أنا إنسانة حية بالإسم فقط..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا بنت أم واحد وعشرين سنة كتبت مشكلتي في كثير من المواقع لأبحث عن حل لأن مشكلتي تتعلق بحياتي، لكن للأسف لم أجد أي ردود فعلية لحل مشكلتي الكل يعيد بنفس الكلام وهذه أول مرة أكتب مشكلتي في استشارة نفسية وراجية من الله أن يفرج كربة من يفرج كربتي، وشاكرة لكم لإعطائنا من وقتكم الثمين ورد على مشاكلنا، سأبدأ لكم بسرد مشكلتي التي بالغالب ليس لها حل وجربت جميع الحلول الممكنة لكن لم أجد أي نتيجة.
أنا إنسانة حية بالإسم فقط بينما الواقع أنا ميتة ومتبلدة بشدة أعاني اكتئاب ووحدة وأحلام اليقظة التي تعدت المعقول وأصبحت في حالة هذيان وشاردة طوال الوقت، وأعاني من رهاب اجتماعي، أنا إنسانة بطبعي اجتماعية وأحب مساعدة الآخرين ومرحة ولا أحب أن أحقد على أحد لكن ظروفي ووضعي غيروا من شخصيتي وأصبحت لا أطيق أحد ولا أحد يطيقني، مشكلتي باختصار هي أمي، إنسانة لا أنكر أنها ظلمتني بشدة في حياتي وحرمتني من الفرحة وأبسط حقوقي لا أشعر أني إنسان ولي كرامة.
أمي شخصيتها ضعيفة مع الآخرين لكنها متسلطة علينا نحن البنات فقط وبالأخص أنا، بينما أشقائي تدللهم وتعززهم وحتى لوكانوا على خطأ، لسانها قذر بدأت أشبه فمها بالقمامة لا يخرج منه كلمة طيبة أبدا تصرخ كثيرا وتسب وتشتم وتناديني بأقبح الألقاب واسمي لا أذكر آخر مرة نادتني به، تفسر الأمور على هواها وتتكلم عن نوايا الناس كأنها تعرف الغيب أمي خريجة ثانوي لكن أرى أمهات صديقاتي وقريباتي خريجات ابتدائي ويعاملونهم بالحسنى ويجلسون معهم لكن أمي لا إنسانة أرغمتني أن أكرهها بسبب تصرفاتها؛
معزولة عن الآخرين وأرغمتنا على العزلة معها وتستشيط غضبا إن طلبت أن أخرج لأرفه عن نفسي وأذهب إلى مول أو بيت أحد أقربائي تنكد علي بألفاظها وأنا إنسانة مكسورة كل ما أريده هو أن أرفه عن نفسي والمال مني، تشبعني من سمومها وتقتلني وحتى إن خرجت تسبني بالأماكن العامة وأشعر بضيق شديد، أنا إنسانة لا أحب أن يهينني أحد وشبعت إهانات منها وعرفت أن النصيحة معها لا تنفع، هي سلبية جدا ولا تقبل مني أي شيء أحيانا أشعر أنها تغار مني بتصرفاتها الغريبة أردت أن أساهم اليوم بعمل ما وأطبخ لأساعدها لكن ردة فعلها لا مبرر لها دعت علي وصرخت وطردتني من المطبخ وعدت إلى غرفتي لأبكي وأنا أعلم إن رأت أبي ستتشكى أمامه وتحارشه فهي لا ترتاح أبدا إلا إذا صرخ علينا وتملئ قلبه حقد فينا وتجعله يغضب وبالأخص مني بدون سبب لدرجة أحيانا يأتي ويضربني بسببها وهو لا يعلم حتى لماذا.
