيد لسياسة الصمت وتقبل انحرافات زوجته؛ وهذا الاختيار ليس من أجل الفضيحة، ولا من أجل استقرار البيت المزعومان؛ فالفضائح حين تكثر وتتكرر تنكشف شئنها أم أبينا ويعلمها الناس بتفاصيلها، أو بعمومياتها، خصوصًا إن المكان شعبي ضيق متداخل، ولكن الناس يختارون أن يكون السكوت سيد الموقف، والفضح والكلام يكون في وقت الاحتياج إليه!، والاستقرار المزعوم "نكتة" ولكنها تُبكي ولا تُضحك؛ فأين هذا الاستقرار؟، والكل لا يأمن الكل، والانحراف الجنسي يتم علنًا تحت سمعكم وبصركم، والعلاقات مشوهة، فعلاقة الحماية التي من المفروض أن تكون من الأب غير موجودة، وعلاقة القرب والنقاء والصداقة ومعرفة الحياة يمع الأم مذبوحة، وعلاقة التآخي والود بينكم كإخوة مهترئة، فأي استقرار يتحدث عنه؟، فأبوك يحتاج تلك العلاقة المشوهة بانحرافاتها مع أمك كما هي؛ لأنه هو أيضًا منحرف ولكن انحرافه ليس انحرافًا جنسيًا مثل أمك، ولكنه منحرف التفكير ومنحرف المشاعر ومنحرف في تصرفاته وهذا يعرف علميًا "بالاعتمادية المتواطئة"؛ حيث يظل اثنان في علاقة غير متزنة، ولا مريحة، ولا يوجد فيها أي تقارب بين الطرفين ولكن كل واحد منهما يحتاج من تلك العلاقة أمرًا يجعله مستمر فيها رغم أزمتها، فقصة حزنك وشفقتك على أبوك قصة مزيفة، وإحساس غير حقيقي يحتاج لمراجعة منك.
- ماذا تتوقعين من استمرارك في العيش معهم على ما هو عليه الوضع؟، هل سينتفض الأب الذي طلب منك التستر على حد من حدود الله تعالى الغليظة؟، أم ستهتدي الأم وتتوب وتعرف طريق الأمومة والرشاد؟، أم سيتحول أخوك المنحرف لأخ كبير يحمي ويحتوي ويعمل ويكد من أجلكم؟؟، فالموضوع أكبر من قدراتك النفسية والعقلية والجسمانية، فلتتطهري من تلك البيئة المتعفنة، ولتذهبي لجدتك وخالك فلم يعد بيت جدتك وكرًا للرذيلة بعد موافقة أبوك، أو لمكان آخر آمن لك من أقاربك تتنفسي فيه النظافة، والحياة الطبيعية، ولا تبخلي على أخيك الآخر بدعوته للعيش معك لأسباب تخص البعد عن المشكلات، وشباب المنطقة وغيره، دون الحديث عن شيء لا يعرفه فدعيه لظروفه، فقط حدثيه عن البقاء معك، وابدئي في البحث عن عمل يضمن لك المتطلبات الأساسية حتى يحدث الله بعد ذلك أمرًا.
- تذكري أن الحياة ليست لونًا واحدًا وأننا قد نحتك بجزء مؤلم منها دون إرادة منا، ولكن الله تعالى خلقنا "أحرار ونختار" حتى مع الأقدار نحن نختار كيف سيكون رد فعلنا تجاهها؛ فأنت لم تختاري أبوك ولا أمك ولكن ستختارين كيف ستتعاملين مع هذا القدر؛ ففتيات ضاعوا وغرقوا في الوحل حين نشئوا في مثل تلك الأسرة، وفتيات أخريات انتبهوا وقرروا أن يكونوا أفضل من أهلهم فنجوا من الغرق، كالشخص الذي يعاني من إعاقة فنجد معاق يتقوقع على نفسه ويتجرع الألم ويكوى بنار الشفقة في عيون من حوله فيحقد على الحياة وعلى إعاقته وعلى البشر، وآخر لديه نفس الإعاقة يصل للعالمية ويستمتع بنظرات الفخر والتقدير لتميزه، بل ويجعل أصحاء يخجلوا من أنفسهم، فالموضوع موضوع اختيارات حتى مع الأقدار، فماذا ستختارين؟.
- بقي أن تصوني ذاتك ونفسيتك من التشويش والخوف والصدمات؛ فلتجعلي ما تمرين به يزيد من خبرتك في الحياة، ويجعلك أذكى في النظر للزواج، والأمومة، ولاختيار من سيشاركك حياتك، وغيره، وتواصلي معنا دومًا لأنك لست وحدك.
- بقي أن أصرخ صرخة كتمتها منذ بدء كتابتي لك... لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بأن نعمل ونعمل ونعمل ولن أقول ماذا نعمل، فليبدأ كل إنسان بنفسه ودائرته... لعن الله الينبغيات والتنظير.
التعليق: لا أصدق كلمة واحدة من هذه المشكلة... قصة كتبها شاب يريد إثارة نفسه....
أعتقد أن المستشاريين في موقعكم الموقر أصبح لديهم من الخبرة ما يمكنهم من كشف مثل هذه القصص المفبركة...
مع الشكر