هل هو اكتئاب ذهاني أم فصام
السلام عليكم ورحمة الله؛ أخي عمره 21 سنة وهو يدرس في كلية الطب حيث شخص من 10 أيام بتشخيص مبدئي اكتئاب ذهاني Psychotic Depression وهو حاليا على olanzapine 5 mg وparoxitine 10 mg، بدأت مشكلته تقريبا من 4 سنوات حيث كان يقول أن أصحابه يقولون عنه أنه قصير ويسخرون منه علما أنه متوسط الطول وكان يشكي من أصحابه لأنهم يقولون له أنه تنبعث من فمه رائحة كريهة مع عدم وجود هذا الشيء.
الأمر الذي جعلنا نعرضه على طبيب بسبب أنه من 3 أيام لم ينم وصار يكلم نفسه ويضحك أمامنا من غير مبرر وكان يفرش أسنانه تقريبا 20 مرة في اليوم في هذه الأثناء عرفنا أنه مريض وعندما سألناه قال أنه لا أحد يحبه من أجل رائحة فمه الكريهة وأن أصحابه يسخرون منه علما أن هذه كلها تهيئات وأن هناك أشخاصا تراقبه وأنه يقرأ أفكار الناس؛
وقال أيضا أنه ذهب يصلي في المسجد وأنهم طردوه بسبب رائحته معظم تهيئاته تدور حول موضوع الرائحة علما أنه أيضا انطوائي وغير اجتماعي ومكتئب، لا يسمع أصواتا تكلمه وعندما سألته إذا في أشخاص يراهم قال أن بعض الأحيان يرى مثل السواد والشيء المفجع أن هذه التهيئات موقن بوجودها عندما نقول له أنه لا يوجد رائحة يرتاح قليلا ثم يعاودنا السؤال وأخذ أيضا يسأل أصحابه، وسألته أثناء التهيئات هل تكون مكتئبا أجاب بنعم وقال أن التهيئات قبل الاكتئاب؟!
معظم تهيئاته من الماضي أشياء قديمة حدثت يفسرها بشكوكه وعنده أحيانا تأنيب الضمير.
أختي الكبرى عمرها الآن 38 منذ عمرها 14 وهي تضحك مع نفسها وتكلم نفسها أمامنا وتعيش في عالمها الخاص وقد ذهبت لطبيب نفسي وأعطاها أدوية قد تركتها لأنها تسبب لها النوم صراحة لا أعرف ما تشخيص حالتها علما أنها متزوجة وعندها أطفال ولا تهتم بهم .
لا يوجد فصام في العائلة ولا العمات ولا الخالات
1. سؤالي هل التشخيص صحيح؟! لأن أنا طبيبة وأعرف أنه في الاكتئاب الذهاني Psycotic Depression أن الشخص يعرف أن التهيئات غير حقيقية وأخي موقن أن رائحة فمه كريهة وأن الناس تسخر منه
2. هو يقول أنه يرى نفسه طبيعيا وأنه غير مريض على الرغم أنه جاءنا قبل أن تتدهور حالته وقال أنه يريد أن يذهب لطبيب نفسي
3. أنا أخاف أن يكون paranoid schizophrenia وهو أيضا متخوف فهو طبيب وقد قرأ عن المواضيع بتوسع
4. مع الأدوية تحسنت حالته في أسبوع لكن مشكلة رائحة الفم ما زالت موجودة لكن أقل وما زال يفكر في أحداث الماضي
5. إذا كان فصاما هل يستطيع أن يكمل مهنة الطب وأن يعيش حياة طبيعية وأن يتزوج
6. مع الأدوية كل وقته نائم وفي الداوم يشعر أنه غير مركز فكيف سيكمل مهنة صعبة كهذه بهذا الوضع على العلم أن تقديره ممتاز في السنوات الماضية لكن أخشى أن يقل مستواه
7. هل يمكن له أن يسوق السيارة بهذا الوضع من الخمول وعدم التركيز مع الأدوية ومن حالته
8. طول هذه السنوات وكان يعاني من هذا الشيء ونحن غير منتبهين هل لأنه كان يحس أنها مجرد أوهام فقط؟؟
9. ما الفرق بين الاكتئاب الذهاني والفصام
أنتظر الرد
ولكم كل الشكر
4/9/2013
رد المستشار
٠ شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي للأخ الكريم بالصحة والشفاء.
٠ الفرق بين الاكتئاب الذهاني أو الاضطرابات الوجدانية الذهانية والفصام يمكن تلخيصها كالآتي:
1- فحص المريض والأعراض: تكون الأعراض النفسية المرضية في الاضطرابات الوجدانية الذهانية متطابقة مع المزاج Mood Congruent أما في الفصام فهي غير مطابقة Mood Incongruent بعبارة أخرى يمكن تفسير الأفكار أو الوهام أو الهلاوس بطبيعة المزاج في الاضطرابات الوجدانية أما في الفصام فلا يمكن ذلك، هذه القاعدة في غاية الأهمية.