أنا ميتة كيف أرجع أعيش،أنا كرهت الحياة التي مرغمة أن أعيش بها رغم عني، أمي تشجع إخوتي على فعل الغلط وتشجعهم على التمادي معي وإن حاولت إسكاتهم تنهمر علي دعاوي والسب فكرت أن أخرج من البيت لكن لم أجد من يستقبلني أمي مريضة نفسيا لا تع رف كيف تتكلم مع ناس ولا حتى أن تقول جملة كاملة، ولكنها بالبيت شخص آخر لسانها قذر فقط تعرف كيف تشتم وتدعي، أنا أتمنى أن أموت فحياتي متعبة وأنا متعبة نفسيا عزلت نفسي هروبا منها ولا شيء بالبيت يشجعني لأكون إنسان سوية وسعيدة، بداخلي كلام كثير لو أكتب نصفه لن أنتهي أبدا، أنا أكره أمي وأكره أبي وحياتي بانحطاط تام الحمد لله أنا أصلي وأمي تصلي وقت ماتشتهي وإخوتي لا يصلون وأبي رجل غريب ويستحقرنا، أريد أن أهرب من المنزل لا أريد أن أظلم نفسي أكثر من ذلك.
تعرفت بتويتر على شاب وهو من أقاربنا وهم ناس أغنياء هو يعرف أني قريبة له ولكنه لا يعرف عني أي شيء، أريد أن أجعل ذلك شاب يتزوجني هو عمره ثلاثة وعشرين أعلم أن ما أفعله خطأ لكن الخطأ الأكبر هو أن أظل على ما أنا عليه دون فعل شيء، أريد أن أعلم كيف أجعل ذلك شاب يحبني وأجعله يتقدم لي رغم أني أشعر من كلامه أنه مدلل ولا يتحمل المسؤولية أبدا، وهو بدين وكسول إذا استيقظ يجلس بالفراش أربع ساعات، بالله أشورو علي ما الحل شعري أصبح لونه أبيض من عمري12سنة وعلامات الإرهاق والحزن واضحة على وجهي أخشى أن يصيبني مرض عضوي بسبب الحياه التي أعاني منها.
جزاكم الله خيرا
ردوا علي ولا تهملوني أنا ضائعة ومقيدة
10/07/2013
رد المستشار
آه يا ابنتي، تلك الأم أعرفها جيدًا، لا أعرفها بشكل شخصي، ولكنني تعرفت عليها منذ سنوات من خلال فتيات وشباب جاءوا بنفس الشكوى!، فهناك حقائق من المهم أن تعرفيها عن شخصية تلك الأم؛ فهي أم غير متصالحة مع نفسها، عاشت في حياتها السابقة قبل الزواج تسلطا من أهلها أو أحد أبويها، لم تتمكن من فعل أي شيء تريده؛ في الحياة، في العلاقات، في الدراسة، في الزواج، ولأنها كانت ضعيفة أمام تسلط أهلها "انكسرت" فاستسلمت لهذا التسلط، وخرجت بدرس قوي بداخلها وهو أن "المشاعر" وهم، وأن الحب لغة الضعفاء!،
وهذا النموذج يتكرس معه بمرور الخبرات والمواقف والمراحل الكثير من الارتباكات النفسية؛ فقد تعاني من الوساوس خصوصًا وساوس التكديس وحفظ الأوراق والمعلبات القديمة، وقد تعاني من الاكتئاب، وقد تعاني من أكثر من ذلك، ولكن النتيجة أنها لمعرفتها بشكل جيد جدًا أنها من الداخل هشة وضعيفة ولا ترتكن على جدران صلبة تضطر للارتكان على جدران مزيفة ذات صدى كبير؛ مثل الشتم، الصراخ، التهديد، الإيذاء، المال، التخويف،الخ، وكلما وجدت من حولها تحت السيطرة كلما شعرت بالراحة النفسية، ولكن الحقيقة التي تنفيها هي شخصيًا أنها "ضعيفة هشة"، وستجدي تلك الشخصية غاية في التصلب، والتنويع في وسائل القهر ولا تستسلم إلا لمن "يكسرها"؛ ولكن بعد صولات وجولات عديدة؛ فحين يستقر بداخلها أنها "لن" تتمكن من كسر من أمامها تستسلم هي!،
