الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج مشاركة1
أخي وأستاذي وصديقي العزيزالدكتور/ وائل أبو هندي؛
والله لأنني صاحب الشرف الأعظم لمجرد قراءتكم لرسالتي والتي اعتبرتها ليس إلا مجرد واجب مفروض علي كأحد أبناء هذه الأمة الإسلامية وأن شعوري بالواجب ونشوة النجاح جعلاني أكتب موجها كلماتي لصاحب المشكلة الأولى "الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج"
لا يفوتني أن أشكر لكم تمعنكم في كافة جوانب موضوعي حيث شعرتم بالحزن لما قد يكون أصاب بعض الفتيات التي تقدمت لهن بغرض الخطبة... وهنا أقدر لكم هذا الشعور جدا..
وأود أن وضح أن زياراتي كانت لمجرد التعارف على الأسر ولكنني كنت أختلق الأعذار لعدم التحدث أساسا في موضوع خطبة وهذا حرصاً مني على أسباب شعوركم بالحزن لأنني ويعلم الله لدي قلب بملمس الحرير ولا أقوى أبدا على أن أجرح قلب دجاجة فما بالك بقلب امرأة...
كنت مرغما أن أمر مع "مندوبين" من العائلة على بعض العائلات وأن أراقب بعض الفتيات لعلي أوافق على الارتباط بأي منهن وكان أغلبها في شكل زيارات عائلية ولم أتطرق إلى موضوعات للخطبة وإن كان أقل واحدة منهن تعتبر رائعة بكل المقاييس ولكن كان الحائل فيما بيني وبين اتخاذ القرار هو شعوري بأنني لو اتخذت هذا القرار سأظلمها وأهدم حياتها قبل حياتي،
وما دمت أنا مثلي الميول الجنسية فلماذا أضر الناس فلأكتفي بما يسببه ذلك من أضرار بي أنا شخصياً وهذا كان الهدف..
وكان هناك شعور من العصبية المفرطة والضيق والاضطراب نتيجة ما يعتمل في صدري من اتجاهات متضادة إلى أن سخر الله لي الصدفة إلتي هي بالفعل أفضل من ألف ميعاد كي أرى "زوجتي" وأقرر أثناء الجلسة العادية أن تتحول إلى جلسة خطوبة وخوض في التفاصيل وأنني أُشهد الله بأنني حتى الآن غير قادر على تحديد من أين أتتني الشجاعة لاتخاذ هذا القرار والقيام بهذا التصرف بهذه السرعة إلا أنني عندما أتعب من التفكير في الأمر أعود بتضرعي لله بأنه سبحانه وتعالى أراد لي الخير فزرع في قلبي كل هذا في نفس اللحظة التي رأيت فيها تلك الفتاة..
وهنا اسمحوا لي أساتذتي الأفاضل "د. وائل أبو هندي / د. أحمدعبدالله / د. عمرو أبو خليل / د. محمدالمهدي / د. علاء مرسي" أن أقدم لكم خالص الشكر والتقدير والعرفان على ما تتفضلون به من اهتمام وبحث لأي متقدم لكم ولعل الله جعلكم سبباً في تعديل سلوك العديد من أبناء أمتنا الإسلامية فإنني أحسدكم على ما سيجزيكم الله به على كل هذا الخير وأتمنى أن أنال ولو جزءا من ذلك.
وأرجو التكرم بالرد على استفساري:: هناك شعور من الرعب ينتابني من فترة إلى أخرى كلما جاء بفكري أن يمر أحد أبنائي بما مررت به من كارثة الميول المثلية.
فهل الميول المثلية وراثية؟؟
كيف لي أن أحقق المعادلة الصعبة في أن أحمي أولادي من الوقوع في مثل هذه الميول.
أرجو من الله أن يتم عليَّ نعمته ويبرئني تماما مما كنت فيه إنه سمع مجيب أدامكم الله لنا دائما نعم الأخوة والمستشارين.
8/4/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك، أسعدتنا متابعتك لمشاركتيك في موضوع:
،الميول المثلية والزواج : كل هم له انفراج مشاركة1
كما نشكرك على إطرائك ونحييك على مشاعرك النبيلة وحرصك على عدم جرح من كنت تقدم على خطبتهن من الإناث.
أما ما يتعلق بمسألة قلقك بشأن الوراثة في الميول المثلية، فإن الدلائل العلمية المتعلقة بوجود تأثير وراثي لا يمكنُ أن تعطي أكثر من شك واحتمال،
فهناك من قارنوا بين التوائم المتماثلة والتوائم غير المتماثلة وأظهروا تطابقا أكبر في التوائم المتماثلة مقارنة بغير المتماثلة إلا أن مقارنة نتائج الدراسات المختلفة تبين أن الأمر أبعد بكثير من أن تكونَ لفكرة أن الشذوذ الجنسي المثلي يورث أرضية صلبة تقف عليها، وإذا ما انتبهنا إلى الحقيقة التي بدأت تتضح مؤخرا من أن العلم والأبحاث العلمية (مهما ادعى أصحابها أنهم محايدون) لا تخلو من التحيز لأن الكائن البشري لا يستطيع إلا أن يتحيز لفكرة ما أو وجهة نظر ما، ونحن في موضوع كهذا الموضوع لا نستطيع أن نصدق نتائج معظم الأبحاث الغربية.
وأما ما مثّل بالفعل نتائج تستحق التأمل فهو وجود شكل من أشكال الوراثة تمتد ما بين الذكور من جهة الأم أي أن الولد قد يكونُ مثلي الميول الجنسية وخاله كذلك أو ابن خالته، أي أنه نوع من الوراثة من خلال بعض الجينات المرتبطة بكروموسوم X، وهذا هو ما تلقفته وسائل الإعلام الغربية ونفخته من خلال أكبر أبواقها، وإن ظل الفصل بين ما هو ناتج الوراثة فعلا وما هو ناتج البيئة والأحداث الحياتية أمرًا غير ممكن بمعطيات العلم الحالية، كما بينت من قبل في إجابة : الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن !
ليس هناك ما يستدعي القلق إذن لأنك لن تورث شيئا لأبنائك إلا كل طيب وخير لأن هذا هو الأغلب فيك يا أخي الفاضل فاطمئن واسأل الله العفو والعافية وتابعنا بأخبارك.