السلام عليكم ورحمة الله،
أولا أتقدم بالشكر الجزيل والاحترام التام لكل من ساهم في هذا المنبر.
في الحقيقة لقد استفدت كثيرا من تجارب الكثيرين الذين عرضوا مشاكلهم وهمومهم بكل جرأة وصراحة عبر هذا المنبر المفيد والذي يحرص ويهتم بمشاكل ومعاناة الشباب المسلم في شتى ميادين الحياة حتى يكون له مستقبل ناجح وحياة سعيدة، والفضل يعود للأخصائيين و"الدكاترة" الذين لا يقصرون في إعطاء النصائح والتوجيهات المفيدة والقّيّمة ممّا منّ الله عليهم من علم وفق منهاج ديننا الحنيف وهذا مهم جدا فنشكرهم على ذلك ونسأل الله عز وجل أن يكتب لهم ذلك في ميزان حسناتهم كما جاء في الحديث: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
مشكلتي: أنا شاب في العشرينيات من عمري وعلى قدر كبير من الالتزام الديني بشعائر الإسلام، ولكني ابتليت بظاهرة الشذوذ الجنسي منذ الصغر واعتدي علي جنسيا –من دون اللواط- من أحد المؤذنين قاتله الله وعليه من الله ما يستحق عندما كنت صبيا وكنت حينها لا أعرف مثل هذه الأمور وأظنها من علامات المحبة القوية، ومنذ ذلك الحين أصبح ميولي الجنسي نحو الرجال الذين يكبرونني سنا أكثر من النساء حتى عند الاحتلام يكون الالتذاذ الجنسي مع الرجال، وهذا ما أقلقني وأدركت أني لست إنسانا عاديا من حيث الميول الجنسي.
وجزاكم الله خيرا.
1/8/2013
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، أعانك الله على اجتياز ما تمر به من جهاد حقيقي مع نفسك، وأسأل الله أن تجد معنا ما يعينك إن شاء الله.
غير واضح في إفادتك ما هي حدود سلوكياتك الجنسية الشاذة الميل؟ لقد ذكرت أن حبا "جنسيا" كان بينك وبين صديقين -وقد قاطعتهما بفضل الله-، كما ذكرت أنك تحبُّ أن تُـقـَبَّـًلَ من فمك، وهو سلوك غريب من ذكر لذكر، كذلك أن تنظر إلى أعضاء الذكور التناسلية، فهل هذا كل ما في الأمر يا أخي أم أن الأمر تعدى حتى اللواط الصريح (أي بإيقاب)؟ولعلّ قراءتك لمشكلة "تمنع حتى اللواط وهن كاسيات عاريات!"، تبين لك الفرق بين الحالين، وإن كنت على جميع الأحوال قد بدأت في طريق صحيح للخروج من هذا الابتلاء، وما أردت مما سبق إلا أن أحفزك لمتابعة تكون فيها أكثر صراحة معنا ولا حياء خاصة في هذه الابتلاءات، ونحن معك إن شاء الله.قد يكونُ دور لبعض مميزاتك الشكلية التي أشرت إليها بقولك: (وللعلم لقد منّ الله عليّ بفضله وكرمه بحسن الخلقة وجمال الوجه مع جمال الصوت في تلاوة القرآن الكريم مما يجعل الكثيرين يمتدحونني وينظرون إليّ نظرة إعجاب من النساء والرجال على حد سواء)، قد يكون دورٌ لذلك في معاناتك قديما وحديثا، ولكن أنت ترجع الأمر لفعلة المؤذن السوداء –سامحه الله- معك وأنت صغير وهي تحرش دون اللواط الصريح بإيقاب، وليس تعرض طفل ذكر صغير لتحرش أو حتى اعتداء جنسي كامل -أي لواط بإيقاب-، ليس شرطا لأن تختل الميول الجنسية بشكل دائم، كما قد يحسب بعضهم.ولكن يشير كونك لم تفهم الأمر بشكل جنسي إلى خلل في مفاهيم كثيرين من الأطفال، من ناحية قدرتهم على التفريق بين لمسة ولمسة وبين تقبيل وتقبيل، وهذا الخلل وإن تسبب في كثير من الآلام لكثيرين في مجتمعاتنا، إلا أنه لا يؤدي بالضرورة إلى انحراف الميول الجنسية، فأنا مختلف معك هنا.
وأحسب هذا النقص في التوعية الجنسية لأطفالنا في طريقه للزوال إن شاء الله فنشر الوعي بإمكانية حدوث التحرش الجنسي بالأطفال من الجنسين، وكيف يكتشفه الطفل وكيف يتصرف حياله، هذا أحد أهدافنا في مجانين، وفي كثير من المواقع العربية الآن وأظنه بدأ يؤتي ثماره كما تشعرنا ممارسة العلاج النفسي.
ومن النقاط الغائبة عن إفادتك رغم أنها أحيانا تكونُ مهمة علاقتك بوالدك أكرمه الله، كذلك فإن من النقاط المبشرة بالخير في حالتك أن يكونَ التعلق والاشتياق متعلقا "بالرجال الذين يكبرونك سنا" فنحسبهم أقلَّ عرضة للوقوع في اللواط من أمثالك من الشباب غير المتزوج، فالكهول في أكثر مجتمعاتنا والحمد لله ما يزالون أقل انغماسا في الممارسات اللوطية من الشباب مع الأسف.
المهم أنك بفضل الله ازددت وعيا وشجاعة بالقراءة في الموضوع، وخطوت الخطوة الأولى وأنت على وشك الخطوة الثانية وهي الزواج واقرأ في ذلك: مزدوج الميل الجنسي هل يتزوج؟ ، وهذا في ذاته مؤشر جيد لأن علاج مزدوج الميل الجنسي في معظم الأحوال أسهل.
وأما مسألة الاحتلام المصحوب بالالتذاذ الجنسي مع الرجال فهي أمرٌ شائع عند كثيرين ممن يطلبون العلاج النفسي من الميول الجنسية الشاذة، ولكن الأحلام بفضل الله تتبدل تدريجيا أثناء البرنامج العلاجي، إلى أحلام يحدث فيها الالتذاذ أثناء الحلم مع النساء، فقط عليك أن تثابر.
وبالتالي تصبح مشكلتك الآن ما لخصته بقولك: (ولكن ملامح وجهي اللافتة للأنظار تبقى حجر عثرة في طريقي بحيث أجد نشوة كبيرة عندما يمدحني رجل تشتهيه نفسي وأريد بعد ذلك شيئا أكثر تعبيرا وشاعرية منه)، وهذا ما يكونُ الخلاص من أثره ممكنا بمعاونة من طبيب نفسي وخذ مثلا مشجعا لحالة تابعنا علاجها على موقع مجانين تحت عنوان:أستشعرُ أنك إن شاء الله ستنجزُ كثيرا من النجاح وأسأل الله التوفيق، وأنا في انتظار البشرى في المتابعة معنا.