السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
أولا أشكركم لاهتمامكم برسالتي وجزاكم الله خيرا، سأحكي لكم المشكلة وسأحاول الإيجاز، فأنا فتاه في السادسة والعشرين من عمري عندما كنت طفله كانت أمي بعيده عنى تماما كنت لا أحس بأي عاطفة نحوها، كانت جافه جدا ولا تهتم بي لا اقصد بمظهري أو أكلي أو دراستي ولكن كانت لا تهتم بمشاعري ولم تكن تظهر لي أي حب، عمرها ما أخذتني في حضنها، كانت بعيده عنى تماما لدرجه إني في يوم من الأيام لما كنت تعبانه وأعطتني العلاج لكن لم تهتم بعد كده.
ولا باستني روحت البالكونه وحاولت أرمي نفسي من البالكونه وأنا عندي 8 سنين، وعلى فكرة هي كده مع كل أخواتي لكن أنا مختلفة عنهم، المهم وأنا عندي 9 سنين سافرنا السعودية وكانت نفس المشكلة تواجهني ورجعنا من السعودية وأنا عندي 14 سنه كنت طفله تماما لم أكن أعرف أي حاجه في الدنيا.
أول سنه في المدرسة جاءني شويه بنات واتعرفوا عليه وطلبوا مني إني أكون صاحبتهم فوافقت وأنا معرفش عنهم أي حاجه وكنت دايما أحكي لهم عن مشكلتي أنا وماما وكانوا دايما بيقولولي إني مظلومة.
وفي يوم عمتى توفت وكانوا أهلي مشغولين بيها فتصلت بواحده منهم فطلبت مني إني أروح لها أقعد معاها شويه فرحت بدون ما أستأذن من ماما، ولما روحت لصحبتي فوجئت أنها قاعدة لوحدها هيه وواحدة ثانية من صحابنا وكانت أول مرة أروح لها وأول مرة أخرج لوحدى، وعرفت أن باباها ومامتها منفصلين وأنها قاعدة مع خالنها وخالتها مسافرة لأنهم كانوا أكبر مني.
ولقيت عندهم اربع شباب ولقيت حاجات كتيرة غريبه فحاولت أنزل لكن محدش عطانى فرصه، واتعرضت للابشع جريمه اغتصاب من اتنين من الحيوانات الى كانوا هناك، طبعا انا سعتها مكنتش عارفه انا فقدت ايه لانى مكنش عندي أي فكرة عن اى حاجه ولكنى كنت حاسه انى فقدت حاجه غاليه كنت حاسه انى اتهنت، كنت حاسه انى ارفانه من جسمي ومن كتر الارف كنت عماله أرجع، ساعتها تأخرت عن البيت وبابا نزل بلغ الشرطه، اما صحابى فخدونى وودونى عند واحده من صحابنا واتصلوا بى بابا وجالى وخدنى،
وافتكروا إني كنت هربانه من البيت ومحسوش حته بتعبى النفسى ولا حتى الجسماني اللي كان باين عليه، كانوا فكرين انى كنت طول الليل عند صحبتى اللى خدونى من عندها وكان كل همهم انهم يزعاولى ويضربونى على اللى عملته، وطبعا ماولتلهمش لانى كنت خايفه اوى.
وعدت الايام وانا كل يوم بحس انى مكسوره نفسى اتكلم وااول لحد لكن مكنتش ادره، ولما وصلت لتانيه ثانوى اتقدملى مليونير ووافقوا اهلى واتخطبت، ولكن بعد 7 شهور صممت على الانفصال لانى كنت خايفه اوى ومكنتش كمان بحبه، وفعلا انفصلت وسط سخط اهلى كلهم، بعدها بسنه اتعرفت على شاب عن طريق الصدفه وابدى اعجابه بيه وانا كمان كنت معجبه بيه، وارتبطنا ببعض وحبيته جدا ولما فتحنى انه عايز يخطبنى من بابا اولتله اللى حصلى وصمم انه يعرف بالتفصيل كل حاجه حصلت واعدت 8 ساعات اشرحله اللى حصلى.
وبعديها الى ان الكلام ده مهمهوش وانه لسه بيحبنى لكن كنت حسه غير كده، وابتدى ياجل الخطوبه ده غير انه كان بيحاول انه يطلب منى حجات مكنش عمرة بياءدر حتى يكلم فيها ولما كنت بنهار واحاول ابعد عنه كان بيقولى انه بيحبنى وانه عشان بيحبنى بيكلم معايه كده ويعتذر، واعد 4 سنين كده بيحاول ياخد منى اى حاجه وانا بكذب نفسى وااول ان بيحبنى لحد ما يئس انه ياخد منى حاجه سبنى وعرف وحده تانيه، وانهرت سعتها جدا وحاولت انى اموت نفسى وفعلا اطعت اديه لكن ربنا اراد انى ماموتش كافره.
