من يعيد العمر الضائع
بداية تحية طيبة لكم جميعا وبعد آسفة علي إزعاجكم ولكنني محتاجة إلي الاحتواء وإلي المساعدة
مشكلتي هي:
أنني منذ عام (99) تقدم لي مهندس تكييف وتبريد لخطبتي عن طريق المعرفة الشخصية والتفاهم الذي وصل إلي حب مجنون وكان هو متزوجا ولديه طفلة واحدة رفضه والدي رفضا شديدا واقتنعت أمي لأنها كانت تري أنه لا يفعل شيئا ضد الشرع والدين إنه يتزوج ومن حقه مثني وثلاث ورباع وأمي كانت تقول له إنه لديه طفلة وكونه ترك زوجته وطفلته من أجل ابنتي فهذا دليل علي حبه لها وفعلا أحببته بعد الزواج وتزوجته دون موافقة أبي فلقد ترك أبي المنزل وقامت أمي بكل تكاليف الزفاف وجهاز العروسين من الإبرة إلي الصاروخ.
مع العلم أنني متوسطة الجمال ولكن الناس يقولون أنني جميلة جدا وتقدم الكثير لخطبتي ولكن نصيبي كان في هذا الإنسان.
فلقد قدمت له قلبي علي طبق من ذهب كما يقولون وتزوجنا ودام زواجنا خمس سنوات تصوروا خمس سنوات بالترتيب كالآتي;;;
السنة الأولي:
كنت أشعر أنني امتلكت الدنيا كلها وكانت السعادة أسطورة.......... ولكن بعد الزواج بستة أشهر بدأ يقارن بيني وبين الزوجة الأولي دون أن يأخذ باله في الطباع والمواصفات سواء بالسلب أو بالإيجاب وبدأ يتذكر ابنته وبدأت أشعر أنني لو بقيت بدون زواج لكان أفضل لي أو قبلت بأقل شاب تقدم لي كان أكرم وأنفع لي وأكرم لأنني علي مكانة علمية. وقادمة علي دراسة في باريس عن علوم اللغة.
في السنة الثانية اكتشفت الآتي:
أن زوجته طبيبة أسنان متفوقة في عملها من بورسعيد صبرت معه عشر سنوات وهذا بالصدفة اكتشفته في حديث لجارة لي كانت علي علاقة جيدة بزوجته وبه. وأن ابنته أصابها مرض نفسي وعاجزة عن الحركة كليةً حتى الآن وقالت لي أنه كان يضربها كثيرا وكانت تحمل المياه من الجيران في أول دور لتملأ الغسالة في الدور الثالث.
وكانت متواضعة جدا وطيبة وتحبه أيضا رغم عيوبه وتتمني لو تعطيه عمرها مقابل الرضا التام عنها وقالت لي الجارة أن زوجته كانت حافظة لكتاب الله وكانت دائما تروي له الأحاديث وتقول له حقك عندي كذا وكذا كما قال الله والرسول (ص) ولكن المشكلة عندي أنني قلت يمكن ما كانش بيحبها وعنده حق في أنه تزوج واستمريت معه, لأسباب:
أولا: لأنه عندما تحري أبي عنه وكان عميدا لإحدى كليات بورسعيد تحري عنه في عمله لأنه في المدن الكبرى صعب التحري والعمل هو النافذة الوحيدة فهو يراه الناس ناجحا ومحترما وإنسانا ومؤدبا في العمل آية من آيات الله في الأرض وعلي هذا الأساس تزوجت وبعد مرور عامين بدء يشعر بالذنب تجاه زوجته وابنته تخيلوا ثلاث سنوات لم أعش منهم إلا ستة شهور فقط.
لأنه كان حنونا جدا يبدو قمة الإحساس والرومانسية والحب وينعكس هذا التذكر للقديم من قبله علي معاملته لي وأنا أشعر من جانبي أنه ذبحني فلماذا تزوجني إنني أحترق بين نارين نار بقائي معه وفي هذه الحالة أشعر بالذنب القاتل تجاه ابنته وزوجته خاصة بعد أن علمت أنه يتردد علي زوجته خفية ويحاول مساعدتها وتعويضها عن ما قاسته معه وهذا يحرقني كإنسانة باعت نفسها للسراب.
والنار الثانية: أن أفارقه وهذا ما تقوله لي إحدي صديقاتي تقول لي أنت ليس لديك أولاد منه فاطلبي الطلاق لتنجي منه من ناحية وتكسبي رضا الله بتضحيتك من أجل ابنته المسكينة وزوجته خاصة أنه بدأ يطالبني بشراء هدايا لابنته وبدأت صيغة الانتماء للقديم ويقول لي بجرح قاتل أنت الزوجة الثانية أما هي فأول عطايا الرحمن لي وأنا أخطأت ولابد أن تتحملي معي وتساعديني علي عودة علاقتي بها و بيتك طلباته ومصاريفه ملزم أنا بها وأصبحت أشعر أن مكاني الرف،!
وأموت كل لحظة ولا أعرف ماذا أفعل ساعدوني أرجوكم وآسفة للإطالة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجاء ملاحظة آلامي التي لم يتسع الوقت لها.
