أنقذوني أيها الأطباء فإنني أموت ببطء
السادة الأطباء المحترمين؛ سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير يشرفني أن أتواصل معكم في هذا الموقع لأول مرة أملا أن أجد منكم العلاج لحالتي التي تحولت إلى جحيم وأتمنى من الله تعالى أن أجد لديكم العلاج لحالتي التي ليس لها علاج لحد الآن مع معاناتي الطويلة مع المرض والأدوية من دون فائدة حتى الآن، وأسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويزيدكم فضل ويبارك لكم في علمكم ويجازيكم عنا خير الجزاء.
أتمنى إحالة حالتي إلى السادة استشاري الطب النفسي ويهمني معرفة رأي الدكتور وائل أبو هندي الشخصي وعلاجه وتشخيصه لحالتي المستعصية وإنني بانتظار ردكم بأسرع وقت لإنقاذي لأنني ما أستطيع أن أحتمل أكثر مما أعانيه.
أحاول أن أوجز معاناتي وآلامي مع هذا المرض اللعين وآمل أن لا أطيل عليكم كثيرا ولكن لا بد لي من ذلك حتى أشكي همي ومعاناتي لأحد يسمعني لأنني لا أدري ما سيحصل لي في الفترة القادمة، فقد مللت الحياة وكل ما فيها وأصبحت كارها لها حتى أنني أفكر الآن بأفكار سوداوية وهي الانتحار وتراودوني باستمرار حتى أنني أصبحت (الميت الحي) إنسان ميت فقط يأكل ويشرب ولا أمل له بالحياة.
حتى أنني أصبحت أسب القدر (لماذا أوصلني الله تعالى إلى هذه الحالة من دون الناس؟ وما هي الحكمة من ذلك؟ وماذا سيستفيد الله من معاناتي التي استمرت وتستمر لأكثر من ثمانية عشر عاما؟ وكيف لي أن أنجو من هذا العذاب وهل لي خلاص منها؟) كلها أسئلة أسألها لنفسي يوميا
وهاهو سرد لمعاناتي والأعراض التي أعاني منها من البدء:
1- معاناتي بدأت في المرحلة الثانوية حيث كنت متفوقا في الدراسة سريعا في التركيز والحفظ أنهيت الثانوية ودخلت الجامعة في كلية تتطلب الكثير من الجهد والحفظ، في أول عامين كانت درجاتي جيدة أحفظ بسرعة وأفهم إلا أنها قلت في نهاية العام الثاني فما عدت قادرا على الحفظ ولا التركيز إلا أنني تخرجت من الجامعة بعناء.
2- في المرحلة الثانوية بدأ معي الشعور بالضيق المستمر وكأنني مختنق وكان حملا ثقيلا على صدري طوال العام ليلا نهارا صيفا شتاءا ملازمني باستمرار.
3- كثرة النسيان وعدم القدرة على تذكر الأمور والحفظ حيث أنني كنت متفوقا وسريع البديهة والحفظ في المراحل الأولى من الثانوية إلا أنها تبدلت في الجامعة حيث أصبحت أعاني صعوبة التركيز والحفظ فلم أستطيع أن أتذكر ما قرأته وليست لي الشجاعة والجرأة في مواجهة الطلبة أو الناس بالشرح أمامهم في موضوع معين فتجدني دائما أتخذ الأماكن الخلفية وينتابني الارتباك لو جلست في الصفوف الأمامية.
من بعض الأمثلة لكثرة النسيان وعدم القدرة على التركيز والحفظ أنني عندما أتحدث مع شخص أتذكر بعض النقاط لكي أسأله في الموضوع وسرعان ما أنسى ما كنت أريد أن أسأله وأحاول أن أتذكر ولكنني لا أستطيع.
عندما أقراء أي كتاب أو موضوع أحاول أن أتذكر ما قرأت أو على الأقل عن ماذا كان الموضوع فأجد صعوبة بالتذكر أحيانا أتذكر بعد فترة وأحيانا أعصر أفكاري فلا أستطيع التذكر.