فى الوقت ده كانت فى واحده اريبه منى جدا وهيه مراط عمى وكنت حكتلها على الموضوع اول ما ارتبط بالشاب ده وكانت بتحبنى اوى اوى وكانت الدنيا كلها بالنسبالى كانت امى واختى وكل حاجه، اول محكتلها عن اللى حصللى وانا صغيره دمعت واخدتنى فى حضنها، كنت بحبها اوى ولما اتعطت اديه زعلت منى اوى وحاولت تطلعنى من الموضوع ده والتلى انى كويسه اوى وانى اى واحد يتمنانى لكن الى انا كنت بعرفه ده كان حيوان، لكنى مكنتش مصدقاها وفى الوقت ده كان ابن عمتى دكتور وكنا صحاب وكان بيحاول يتقربلى ولما اطعت اديه كلمنى انه بيحبنى وانه عايز يرتبط بيه لكن لما يخلص الماجستير عشان باباه يوافق، فاقلتله اللى حصلى فالى انه ميهمهوش وانه بيحبنى اوى فطلبت منه انه يجوزنى من غير محد يعرف من اهلى لحد ميادر انه يتادملى فرفض فى الاول عشان ميخونش بابا ولما بعدت عنه وافق واجوزنى عند ماذون وبشهود.
ولو سالتنى انا عملت ليه كده اقولك انى عملت كده عشان محدش يلعب بيه تانى اولا،
ثانيا: عشان لما نيجى نجوز بجد ميحسش ان ناقصنى اى حاجه عن اى بنت، واتجوزته وانا مبحبهوش ولما مرة اعد معايه لوحدى وحاول يمارس معايه حقوقه لقيت نفسى انى مش متقبلاه وانى مبحبهوش بالعكس لقيت نفسى انى بكرهه اوى ولقيت نفسى انى بغتصب تانى لكن المرة ديه بمزاجى.
حاولت كتير انى احبه لكنى مش عارفه، احنا مختلفين كتير اوى وهوه كل اللى بيهمه هو نفسه بس، كل مره بيلمسنى فيها بحس انه مش بيحبنى انا لكن بيحب جسدى، بحس بالارف مبحسش بحنيته وكل اللى بيفكر فيه هوه نفسه، فى الوقت ده انا ابتديت التزم من حوالى سنتين، اتحجبت وبقيت اصلى واتعرفت على بنات متدينات اوى سعدونى انى التزم، وكان تاثير التزامى فى نفسى انه خلانى اكثر رضا بكل حاجه بتحصلى وحاولت اتقرب من زوجى وانى احبه واكلمه عن الدين وانه يحاول يلتزم لكن مفيش فايده، لا انا حبيته ولا هوه التزم بالعكس كان بيتريق عليه.
وابتديت اعلى ايمانيا جدا وبقيت احس بحاجات مع ربنا حجات جميله اوى، بايت احس انه هو حبيبى وانى اذا مكنتش بحب زوجى وفكفايه ان ربنا عوضنى بحبى ليه، وكانت الى دايما تقولى كده مرات عمى اللى انا بحبها، كانت بتهون عليه كتير.
لكن من 7 شهور وبالتحديد فى شهر 8 اللى فات رحت مع عمى ومرات عمى اللى بحبها ديه المصيف واحنا راجعين عملنا حادثه فظيعه وماتت مرات عمى، ماتت اجمل حاجه فى الدنيا، كانت امى واختى وكل اللى ليه فى الدنيا وبالرغم انها كانت عندها 46 سنه لكن كانت اصغر منى فى روحها، كانت الحاجه الوحيده الحلوه فى حياتى، حسيت ان الدنيا سودا فى عنيه لكن حاولت انى اصبر، وفى الوقت ده بعدت كتير عن زوجى وحسيت بجفاء شديد بينى وبينه، وكان لما بيحاول يلمسنى كنت بتهرب منه لانى كنت بكرة جدا العلاقه ديه.
