هل شخصيتي زورانية أم ماذا.. أشعر كأنني لا أعرف نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لا أدري من أين أبدأ حقيقة لأنني لطالما شعرت بأن شخصيتي معقدة فأنا حسب معرفتي لشخصيتي وحسب قراءاتي النفسية الكثيرة عندي أكثر من مشكلة:
- عندما أكون مع أحد أفقد شخصيتي وأميل للاتباع والاعتماد وأغدو كالحمقاء بكل معنى الكلمة فلا أعرف التصرف وتخونني ذاكرتي ويكون انتباهي أقل، بينما أكون واعية عندما أكون لوحدي في أي مكان وأصبح إنسانة يعتمد عليها في تدبر أمورها.
- إنني أحب العمل بدون رقابة وأكون ممتازة بينما ينحدر مستوى الانتاج عندي لو كان أحد ما يراقبني (خاصة غير المقربين).
- عندي شعور دائما بأنني غير مرغوب بي ضمن الجلسات النسائية وبين الناس... وآخذ ثقتي بنفسي من الآخرين وربما يعود هذا لكوني أهتم لرأي الآخرين بي كثيرا ولست ثابتة الثقة...
- إنني عندما أتحدث أخفض صوتي وأفضل الحديث الفردي وأشعر بالخجل والتوتر والارتجاف في حال تحدثت أمام جماعة في موضوع اجتماعي... وتربكني الأسئلة المفاجئة التي لم تمر علي من قبل.
- عندي أحيانا كثيرة ولكن ليس دائما شكوك بأنني المقصودة في الكلام الغامض الذي يقال في مجلس ما حتى لو كان هناك مئة شخص غيري (كأن يقال في العمل أن فلانة كذا وكذا فأعتقد أنهم يقصدونني ولكن لا أكون متأكدة ولا أحاول السؤال عن المقصود بل أدّعي التجاهل).
- أعتقد أنني حقا جبانة فكثيرا ما أتجاهل المواقف التي تكون موجهة ضدي وأدعي الغباء وأنني لم أسمع لكي أتفادى التصادمات الكلامية لأنني أعلم أنني ضعيفة ولا أستطيع الرد إلا بأسلوب واضح وعصبي متوتر أما الباقي فعادة أراهم يردون بهدوء وبأسلوب اللف والدوران.
- أعتبر ثلاثة أرباع النساء متعجرفات مصطنعات فارغات، يحببن المظاهر ويحاولن التقليل من قيمة الأخريات بأساليبهن اللئيمة .
- كثيرا ما أفسر الكلام الذي يقال بأنه رد على شيء قلته من قبل أو تصرف فعلته (كمثال قريب زمنيا: كنت منذ فترة قد نشرت في صفحة الفيسبوك لعائلة زوجي صورة لنوع من الطعام موجودة في الخليج وغير موجودة عندهم في سوريا، وبعد أسبوع إحدى بنات العائلة ذكرت أنها تأكل من هذا الطعام في سوريا رغم عدم وجوده وبعد أن ذكرته ضحكت.. وعلقت وضحكت معها اثنتين من نساء العائلة بما فيهن زوجة أخي زوجي.... لكن أنا شعرت بالضيق واعتبرت أنهن يقصدنني بضحكهن ويستهزئن بي وبما نشرته وأنهن اجتمعن ضدي إما لغيرتهن مني أو لأنهن يرينني غريبة حتى الآن عن العائلة خاصة أنني قليلة الكلام معهن).
الآن كتوضيح: هذا الشعور الأخير الذي أحسه لا يكون قسريا أو وسواسيا بل أكون متيقنة منه ومقتنعة به مئة بالمئة لأنني دائمة الاعتقاد بأنني أعرف كيف يفكر النسوة وكيف يكيدون لبعضهن
- أصدقائي قليلون جدا ولا أحب الاختلاط كنتيجة لما سبق.
- عندما أعلم أو أشعر بأنني لا أرتاح لشخص ما أتجنبه وأحاول الابتعاد عنه بشدة... وأظل أتذكر هذا ولكنني لا أحقد على أحد ولا أفكر بإيذاء الناس فقط أتجنبهم.
ولكن متى بدأت المشكلة الفعلية لهذا؟ بعد أن تزوجت.
ذلك أن جو أهلي كان مليء بالعزلة والخوف والغيرة الشديدة علينا كوننا فتيات، وهذا كان يحيطني بالأمان والعزلة التي تريحني ولم يكن أحد من أهلي وأخواتي يناقض أفكاري أما بعد أن تزوجت أصبح زوجي يسمعني وأنا أتكلم عن أفكاري بالناس سواء الأقارب أو الغرباء الذين نتعرف عليهم وبدأ يلومني ويقول لي بأن أفكاري سلبية وسوداوية وأنني أنا اللئيمة والتي أحمل الحقد والضغينة للناس وأغتابهم وهو يعتقد بأنني أتقصد فعل ذلك وأنني حقودة ولئيمة حقا... رغم أنني لست كذلك ولا أكره أحدا إلا عندما أشعر حقا أنه يريد أذيتي بكلامه وتصرفاته أو لنقل: عندما يخيل إلي بأنه يريد أذيتي وعندها أتجنبه كما ذكرت.