وأحزن كثيرًا أنني أتحدث عن أم، وكل من سيقرأ سطوري ويتصور أنني أشجعك على العقوق، أو الشجار فهو مُخطئ؛ فالله سبحانه وتعالى جعل حب الأبناء في قلوب الأهل فطرة يولدون بها إلا من تشوهت فطرته لسبب، أو لآخر، وظل يذكر الأبناء بالبر والتسامح مع الأهل؛ لأن الأهل مطلوب منهم أن يبذلوا جهد في التربية، وجهد في العطاء، وجهد في الحب والرعاية الجسدية والنفسية حتى يحبهم الأبناء!، وكذلك لأنه سبحانه يعلم تمامًا أن هناك أهل سيئون، أهل متسلطون لا يرعون أبنائهم؛
وأتصور أننا نعرف قصة الرجل الذي جاء بولده لعمر بن الخطاب يشكو عقوقه وبعد أن سمع من الابن قال للأب اذهب بر ولدك حتى يبرك، وكلنا يعلم أن الله حين أمرنا كأبناء تجاه الأهل أمرنا "بالبر" فقط في كل مرة كان سبحانه يقول "البر"، والبر معناه "الأدب الجم" لدرجة أن كلمة "أُف" لا تقال لهم، لذا أعترف لك بأنها تعاني من مشكلات نفسية متداخلة؛ تسبب لها عدم الأمان وكره واقعها، وعدم التصالح مع النفس وبالتالي مع الآخرين، ولأننا ملزمون بالبر فأذكرك بألا تؤذيها بكلمة أو تصرف، ولكن ليس معنى ذلك الخضوع لمرضها وتسلطها أبدًا ولكن ارسمي ملامح لشخصيتك تحت أي ظرف من الظروف، وتحت أي قهر، ولكن بذكاء؛ فلا تجعليها تستنفر كل أسلحتها لتضمن سيطرتها وقهرها لك، ولكن ضعي لنفسك خطة طويلة الأجل قليلًا؛ فيها تحسنين علاقتك بإخوتك وتتلامسين معهم في مساحات التفاهم بعيدًا عن الخلافات؛
وكبري حبهم لك في قلوبهم، واقتربي من والدك "الضعيف" الذي قرر منذ سنوات ألا يدخل معها في معركة ويريح رأسه ويصمت، أو يتجنبها، أو يجاملها بضربكم، واعرفي مفتاح شخصيته لتربية خاطر لك عنده، واستمري على ذلك كثيرًا جدًا، وبين الحين والحين افعلي ما تريدينه من ترفيه، أو خروج، أو أنشطة تطوعية ما دامت لا ترتبط بخطأ أو حرمة رغم رفضها، وقللي الخروج معها بلباقة وذكاء، وهاديها بهدايا، واستمعي لشكواها، ولا تتهوري فتستبدلي عذاب مؤقت في بيت أبيك بعذاب مستمر في حياة زوجية فاشلة وكأنك لم تتعلمي من حياة والدتك ووالدك شيئًا، فالحب والتفاهم، والاختيار المناسب هو ما يسبب نجاح الزواج؛ فلا تتعاملي مع الزواج على أنه فرصة للخروج من البيت، فمن فعلن ذلك ندمن حيث لم ينفعهن الندم، ولكن اجعلي ما قلته له تدريبًا لك على التعامل مع الصعاب والنجاح عليها وتذكري من هن في ظروف أسوأ منك ولكنهن لم يستسلمن ولم يهربن بزواج، ولا بتهور وشجار مع الأم، ولكنهن قررن أن يستخدمن العقل، ويتحكمن في المشاعر فنجحن بفضل الله.