توهم المرض..وزهرة النرجس م1
اكتئاب وقلق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا كنت أحاول أرسل لكم استشارات لكنها ربما لا تصل لأنني كنت أستخدم الموبايل.
أنا أريد أحد أن يسمعني لماذا أنا دائما قلقة ومكتئبة ومصابة باضطرابات في الأكل أنا لا ينقصني شيء ولله الحمد لدي سيارة أسافر كل عام لدي أب وأم لو أطلب لبن العصفور لحصلت عليه ألا تجلب هذه الأمور السعادة.. إذا لماذا أنا مكتئبة لكنني مؤمنة بقضاء الله.
أنا فتاة ملتزمة دينيا متفوقة وذكية وطموحة وهذه الأمور ساعدتني أن أرشح الماجستير في بلدي ولله الحمد.
عزيزي المستشار أنا الآن أتناول ساليباكس 20 مليجرام بعدما كانت 60 مليجرام وماجعلني أتناول الدواء هو إصابتي بالانوريكسيا نرفوزا فهي أتعبتني كثيرا لكنني تناولته بعد شد وجذب فلم يكن أهلي موافقون على تناوله لكن الحمد لله استطعت أن أتناوله والآن وأنا مستمرة على الدواء لأكثر من سنة ونصف نصحني الطبيب بعدم إيقاف الدواء خصوصا أن حالتي بين طلوع ونزول وإلى أكمل 4 سنوات، وكذلك الطبيب اقترح علي أن يعطيني دواء آخر لكن خفت أن يزداد وزني أنا الآن أريد أن أتزوج وأريد الاستقرار لكن أهلي رافضون إلى حين التأكد أني لن أتعرض لانتكاسة إذا قطعت الدواء وأن يزداد وزني.
أنا متعطشة للزواج وتكوين أسرة لكنني لا أستطيع فأنا ملتزمة بداوء ولا أستطيع أن أخبر الخاطب أنني آخذ الدواء
أرجوك ساعدني ماذا أفعل؟
20/06/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك وباستشاراتك المتكررة. إجابة سؤالك الأول لماذا أنت مكتئبة رغم امتلاكك لكل معطيات السعادة في الحياة الحالية بأن الماديات رغم أهميتها لا تحقق السعادة. السعادة كمفهوم نفسي يعتمد على القناعات والقيم لا على الماديات كما تروج الثقافة الحالية, ساعدي نفسك بسؤالها ما الذي يسعدها, ومسببات السعادة متنوعة ومتعددة بقدر تنوع البشر وهذا من رحمة الله بالعباد ليكون للجميع فرصة للحمد على النعم مهما كانت, اعملي على الوصول لمسببات السعادة الخاصة بك بعد تحديدها.
ينشأ المرض النفسي في بعض الحالات نتيجة اضطرابات التفكير وفي بعض الأوقات الأخرى لأسباب عضوية وغالبا نتيجة اختلاط الأسباب المعرفية والسلوكية والعضوية وأعتقد أن معاناتك ناتجة عن خليط العوامل العضوية والمعرفية السلوكية, تحسن أعراضك بعد تناول الدواء دليل على وجود اضطراب عضوي, واعتقادك بأن الماديات سبيل السعادة تفكير لا منطقي, راجعي منظومتك القيمية واطلبي مساعدة طبيبك النفسي أو مرشد نفسي.
لفت انتباهي في بياناتك وظيفتك كأخصائية نفسية فإن كانت المعلومات دقيقة ينبغي عليك النظر في إمكانية تغيير مهنتك, من المعروف أن بعض المهن تستهلك الطاقة النفسية وتسبب ضغوطا نفسية أعلى من غيرها ومن ضمنها المهن النفسية والتدريس, فتجنبيها.
راجعت استشاراتك السابقة ولاحظت مستوى الوسواس والتفكير اللامنطقي أو توهم المرض والحمد لله أن حالتك قد تحسنت مع الدواء فلماذا التردد في تناول الدواء الإضافي الذي يقترحه الطبيب, كإنسانة متعلمة يقع عليك عبء تحسين سمعة الأدوية النفسية لأهلك وغيرهم من المجتمع, قلقك حول موضوع وزنك رغم تناولك الدواء يعني أنك بحاجة ماسة لجلسات علاجية معرفية لتساعدك في مقاومة الوسواس وتصحيح الأفكار وترتيب الأولويات.
لا أرى علاقة ما بين رغبتك في الزواج وتناولك للدواء إن كنت نفسيا قادرة على القيام بمتطلبات الارتباط, تناولك للدواء قد يقلل فرصك ولكنه لن يمنع رزقك, ويهمنا أكثر من مجرد الارتباط ارتباطك بشخص يتفهم معاناتك النفسية , ذلك أن مسئوليات الحياة بعد الزواج قد تضطرك للعودة لتناول الدواء.
واجهي معاناتك ونقاط ضعفك فالمواجهة وسيلة جيدة لطرد أشباح القلق التي تستدعي الاكتئاب. لست كاملة ولا أحد غيرك كذلك, ولكن لديك مميزات والمودة التي ذكرها الله بين الأزواج تعني التعاطف مع عيوب الطرف الآخر فتعاطفي معه ليتعاطف معك.ويتبع>>>>>>>>>>>>>> زهرة النرجس ووسواس المرض م3