وفجاءه وسط كل اللى بيحصل ده لاقيت قلبى بيتحرك لانسان غريب جدا وهوه ابن مرات عمى اللى ماتت، بالرغم انى طول عمرى شيفاه عيل لانه اصغر منى بخمس سنين، وكانت طنط دايما تقولى لو كنت صغيره شويه كانت حتخلينى اتجوزة، معرفش انا حسيت نحيته بالمشاعر ديه ازاى، يمكن عشان ان فى موت طنط حسيت انه راجل قوي، يمكن عشان حسيت انه حنين اوى وملتزم زى مانا عايزه، يمكن عشان هوه حته من طنط، مش عارفه لكن انا تعبانه اوى مبيرحش عن دماغى خالص، وهوه ساعات بحس انه حاسس نفس المشاعر ديه لكن انا معرفش.
وهوه دايما بيحاول يحللى مشكله لانه عارف كل حاجه عنى هوه واخته لان ديه علتى الحقيقيه وعمرى مخبيت عنهم حاجه، وانا دلوقتى مش عارفه اعمل ايه مشاعرى ديه مسيطرة عليه أوي وأنا حسه بالارف من نفسر انى بفكر فيه لانى حسه انى بخون طنط وبخون جوزى وبخون ربنا قبل كل دولت، وكمان انا نزله ايمانيا اوى وده ماثر على حاجات كتيره اوى لانى بدى درس فى المسجد ولما بكون نزله كده بلغى الدرس، وخايفه جدا اموت على الحاله ديه لانى حسه اوى انى حموت من الحلم اللى حلمته، حسه انى باقرب من قبرى اوى ونفسى اموت شهيده واموت على طاعه الله، نفسى ارتاح واعيش طبيعيه زى اى بنت فى الدنيا ، معلش انى طولت عليكم بس انا فعلا كان نفسى اتكلم مع حد وان حد يعد يسمعنى، انا ابل كده بعت المشكله ديه فى قسم المشاكل النفسيه لكن رجعت وطلبت منهم أنه ميعرضوش المشكلة على الصفحه لأن زوجي ساعات بيدخل عليها، لكن مش مشكله دلوقت لانه مشغول بالماجستير ومبيدخلش الا على حاجات طبيه،
أنا متشكرة أوي وياريت تردوا عليه بسرعة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
14/8/2003
رد المستشار
عزيزتي ........... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
قد يكون جفاء أمك حقيقيا أو متخيلا أو تبريرا لما حدث، وما يهمنا هو أنك تعانين منه منذ طفولتك المبكرة، وكان شديد الوطأة على نفسك لدرجة أنك فكرت في الانتحار.
وهذا الحرمان العاطفي (أو الإحساس بالحرمان العاطفي) قد ازدادت حدته مع السفر إلى بلد عربي حيث ازدادت وحدتك وعزلتك، وعندما عدت إلى مصر كنت _ كما ذكرت _ طفلة، بمعنى أنك لم تنضجي عاطفيا بالقدر المتناسب مع سنك، وكنت في حالة احتياج شديدة للاقتراب من الآخرين، فاندفعت نحو زميلاتك في المدرسة تبحثين لديهم عن الحب المفقود، ونظرا لضعف خبرتك بالناس وبالحياة لم تستطيعي أن تفرقي بين الطيبات والخبيثات منهن فوقعت في الفخ ودخلت جحر الأفاعي، وهذا ليس تبريرا لما حدث ولا هو رفعا للمسئولية بالكامل عن كاهلك، وإنما هو تفسير لبعض ما حدث.
المهم أنك ذهبت إلى جحر الأفاعي (سواء بوعي أو بدون وعى) ولدغتك تلك الأفاعي وفقدت أعز ما تملكه الفتاة، وقد كانت هذه فرصة لاكتساب خبرة من وسط أمواج الألم التي عانيتها ولكن هذا لم يحدث لسبب أو لآخر، وكانت أيضا فرصة لمحاولة الاقتراب من الأبوين والاحتماء بهما وأخذ مشورتهما على اعتبار أن الحب لديهما موجود بالفطرة ولكن أحيانا تكون وسائل التوصيل له غير كافية أو تحتاج لبعض التنشيط، ولكن هذا أيضا _للأسف لم يحدث_ وكانت النتيجة أنك واصلت رحلتك وحيدة لتواجهي المزيد من الآلام.
وارتبطت عاطفيا بعد ذلك، ثم تطوعت بسرد تفاصيل ما حدث لصديقك الذي لم يصبح خطيبك بعد ولا يوجد مبرر شرعي أو عرفي لأن يعرف كل هذه التفاصيل في هذه المرحلة البكرة، والغريب أنك وصفت له حادث اغتصابك على مدى 8 ساعات كاملة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!!!