2- المسار الطولاني Longitudinal Course للفصام يتميز بتدهور الأداء الشخصي أو المهني أو الاجتماعي على مر السنين ويلجأ المريض تدريجياً إلى العزلة ويعيش في عالمه الخاص أما الاضطرابات الوجدانية فتتميز بنوبات هدوء وانتكاسات. خلال فترة الهدوء يكون أداء المريض طبيعياً، وحتى على مدى الأعوام لا يتدهور الأداء الشخصي والمهني والاجتماعي للفرد في الغالبية من المرضى لكن ليس جميعهم، كما أن الفترة الزمنية بين الانتكاسات تميل إلى التقلص بين الانتكاسات مع تقدم العمر.
٠ الاكتئاب الذهاني يصاحبه أعراض اكتئاب واضحة وشديدة مثل تقلص ساعات النوم، تحسن الحالة الوجدانية في المساء، ضعف التركيز، فقدان الشهية وانخفاض الوزن، وأفكار انتحارية هذه الأعراض غير واضحة أو غير موجودة في الرسالة لكن هناك إشارة إلى الشعور بالذنب الذي هو أحد أعراض الاكتئاب ذات الأهمية السريرية وإن كان وجوده شائعا أيضاً في المرضى المصابين بالفصام.
٠ مشكلة رائحة الفم الكريهة يمكن تتبعها كما يلي:
1- هناك من الأفراد الذي هم مصابون بهذه الاضطراب والذي يدعى بالبخر أو رائحة الفم الكريهة Halitosis. معظمهم لا ينتبه أصلاً إلى الرائحة وعلاج المرض يتم بعلاج مصدر الرائحة الكريهة.
2- فكرة حصارية (وسواسية) يحاول الفرد مقاومة هذه الفكرة وتسبب له الكثير من القلق كذلك يدرك الفرد بأن هذه مجرد فكرة.
3- فكرة وهامية في هذه الحالة تكون الفكرة الوهامية العرض الوحيد وخارج نطاقها يكون أداء الفرد طبيعياً يكون التشخيص حينها الاضطراب الوهامي Delusional Disorder ويكون الاكتئاب ثانوياً في هذه الحالة إن كانت هناك أعراض ذهانية أخرى فالتشخيص يكون الفصام.
4- هلوسة حسية في بداية الأمر تؤدي إلى وهام مع الوقت هذا العرض يؤدي إلى تشخيص الفصام قد يقول البعض بأن هذا العرض يحدث في الاضطرابات العضوية ولكن هذا نادرا للغاية ويجب وجود أعراض مرضية أخرى.
٠ جرعة عقار الباروكستين Paroxetine وعقار الأولانزابين Olanzapine منخفضة نسبياً ومن الصعب أن تفسر التحسن الذي حدث بعد أسبوع وأظن أن الطبيب المعالج سيراجع ذلك وهو أعلم بما وصف ولديه خطته للعلاج، هذه الأعراض الجانبية تميل إلى التحسن.
٠ يمكن للطبيب أن يمارس مهنته حتى وإن كان مصاباً بالفصام يتطلب ذلك مراجعة طبية وهناك ما يقارب الربع من المرضى من يتعافون من هذا المرض نهائياً مع العلاج. تعتمد ممارسة المهنة على اللوائح القانونية في كل بلد.
٠ يمكن للمريض المصاب بالفصام أن يتزوج ويعيش حياته أسوة ببقية البشر.
٠ يجب على كل مريض يتعاطى العقاقير أعلاه أن يتوقف عن السياقة إن كان يعاني من أعراض جانبية تؤثر على تركيزه كذلك اللوائح القانونية لسياقة السيارة مع تعاطي العقاقير أعلاه تختلف من بلد إلى آخر مع وجود الأعراض الجانبية أعلاه لا أنصح بقيادة السيارة.
٠ لا يمكن الفصل بحالة الأخت الكبرى، والعامل الوراثي لا يمكن التحري عنه أو لا يوجد في الكثير من الحالات يمكن للفصام أن يهاجم أي فرد بغتة.
٠ لا شك أن الطبيب المعالج تكلم مع الأخ الكريم لفترة طويلة ولديه قناعة بتشخيصه المبدئي أظن أن لديه خطة للعلاج سيطبقها مع الوقت لا بد من مراجعة طبية منتظمة.
٠ حاولت الإجابة على استفسارك ولكن إن كان هناك بعض الغموض فلا تتأخري بمراجعة الموقع للتوضيح.
وفقك الله.