النجدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أشكركم وأحييكم على الموقع الرائع والجميل وأسأل الله الكريم أن يجعله في موازين حسناتكم وأن يثيبكم جزاء تفريجكم كربات إخوانكم وأخواتكم.
أنا طالب طب في السنة الثانية عندي مشكلة مرضية أوقفتني عن الدراسة لمدة سنة وتكاد أنها تجعلني أتحول عن المسار الذي أحبه وأعشقه إلا وهو دراسة الطب.
مشكلتي المرضية بدأت من ثانية إعدادي وهي أثناء حفظي للقرآن الكريم وأنا الآن الحمد لله حفظته كامل, كنت أحفظه وفي رأسي موسيقى ومقاطع موسيقية تتكرر ولا أستطيع إيقافها, وما كنت أعلم أنها مشكلة مرضية وكنت أتعذب وأعاني خلال حفظي أو مذاكرتي للدروس, إلى أن وصل في الحال في المرحلة الثانوية إني كنت أتشاءم وأتفاءل وأتعذب وأعذب معي أهلي, المسلسلات أسمعها من غير ما أسمع التتر أو الموسيقى, أغاني معينة لو سمعتها أكتئب وأبكي أحيانا.
أهلي عانوا مني كرهت الأغاني وصار لي أربع أو خمس أغاني فقط هي التي أسمعها وأغنية محددة هي التي أذاكر عليها, والله لا أستطيع أن أحفظ من دون ترديدها في رأسي وكان حفظي ممتازا وقويا وكنت أقول أنها مشكلة متعبة لكن حلاوتها كانت في نتائجي الدراسية, وباقي الأوقات أغاني لو سمعتها من 5 سنين أفتكرها وتتردد في رأسي ولا أستطيع منعها, الأغنية خمس دقائق كاملة في عقلي وبعدها أغنية ثانية وهكذا,
إلى أن وصلت ثالث ثانوي, حصل لي تغير كبير في حياتي, ذهبت الأغاني مرة واحدة واستبدلت بالآذان مقاطع مختلفة من الآذان للحرم ولمسجد قلاوون ومساجد الحي, ولا أستطيع أن أغيرها أو أبدلها وقاومت ثم بعد ذلك بشهرين حصلت الكارثة وهي أني صرت أسمع أصوات طنين ورنين إسعاف مستمر لا يتوقف وتبدو كألحان شرقية ولا تتوقف.
واجهتني مشاكل في الدراسة ولكن قاومت إلى أن أكرمني الله ودخلت كلية الطب, نجحت في السنة التمهيدية ثم في سنة أولى واجهتني المشاكل لا أستطيع الدراسة لأكثر من ساعتين لدرجة أني كنت أنام وأصحو أذاكر لساعتين أو ثلاث بدون الونين والطنين وأصوات الرياح, ثم تعود لي ولا أستطيع المذاكرة إلا بعد الاستيقاظ من النوم, لا أقدر أن أقرأ صفحة على بعضها من غير عذاب ومقاومة بعد ما كنت أقرأ لمصطفى محمود والعقاد ونجيب محفوظ بكل سهولة وكنت ألخص الكتب كهواية,
انحدر مستوايا الدراسي وكرهت الدراسة التي أحبها ولا أستطيعها وفكرت أن أحول لقسم أدبي لغة عربية لسهولتها, وقد كنت من الأوائل على المنطقة في بداية دراستي الثانوية, قرأت عن الطب لنفسي وفهمته وحبيته وبدأت أعرف أن لمشكلتي حلا
وكنت سابقا أخاف من الأدوية النفسية من أن تؤثر على عقلي ودراستي لكن بعد أن وقع الفأس في الرأس وعلى شفا جرف هار, ذهبت لطبيب نفسي وحكيت له المشكلة فشخص وسواس قهري مع أني لست موسوس نظافة أعطاني دواء فافرين حبة ثلاث أيام ثم حبتين لأسبوع ثم أربع في اليوم, وريسبردال نص حبة ليومين ثم حبة, أول يوم أخذت الدواء كان أجمل يوم من غير أغاني ومن غير ونين وعواء, ثم تدريجيا عاد الونين ورجع كما كان مستمرا حتى عند الاستيقاظ هو موجود وأخبرت الطبيب فنقص الجرعة إلى حبتين فقط فافرين وحبة ريسبردال, والحال كما هو عليه قلت الأغاني ولكن الونين والطنين مستمر,, ما الحل؟ ساعدوني!!