4- منذ المرحلة الثانوية وإلى الآن أحب الانطواء والعزلة حيث أنني أشعر بارتباك عندما يكون هناك جمهور من الناس وأحس بأن تصرفاتي مراقبة من قبلهم فلذلك أجد صعوبة في الذهاب إلى الأماكن التي فيها ازدحام مثل مراكز التسويق الكبرى أو المجمعات التجارية الضخمة أو المطاعم الراقية لأنني أحس بأنني مراقب من قبل الناس في تصرفاتي فأحس بأنني أتضايق وأرتبك وأتلعثم في الكلام ولا أجد ما أتحدث عنه أو أن أفتح موضوعا على طاولة الطعام فأفضل الالتزام بالصمت أو الخروج مسرعا من المكان.
5- عدم القدرة على فتح حوار مع الأخريين حيث أنني فقط أرد على السؤال الموجه إلي بالمختصر ولا أستطيع أن أطيل في الحديث وليست لدي أي روح للدعابة والمزاح وتجدني فظا وهذا يقلقني للغاية، وأرتبك عند الحديث مع النساء وأحس دائما بأن الآخريين أفضل مني بكثير لأنهم يتحدثون بطلاقة ولساعات وبثقة وأنا أحس بالدونية لأنني قليل الكلام مع الناس.
6- أرتبك كثيرا عند الحديث أو التعامل مع النساء فتجدني أتفادى الأماكن التي فيها نساء وأجد صعوبة في فتح حوار معهن وهذا استمر معي من الثانوية إلى الآن.
7- قليل الكلام في البيت مع أخواتي وأحس بأنني ثقيل الدم وأنني لست مرحا بل أكون مكتئبا ومتضايقا دائما.
8- دائما أحس بأنني مشتت الفكر ولا أستطيع أن أتخذ قرارات مهمة في حياتي وأنني غير واثق في نفسي وأشعر بأنني دوما أقل من الآخرين لأنهم يملكون الثقة بأنفسهم ويستطيعون التعامل مع الآخرين وأنا لا أستطيع.
9- أنام لساعات طويلة وأحس بأنني كسول ومرهق دائما حتى لو نمت لوقت طويل وأحيانا لا أنام وأشعر بالأرق وبصعوبة في النوم.
10- أكره العمل دائما حتى أنني اتجهت لمجال آخر ولكن هذا أيضا أجد صعوبة في التأقلم وكرهت العمل حتى أنني حاليا لا أعمل بسبب الضيق النفسي الذي أنا فيه وفكرت في مشروع خاص بي ولدي الأفكار ولكنني لا أملك الشجاعة ومجاراة السوق والتعامل مع الناس واتخاذ قرارات.
11- أفكر دائما في المستقبل وأن الدنيا لا قيمة لها وأنه لا يوجد شيء في الدنيا يستحق أن نعيش من أجله حتى أنني أتمنى دائما لو أنني أنهيت نفسي من هذه الدنيا وانتحرت.
العلاج منذ البداية وإلى الآن:
منذ بداية معاناتي ذهبت إلى عدت أطباء فكل طبيب يصف لي دواء حيث كانت من ضمن الأدوية:(Anafranil,tofranil,fluanxol,Prozac) وكانت هذه الأدوية على حده لعدد من الأطباء
وأيضا قبل خمسة أعوام ذهبت إلى طبيب فوصف لي الآتي: Xanax 0.5mg one tab /day - 1 + seroxat 20 mg one tab/day + faverine 50 mg 4tab/day
استخدمت هذه الأدوية لمدة ثلاث أعوام مع المراجعة الدائمة مع الطبيب الذي وصفه لي ولكنني لم أشعر بأية فرق أو تحسن يذكر في الأعراض التي أعاني منها، فقط أنه مع xanax 0.5 mg one tab /day وبعد أسبوعين من أخذ الدواء لاحظت فرقا من ناحية الحديث مع الآخرين وإنني أصبحت أتحدث أكثر من المعتاد وإنني أذهب إلى الأماكن العامة دون رهبة أو خوف ولكن لم يحدث تغيير من ناحية الحفظ أو التذكر وسرعة البديهة استمريت حوالي ثلاثة أعوام وبعدها لم أراجع الطبيب لأنني رأيت أن الطبيب لن يستطيع أن يعطيني أو يصف لي أكثر من هذا لأنه لو كان لديه وصفة أخرى لكن قد فعل في خلال الثلاث أعوام.
