هل أنا مريضة بوسواس قهرية أم أنا كفرت؟
أرجوكم أنا في حالة سيئة
الحمد لله ربنا هداني من سنة وبدأت أتقرب من الله وأصلي وكنت أجهد نفسي للتقرب من الله وكنت أستمع إلى برامج دينية كلما شعرت أنني أبتعد، وكنت أحاول أن أبتعد عن كل ما يغضب ربنا فأتاني يوم وسواس في الذات الإلهية وسب الله وأعوذ بالله والحمد لله أيقنت أنها من الشيطان وتخلصت منها وكلما تأتيني أتجاهلها.
إلى أن كان يوم استمعت إلى القرآن فتأثرت وصليت ركعتين قيام ليل وفي الصباح وكنت مبسوطة جدا لتقربي لله فأتت لي وساوس الشك في وجود الله من 4 شهور في البداية كنت خائفة جدا وكنت أنجح في التخلص منها ثم تأتي مرة أخرى فأستسلم فتأتي ثانية وكنت أتخلص منها يوم وتأتي اليوم الآخر ومن ساعتها وأنا مش عارفة أتعبد لربنا زي زمان وحاسة بشكوك معظم الوقت ومش عارفة أرجع زي الأول وعندما تستحوذ علي هذه الشكوك والوساوس أبكي كثيرا.
وانتظرت رمضان على أمل أن أتخلص منها وأتى رمضان والموضوع زاد أكثر من الأول، ولم أعد أعرف أن أتخلص من هذه الشكوك أصبحت أعاني من حالة نفسية وأحاول ما أفكرش فيها لكن مش بعرف زي ما تكون متسلطة علي وحتى مع قراءتي للقرآن فعندما أستمع للقرآن الموضوع يزداد.
وأحيانا أشفى بالقرآن وأحيانا لا ودائما أحاول إقناع نفسي بالعكس ولكن عندما أحاول يزداد الوسواس وتظهر وساوس جديدة، ودائما أشعر بأغاني تتردد في عقلي أو جمل أو آية قرآنية.
أشعر بأنني قد كفرت.
أريد أن أتخلص من هذا الكابوس لا أريد أن يتغلب علي الشيطان أريد أن أدخل الجنة أنا حزينة جدا وأعاني من اكتئاب شديد، فهل أنا أعاني من وساوس قهرية أم هذا من نفسي وماذا أفعل لكي أتخلص من هذه الوساوس وما العلاج؟؟؟
17/07/2013
رد المستشار
أهلا بك يا "نرمين" نورت يا ابنتي مجانين، في بداية رسالتك تظهر العلاقة المتكررة الظهور بين بداية الالتزام الديني وبداية الوسوسة الدينية وهي علاقة لم يدرسها من الأطباء النفسانيين في بلادنا أحد دراسة علمية رغم أنها تسمع على لسان مريض من كل 4 أو 5 مرضى وسواس قهري، كما لم يحاول تفحص أسباب ذلك أحد ناهيك عن محاولة دراستها.... ربما لأن الملتزم في بداية التزامه نادرا ما يزور الطبيب النفسي.... وربما لأن تعريف الالتزام الديني نفسه يمثل مشكلة في تحديد معناه وطرق قياسه..... إلا أن لدينا من المعرفة ما يكفي لجعل تنبيه الناس في بداية الالتزام ضروريا وذلك بتجنب الإسراف والتعمق تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق... إلخ. الحديث الشريف.
ثم يظهر بعد ذلك في إفادتك ما يؤكد إحسانك التعامل مع الوسوسة الأولى في الذات الإلهية وسب الله إذ أيقنت أنها من الشيطان وتخلصت منها وكلما تأتيك تجاهلينها وهذا الإهمال المستند إلى التيقن بأنها من الشيطان وليست منك هو التعامل العلاجي الصحيح.....
واقرئي في ذلك:
وسواس السب في الذات الإلهية: وسواس التجديف
أفكار وسواسية في السب!