27/3/2004
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، أحب أن أخبرك أن الحياة المثالية أمر غير موجود في هذه الدنيا وأن أي شخص يتزوج يفكر بعد فترة من الزواج في الطلاق -سواء بشكل جدي أو مجرد خواطر تمر عليه.
قد يبدو ما أقوله غريباً ولكن هذا ما يحدث في الغالب. فما يواجهه المتزوجون في بداية حياتهم هو اصطدام الخيال بالواقع أي مواجهة الأفكار الرومانسية الموجودة قبل الزواج برؤية الحياة الواقعية ومسؤولياتها المختلفة، الحياة الزوجية يا سيدتي ليست نعيما أبديا كما أنها ليست عذابا أيضاً. ولكن ربما لأن تعدد الزوجات أقل انتشاراً في بلدنا –مصر- تبدو لك مشكلتك فريدة من نوعها ولكنها مشكلة تواجه كل من هي في وضعك. وفي دول الخليج تتناول الزوجات هذه الأمور ببساطة أكبر لأنها ظاهرة أكثر انتشاراً.
إن تعدد الزوجات أمر مجاز شرعا ولكن له شروطا أهمها العدل بين الزوجات، وأنت كنت تعلمين أنه متزوج من قبل أن تتزوجيه، وأنه من الواجب عليه شرعاً أن يعدل بينكما بقدر المستطاع. فما الذي جد؟ الذي جد هو أنه ربما أخلف الاتفاق الضمني الذي كان بينكما بأن يظل متزوجها ولكن يعيش معك أنت وكأنها غير موجودة، وهو الآن أصبح يقوم ببعض واجباته بعدما شعر بالتقصير في أدائها، وبرغم أن هذ أمر من المفترض أن يكون متوقعا بالنسبة لك -لأنه لم يطلقها ولم يرغب في ذلك- وهو لم يفعل شيئاً ضد الشرع في ذلك.
فإن مجرد زيارته لزوجته الأولى أو حتى معرفتك أنه على علاقة جيدة بزوجته أمر يزعجك وكأنك ستفقديه، ولم أر في خطابك ما يشير أنه يرغب في تركك، يا سيدتي ما يحدث الآن متوقعا والمشاكل بدأت عندك بالفعل من قبل الزواج -حين رفض والدك الموضوع برمته- فلا شيء جديد، الحياة دوماً لا تسير على وتيرة واحدة ودوام الحال من المحال.
لقد اختارك زوجك رغم أنه يعلم حسنات زوجته من أنها طبيبة ومحبة وغير ذلك، فلا بد أنه رأى فيك جوانب مفتقدها ومحتاجا إليها، ومن ثم أقدم على الزواج بك باختياره رغم أنه يعلم أيضاً أنه قد يواجه بعض الصعوبات. اختارك أنت وأصبح يرى فيك مزيدا من الايجابيات وهذا شيء جميل، ولكن كيف يتناول ويتحدث على هذه الايجابيات هو ما يجب مناقشته فيه.
لماذا تشعرين بالذنب أنت لم تخطئي حين نويت الزواج ولكن اتركيه يمارس واجباته نحو زوجته الأولى وابنته فهذا ما يقلل من إحساسك بالذنب وليس العكس، من جانب آخر يمكنك أن تناقشي معه الأشياء التي تؤذى مشاعرك وتطلبي منه أن يقلل منها بقدر الإمكان.
تحدثي معه أكثر من مرة واشرحي له مشاعرك، أو يمكن أن يتم ذلك من خلال اتفاق متبادل بمعنى أن تطلبي منه ذلك في مقابل أن تنفذي أنت طلبا آخر له.
أخيراً أقول لك إنك -سواء استمريت معه أم تركتيه- فالزواج هو جزء من الحياة وليس كلها فلديك دراستك التي تنتظرك ولديك اهتماماتك فلا تدوري في فلكه بل وسعي من اهتماماتك وانظري إليها واعطيها وقتها.
يا سيدتي القرار في يدك أنت وزوجك، فهذا قرار مصيري. وكل قرار سيكون له إيجابياته وسلبياته وليس هناك حل مثالي.
فالطلاق سيكون له مترتبات ليست كلها إيجابية كما تقول صديقتك، فكري هل ستبقين بعده بدون زواج أم ستتزوجين؟ وإذا قررت الزواج هل ستتاح لك فرصة الزواج من شخص لم يتزوج من قبل؟ أم ستكررين هذه التجربة؟. والاستمرار في الزواج له أيضاً نتائج مترتبة عليه وهو ما تشكين منه الآن.
عليك أن تفكري بروية فيما سيترتب على كل قرار وتختاري القرار الذي يحمل سلبيات أقل، ولا تتخذي أي قرار وأنت في حالة انفعال، وكل ما حاولت طرحه في ردي عليك هو توسيع رؤيتك للموضوع حتى يسهل عليك اتخاذ القرار.
ويمكنك الإطلاع على بعض الردود السابقة عن الزواج:
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
السن المناسب للزواج
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
وردود حول الطلاق:
طلاق البنت واختلال الأم !
مشاعر الطلاق
لماذا المطلقة منبوذة ?!
وتابعينا بأخبارك.
ويتبع ..... : الزوجة الثانية. مشاركة