ثم بعد عامين ذهبت إلى طبيب آخر فكان أول ما فعله هو تحليل وظائف الغدة الدرقية وكانت نتائجها كالتالي: ( TSH 0.06 ulU/ml) T3 2.49 Nmol/L) FREE ) (FREE T4 21.30 Pmol/l)
فوصف لي الأدوية التي أخذها منذ تاريخ 1/10/2012 ZELAX (escitalopram) 20mg one tab/day
دواء WELLBUTRIN XL ((bupropion) 150 mg one tab in the morning
وأيضا لمدة شهرين ANAFRANIL 100 MG l DAY ولكن لا فائدة لا بالسلب ولا بالإيجاب
Euthyrox(levothyroxin 50 microgram) إلى الآن شهر ونصف ولا تغيير
CYMBALTA(DULOXETINE 60 MG ) وإلى الآن شهر كامل لم أشعر بأية شيء لا بالسلب ولا بالإيجاب.
ولا أدري ماذا أفعل لأنني فعلا بدأت أن أدخل في مرحلة اليأس والإحباط ولا أدري ما تحمله لي الأيام لأنني أفكر في أفكار سوداوية لأنني أصبت بالملل لأن الطب لم يفعل لي شيئا حتى أنني ذهبت إلى أحد الشيوخ الثقات المعالجين بالرقية الشرعية فقرأ علي وقال لي أنني سليم وليس في أي شيء يذكر.
أسئلتي هي:
1- ما هو التشخيص الدقيق لحالتي؟ وهل هي حالة نادرة لا تستجيب إلى أي نوع من العلاج كل هذه السنين؟
2- لماذا لا تستجيب حالتي إلى الأدوية القديمة والحديثة؟
3- هل حالتي لا أمل في علاجها وأنها حالة مقاومة؟ لأن الطبيب الذي أراجعه يقول لي أحمد الله على حالتك أنت لا يبدو عليك شيء ظاهر وكأنك إنسان سليم، قلت له يا دكتور أنت لا تعلم مدى الألم والاختناق الذي أعيش فيه وقد أمسكت برقبتي إشارة لمدى المعاناة الحادة والضيق المستمر فهل فعلا لا أمل في علاج حالتي؟
4- ما هي الأدوية التي تناسب حالتي لأنني فقدت الأمل بالأدوية والعلاج؟ وهل هناك أشعة مقطعية للمخ أو تحاليل للدم توضح مستوى الإصابة بالمرض وفي أي منطقة في المخ؟
5- قال لي الطبيب أن بالإمكان استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية فهل تنفع فعلا لحالتي؟ وهل هي جلسات دائمة؟ وهل بإمكان عودة الحالة المرضية إلى نفس المستوى أو أشد منه؟
ختاما ألتمس منكم العذر على الإطالة وأشكر لكم اهتمامكم بالرسالة وأتمنى أن أجد لديكم العلاج الشافي الذي يخرجني مما أنا فيه وأن ترشدوني ماذا لي أن أفعل لأنني لا أجد أحدا أشكي إليه معاناتي وعذابي حيث أنني أنتظر ردكم بفارق الصبر. وجزاكم الله عنا خير الجزاء ووفقكم لما يحب ويرضى.