إلا أنك عندما داهمتك وساوس الشك في وجود الله لم تنجحي في التعامل معها بالطريقة الأصح (غالبا لأنك لم تعتبريها أيضًا من الشيطان) وبالتالي حدث ما وصفته بقولك (في البداية كنت خائفة جدا وكنت أنجح في التخلص منها ثم تأتي مرة أخرى فأستسلم فتأتي ثانية وكنت أتخلص منها يوم وتأتي اليوم الآخر) والتعامل الصحيح مع هذا النوع من الوساوس يكون أيضًا بنسبتها إلى الشيطان، وعم الاسترسال معها وعدم محاربتها وعدم محاولة التخلص منها أي القبول بوجودها وعدم المسئولية عنها مع الإيمان بتفاهتها والإحجام عن مسايرتها، واقرئي في ذلك:
وساوس السب والشكوك: محض الإيمان مشاركة
تقولين في إفادتك (وأحاول ما أفكرش فيها لكن مش بعرف زي ما تكون متسلطة علي وحتى مع قراءتي للقرآن فعندما أستمع للقرآن الموضوع يزداد)..... عندما نحاول عدم التفكير في شيء يا "نرمين" يا ابنتي فإنه في الغالب يفرض نفسه على تفكيرنا، وبالتالي فإن محاولتك عدم التفكير في الأفكار المتعلقة بوساوس الشك في وجود الله هي السبب في تسلطها عليك لأن هذا التحاشي الفكري يوقعك في فخ التحاشي الفكري.... كذلك عليك إذا اكتشفت أن فعلا ما يزيد من الوسوسة أن تحذري الوقوع في فخ التحاشي السلوكي وهو ما يحدث حين نتحاشى إتيان السلوك الذي يزيد وسوسة ما وهو قراءة القرآن في هذه الحالة.
أما قولك (وأحيانا أشفى بالقرآن وأحيانا لا) فلا أدري ماذا تقصدين بقولك "أشفى بالقرآن" واقرئ في ذلك رأينا هنا: الاستشفاء بالقرآن في الطب النفسي المعاصر
محاولة معادلة الفكرة بفكرة معاكسة والتي يشير إليها قولك (ودائما أحاول إقناع نفسي بالعكس ولكن عندما أحاول يزداد الوسواس وتظهر وساوس جديدة) لا يمكن أن تؤدي إلا إلى زيادة المشكلة كما تذكرين ورد الفعل الصحيح هو إهمال الفكرة وليس نفيها ولا طردها.
وأخيرا أصل إلى قولك (ودائما أشعر بأغاني تتردد في عقلي أو جمل أو آية قرآنية) وهذه إحدى أعراض الوسوسة التي يذكرها كثيرون من مرضى الوسواس والمقصود هو التردد اللاإرادي الذي لابد أن يعيق أداء الشخص ويزعجه لكي يعد عرضا مرضيا.... ولا أدري إن كانت واصلة هذا الحد المعيق معك أم لا فإن كانت فإن علاجها هو أيضَا الإهمال تماما.
إذن يا نرمين ما تعانين منه ليس إلا مرضا له علاج فإن لم تنجحي وحدك في علاجه فاطلبي العون من طبيب نفساني متخصص وتابعينا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.
التعليق: لماذا لا نعتبر أن صاحبة المشكلة في حاجة إلى ردود مقنعة على أسئلة منطقية تدور في ذهنها حول الذات الإلهية؟ لماذا نعتبر هذه وسوسة من الأصل ؟؟
الأخت الفاضلة في حاجة إلى من يجيب على تساؤلاتها ويزيد من قناعتها بوجود الخالق.. فإذا لم تقتنع فلها مطلق الحرية في الإيمان أو عدم الإيمان...
أما أن نعتبر من لديهم شكوك في مسائل دينية هم من الموسوسين والمرضى النفسيين فأرى أن ذلك غير سليم.
أشكركم وتقبلوا رأيي المتواضع