ولست أدرى لماذا الاستغراق في سرد التفاصيل بهذا الشكل، أهو استجلاب للعطف؟ أهو نوع من الاستعراض الدرامي للأحداث؟ أيا كان فقد كانت النتيجة أن فقد صديقك الثقة بك رغم تظاهره بالتعاطف معك، وهو لم يصدق أنك ضحية وإنما رأى فيك فتاة مغوية، ولذلك أراد أن ينتهز هذه الفرصة ويستغلك جسديا لأنه رآك مجرد جسد منتهك من قبل فتعامل معك على هذا الأساس وصرف نظره تماما عن إتمام الخطبة مما أدى إلى انتهاء العلاقة.
وذهبت إلى زوجة عمك وارتميت في أحضانها، وتطوعت لأن تحكى لها تفاصيل ما حدث فتعاطفت معك وقامت بدور الأم منذ تلك اللحظة، ولكن هذا لم يمنع الوقوع في مزيد من الحفر، فقد تطوعت بسرد الموضوع مرة أخرى لابن عمتك، ثم وافقت بعد ذلك على الزواج منه سرا، كل ذلك بعيدا عن نصيحة أو مشورة الوالدين، وربما يكون في كل ذلك نوع من العدوان (غير الشعوري) على الوالدين!! ولكنك لم تسعدي بهذا الزواج، فقد كنت تشعرين في كل مرة تلتقين فيها بزوجك أنه يغتصبك لأنك أصبحت لا ترين في العلاقة بين الرجل والمرأة إلا الجانب الجسدي ولذلك كنت تشعرين _ كما قلت_بالقرف من هذه العلاقة.
وحين مللت من العيش على هذا المستوى الجسدي المدنس والمسكون بمشاعر وذكريات أليمة، قررت أن ترتفعي أو تترفعي عنه إلى المستوى الروحي لوجودك، فتعرفت على بعض الصديقات المتدينات أخذن بيدك إلى طريق الله وهنا أحسست أنك وجدت ضالتك، واهتديت للمحبوب الحقيقي الذي لا يحول ولا يزول ولا يغدر ولا يهمل ولا يستغل، ولأول مرة في حياتك تشعرين بالاستقرار، على الرغم من سخرية زوجك من هذا التحول في حياتك، وكانت زوجة عمك (المحبوبة وبديلة الأم) تشجعك على هذا الطريق، ولكنها للأسف تموت في حادث وتتركك مرة أخرى لوحدتك، فتعودين لتقلباتك العاطفية مرة أخرى وتقعين في حب ابنها الذي يصغرك بخمس سنوات، وتحاولين تبرير اقترابك منه بالتزامه الديني وبأمنية أمه التي ذكرتها، وقد بدأت اهتماماتك الروحية تهتز مرة أخرى، وتعودين لتقلباتك العاطفية التي لم تنضج بعد رغم كل التجارب والآلام.
لا تنسي أنك الآن امرأة متزوجة (على الرغم مما أحاط بالزواج من أخطاء أهمها عدم معرفة الأهل) وأن زوجك يحضر للماجستير، وهو ابن عمتك وقد ستر عليك ما عرفه وقبل بالزواج منك، أما نفورك من العلاقة معه فلا ذنب له فيه وإنما ذلك كان حصاد تجارب وأخطاء لا شأن له بها.
* وعليك أن ترضى بما قسمه الله لك وتحمدين الله أن حماك من مزيد من الضياع، وحاولي الرجوع بأي طريقة إلى أحضان والديك وأن تخبريهما بزواجك من ابن عمتك (إن لم يكونا قد علما بعد بذلك الزواج) وتحملي بعض الغضب الذي يمكن أن يبدياه في أول الأمر على أمل أن تعودي إلى كنفهما وتنالي رضاهما وبالتالي رضا ربك بقية عمرك، ودعك من الطمع العاطفي غير الناضج الذي يدفعك إلى الجري وراء كل رجل تعجبين به، ثم تحاولين أن تجدي لنفسك أو لغيرك المبررات، فنحن في هذه الدنيا لا نحصل على كل ما يعجبنا أو يستهوينا، بل دائما هناك أشياء نصبر على حرماننا منها حفاظا على اعتبارات دينية واجتماعية جديرة بالاحترام، وتذكري أن الدنيا ليست دار مقر فلا تتعلقي بإغراءاتها، وعودي إلى الله محبوبك الحقيقي فالتمسي لديه الرضا والسكينة واسأليه المغفرة والتوفيق، وتحسسي رضا والديك، وخاصة أمك التي هجرتها (بحق أو بغير حق) فالجنة تحت أقدام الأمهات.