ملحوظة: أرجو الرد على البريد الخاص بي، لأنني غير متابع دوريا بالردود الخاصة بالمرضى، كما أرجو أن يكون الرد محجوبا.
وختاما لكم مني كل الشكر والعرفان والدعاء الخالص لوجه الله تعالى بأن يحفظكم ويزيدكم علما وفضلا.
20/06/2013
رد المستشار
٠ شكراً على استعمالك الموقع.
٠ تم تحويل استشارتك إلي من قبل زميلي الأستاذ وائل أبو هندي وسأترك له حرية التعليق على الرد.
٠ هناك من الاستشارات التي تستوجب النظر في المشكلة ولكن هناك من الاستشارات التي تتطلب الحديث المباشر عن الحل استشارتك تقع ضمن الصنف الثاني لوجود أفكار انتحارية أشرت إليها أكثر من مرة في الرسالة يضاف إلى ذلك وجود عدة مؤشرات لعوامل لم تساعدك على الشفاء من الاكتئاب على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
٠ هناك إشارة واضحة لحالة من القلق العام والاجتماعي تحسنت على عقار البروزولام (anax - Alprazolam) وليس هناك مانعاً من تناول حبة واحد يومياً أو أكثر بشرط أن تتجنب العقار يوماً أو أكثر في الأسبوع إذا رفض الطبيب ذلك فلا بأس من عقار البريكابالين Pregabablin بجرع 25 مغم 2 – 3 مرات يومياً وزيادتها كل 5 أيام تدريجياً إذا تطلب الأمر إلى 100 مغم 2 -3 يومياً ستتحسن أعراض القلق وربما الاكتئاب المصاحب له هناك من ينصح بعقار الكابابنتين Gabapentin بجرعة 100 مغم مرتين في اليوم وزيادتها إلى 300 – 400 مغم 2 – 3 يومياً وبالتدريج رغم أن هذا العقار غير مرخص به لعلاج القلق.
٠ لا بد من علاج الاكتئاب وهو يتطلب مراجعة طبية أسبوعيا نظراً لشدة حالة الاكتئاب فمن الأفضل استعمال عقار الفينالافاكسين Venlafaxine وزيادة الجرعة كل 3 أيام كما يلي: 37.5 مغم مرتين يومياً ثم 75 مغم مرتين في اليوم ثم 112.5 مغم مرتين في اليوم ثم 150 مغم مرتين في اليوم. هذا البرنامج يتطلب مراجعة طبية وأسبوعية مع قياس ضغط الدم وعمل تخطيط للقلب قبل العلاج وعند وصول إلى 225 مغم يوميا إذا اضطرب النوم فيستحسن إضافة عقار الميراتازابين Mirtazapine 15 – 30 مغم ليلا يفضل زيارة ممرض أو ممرضة نفسية إلى البيت يومياً وربما فترة في المستشفى.
٠ رغم أن العلاج بالجلسات الكهربائية فعال أيضاً ولكن بغياب الاكتئاب الوهامي أفضل البرنامج أعلاه.
٠ هناك برنامج آخر لا بأس من الحديث فيه مع طبيبك المعالج باستعمال عقار Phenlzine هذا العقار يساعد على التخلص من الاكتئاب والقلق في أن الوقت وسعره أقل من العقاقير أعلاه لكنه يتطلب نظاماً غذائياً صارماً يجب الحديث فيه مع طبيبك المعالج والصيدلية وإلا تعرضت لتفاعل التايرمين الكيمائي والذي في غاية الخطورة.
٠ بعد هذه المرحلة لا بأس من التفكير في العوامل الاجتماعية والنفسية التي لم تساعدك على تجاوز اكتئاب مزمن وكبير طال أمده حالتك هي: اكتئاب مقاوم للعلاج Resistant Depression.
٠ ليس هناك اكتئاب لا يتماثل للشفاء وتأكد بأن ليس هناك حالة اكتئاب يصعب الشفاء منها.
توكل على الله.