قرأت ل oliver sacks عن الديدان الموسيقية وعرفت أن علاجها الأدوية المضادة للصرع, وقرأت عن Musical Ear Syndrome ولم أجد عنها معلومات إلا في الويكبيديا, ما الحل أنجدوني أنجدكم الله!
ما مشكلتي بالضبط وما العلاج؟
15/08/2013
رد المستشار
الابن الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على الثقة، حيرتني استشارتك هذه وحقيقة فإن الشكوى من الهلاوس الموسيقية Hallucinations Musical أو ما سماه بومان نيل سنة 2004 متلازمة الأذن الموسيقية Musical Ear Syndrome هي ظاهرة ما تزال محيرة في أكثر الحالات والمعلومات الإكلينيكية الموثقة عنها قليلة.
ليست كل حالات متلازمة الأذن الموسيقية اضطرابا نفسيا أو جزءًا من اضطراب نفسي آخر،..... ورغم أن حالات انفعالية نفسية معينة كالقلق والاكتئاب والكرب والتوجس وكذلك استخدام العقاقير نفسانية التأثير تجعل المرء أكثر عرضة للمرور بخبرة الهلاوس الموسيقية إلا أن الخبرة نفسها يمكن أن تنجم عن أي شذوذات تركيبية أو وظيفية في عمل المخ... كما يمكن أن تنتج عن الحياة المستمرة في الضوضاء، وتصاحب متلازمة الأذن الموسيقية فقدا جزئيا للسمع في ثلاثة أرباع الحالات.
وتبدأ الحالة مبكرا في العمر في 8% فقط من الحالات وهو ما حدث معك، لكن لا يبدو أن حالتك في الأصل شديدة يا "محمد" ولا تبدو الهلاوس في حالتك معيقة بشكل دائم،... حيث تظهر أوقات تفاقم وفترات هدوء... إلا أن اهتمامك بها ومحاولة محاربتها التي تكاد تكون دائمة هي ربما العامل الأهم بالانتباه له الآن.... مهم أن تطمئن إلى أن حصول الهلاوس الموسيقية لا ينبئ عن ولا يؤدي إلى الجنون، ومهم أن تعرف أن أفضل علاج لها حتى الآن هو استخدام خلفية من الضوضاء Background Noise.
في أروقة الطب النفسي كثيرا ما نسمع من مرضى الوسواس القهري شكوى من تكرار مقاطع موسيقية أو من أغنيات تتكرر في عقولهم رغما عنهم وغالبا تزعجهم وأحيانا يختلط الأمر على المريض مثلما على الطبيب هل هي هلاوس "سمعية"؟ أم وساوس "سمعية"؟
ورغم أن إفادتك لم تشر فيها إلى أي من أشكال الوسوسة –إلا ربما فترة التشاؤم والتفاؤل التي أشرت لها- ورغم أنك أنكرت على طبيبك النفساني تشخيصه لحالتك على أنها وسواس قهري رغم أنك لست موسوس نظافة!... لعلك موسوس كمالية مثلا أو غير ذلك.....، فتصرف الطبيب معك عقاريا بخليط من مضادات الوسوسة ( فافرين Faverin ) ومضادات الذهان (ريسبيردال Rispredal ) هو التصرف الأكثر شيوعا وكثيرا ما يعطي نتائج طيبة، لكن الأمر ربما يحتاج بعض جلسات العلاج المعرفي السلوكي ومن خلالها تتعلم بعض التكتيكات التي تساعدك على تحييد تلك الأصوات.. وتستكمل مسيرة حياتك المزدهرة إن شاء الله.
التعليق: ما العلاج الدوائي أنا قرأت عن mes أنه يتعالج بمضادات الذهان أو مضادات الصرع أوbenzodiazepines او Donepezil
فما رأيك إن أعطيني اسم دواء أمشي عليه تكون عالجت به مريضا بالأذن الموسيقية ؟