بعد أن تزوجت لم أعد أعرف إن كنت أنا المحقة أم زوجي... علما أنني دائما أقول له أنت لا تفهم على النساء بينما أنا أفهمهن وأعرف مقاصدهن... خاصة أن مشكلة الشك في النوايا عند النساء فقط ولا أشعر بها تجاه الرجال
مما قرأته في النت مؤخرا عن اضطراب الشخصية الزوراني شعرت بأنني أعاني من نصف الأعراض
معلومة أخيرة: أحيانا أشعر أن كل ما أنا فيه هو لأنني على الفطرة السليمة والناس هذه الأيام كلها تلاعبت بها الدنيا.... وما يهمني هو معرفة الحقيقة أنا وزوجي لأعلم عن نفسي أكثر وأستطيع العلاج قبل الإنجاب لكي لا أنقل هذا الاضطراب لأولادي .
ملاحظة: أمي ربتنا بنوع من الخوف الزائد علينا وعدم الاختلاط إلا قليلا.. كما أن والدي كان عنده نوع من الغيرة المرضية لهذا كنا محاطين بشدة وأحيانا أشعر أنني أتصرف كالأطفال وأن عمري الحقيقي لا يتجاوز العشر سنوات من حيث الذكاء الاجتماعي فقط.
أتمنى الرد قريبا ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
آسفة للإطالة
20/06/2013
رد المستشار
صديقتي؛
من الواضح جدا في رسالتك أنك تخافين من رأي الآخرين كثيرا وخصوصا النساء. الكراهية والبغض هما انعكاس للخوف. تفضلين الوحدة وتفضلين الأداء الفردي في العمل (بدون رقابة) والحديث الفردي (بدون أناس كثيرين يشاهدونك ويسمعونك) وترتبكين في مواقف المواجهة لدرجة فقدان المقدرة على التفكير أو التصرف السليم.. هذا ما فهمته من وصفك لحالتك.
معنى هذا أنك تضفين قيمة كبيرة جدا وأكثر من اللازم على رأي الآخرين.. وإذا انطبقت عليك نصف أعراض الشخصية الزورانية (البارانويد) فمن اللازم أن تتابعي مع معالج نفسي للوصول إلى أفضل الطرق للتعامل مع هذا...
جزء مما يقوله زوجك صحيح: البارانويد ينكر ما يشعر عن طريق إسقاطه على الآخرين:
تشعرين بالخوف من رأي النساء الأخريات فيك ثم يتحول الخوف إلى كراهية لا تريدين الاعتراف بها فتسقطين هذا على الآخريات وتقولين أنهن يكرهنك أو يردن إغاظتك أو يشعرن بالغيرة تجاهك... في نفس الوقت لا تشعرين بأن لك قيمة حقيقية وتشعرين أنك فارغة ومصطنعة وبالتالى فإن أسهل طريقة للحصول على الشعور بالقيمة هي أن تكوني مستهدفة أو ضحية.
الحل هنا هو محاولة فهمهن والتقرب إليهن عن طريق الإنصات والتعلم وليس عن طريق فعل أي شيء مباشر.. ما هي اهتماماتهن؟ ماذا يشغل بالهن حقيقة وليس ما هو ظاهر فقط؟ كيف تتأكدين من أنك تعرفين المعنى الحقيقي لما يحدث وما يقلن أو أنهن يكدن لك؟ ما هو دليلك المنطقي الدامغ؟ كيف تعرفين أن ما تحسينه هو الحقيقة وليس مجرد أحد المعاني أو التأويلات للموقف؟
لماذا لا يحدث هذا مع الرجال؟ أليس هناك من الرجال من ينطبق عليهم وصفك للنساء (متعجرفات مصطنعات فارغات، يحببن المظاهر ويحاولن التقليل من قيمة الأخريات بأساليبهن اللئيمة)؟ أؤكد لك أن الرجال ليسوا بمنأى عن هذا ولكنك لا تشعرين بأنك في منافسة معهم ولذلك لا تشعرين بالخوف من غدرهم أو أنهم يضمرون لك العداوة مثل النساء.. في الحقيقة ليس هناك ما يستدعي كل هذا.. قيمتك عالية لكونك إنسانة نفخ فيها الله من روحه.. لا أحد يستطيع التقليل من هذا إلا بأمرك وبإذنك وبإعطاء الآخر هذه القوة (أو إلغاء قوتك) وجعل رأي الآخر أهم من حقيقتك وما يجب أن تركزي عليه.. ما يجب أن تركزي عليه هو أنك لك قيمة عالية وأنها ولا بد أن تنميها باستمرار وصبر، يجب علينا جميعا السعي إلى أن نكون أفضل اليوم مما كنا عليه بالأمس وأفضل غدا مما نحن عليه اليوم، بقدر المستطاع وفي كل جوانب الحياة.
يجب مناقشة كل هذا مع نفسك ومع المعالج النفسي وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب