فاسألوا أهل الذكر..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ فكرت طويلا قبل أن أرسل هذا السؤال لكم.. كنت كلما هممت بإرساله تراجعت بسبب الأحداث التي تمر بها أمتي.. كنت أحس بالتفاهة وأنا أفكر بهذه الطريقة وأسعى إلى ما أسعى إليه, وأمتي تنزف نزيفا حادا يكاد يفقدها الحياة.. هذا كان شعوري.. ولكنني اليوم قررت أن أرسل بهذا السؤال, لأنني لم أعد أعرف كيف أحزم أمري وحدي, هل تفكيري بهذا الاتجاه خيانة لأمتي, أم أنه أمر عادي؟؟ ورجاء ساعدوني في اتخاذ القرار..
الموضوع هو: موضوع زواجي, لقد غيرت استراتيجيتي بالنسبة لهذا الموضع الشائك حقا, ولم أعد أنتظر "ابن الحلال" الذي لم يأت حتى الآن, طبعا هذا من وجهة نظري, لأن المتأمل في كلامي يعتقد للوهلة الأولى أنني أعيش في مجتمع كله أناس سيئون, لا هذا غير صحيح, فالناس الطيبون كثيرون.. والمتقدمون لي منهم كثيرون أيضا.. ولكن من أبحث عنه أنا لم يأت بعد! أقول هذا الكلام حتى لا أكون ممن لا يتحدثون بنعم ربهم عليهم, أو ممن يشوهون صورة مجتمعاتهم في عيون الآخرين..
الحمد لله على كل نعمه, وأتمنى أن يرزقني الله القدرة على شكرها جميعا.. آمين.. بعد كل ما تقدم, قررت أن أغير استراتيجيتي في موضوع الزواج كما قلت لكم, وقررت أن أبحث أنا عن الشخص المناسب!!
لم أتخيل يوما أنني سأكون في هذا الموقف.. على كل حال لا يسوؤني أن أخطب أنا الإنسان المناسب لي من وجهة نظري.. فهذا أمر لا يعيب, ولو كان شائنا لما فعلته أمي السيدة خديجة رضي الله عنها.. ويا لسعادتي إذا كان من أخطبه مثل محمد بن عبد الله في نبله وأخلاقه واستقامته وتفانيه وورعه.. صلى الله عليه وسلم..
هذا ما قررت أن أفعله..
طبعا لن يكون الاشتراك بإحدى خدمات الزواج هو السبيل, لأنني أريد أن أتعرف على الشخص أولا وبشكل أقرب للحقيقة قدر الإمكان, ثم أخطبه, لا أريد أن أخوض تجربة التعارف بهدف الزواج من جديد لأنني حتى الآن لم أنجح فيها. لا في أرض الواقع ولا على النت.. بل تكبدت فيها الخسائر.. فاللهم أجرني في مصائبي وأخلف لي خيرا منها..
طيب.. إذن سأختار إنسانا أتعرف عليه أولا ثم بعد ذلك حين أرى أنه مطابق للمواصفات القياسية المطلوبة, عندها أنقل الموضوع إلى مرحلة الخطوبة.. اعذروني, فأنا أفكر ببطء شديد, لأن هذه أول مرة أخطب فيها!
ونأتي إلى السؤال المهم الآن وهو: لقد عثرت على هذا الشخص المناسب, والذي حتى الآن أرى فيه ما أريده في شريك حياتي.. ولكن السؤال:
كيف أعرف إن كان متزوجا أم لا؟؟
استنتجت من بعض كتاباته أنه غير متزوج, ولكن هذا مجرد استنتاج يحتاج إلى التأكد منه.. عرفته عن طريق النت.. فكيف أتابع هذه الرحلة إلى النهاية؟؟ وماذا إذا رفضني, هل سأنهار؟؟ بصراحة هذه أول تجربة لي وأنا آخذ فيها موقع الرجل.. بعد أن عشت دهرا وأنا المطلوبة أصبحت أنا الطالبة.. سبحان مغير الأحوال!!
أهم ما في الموضوع هو كيف سأبدأ هذا المشوار؟؟ كيف سأعرف إن كان متزوجا أم لا؟؟ وكيف سأواجه النتيجة إن لم تكن كما أريد.. هل رفضه لي سيسيئ إلي!! فعلا لا أدري.. أظن أنكم بحاجة لتعرفوا كيف تعرفت عليه على النت وما مدى علاقتي به..
تعرفت عليه من أحد المواقع المحترمة التي تقدم خدمات متنوعة للناس.. وتبين لي من خلال متابعتي لحركته وكلامه على الموقع أنه شخص يحب الخير, طموح, متفاني في عمله, جاد, يحب الله ويعمل كثيرا للآخرة.. يحمل همّ الأمة وهمّ الإسلام.. يعني تقريبا.. كل الصفات المطلوبة وجدتها فيه.. ماذا بعد؟؟
تبادلنا بعض الإيميلات بحكم أنه يقدم الخدمات في الموقع وأنا إحدى المستفيدين من هذه الخدمات.. وجدت في كلامه منتهى الجدية والالتزام.. وبعدين... ماذا لو رفضني لأنني لا أناسبه مثلا أو لأنه مرتبط أو لأي سبب آخر, هل سيكون هذا الرفض منهيا للعلاقة التي بيننا.. أظن أن إطلاق كلمة علاقة على الكام إيميل اللي تبادلناهم أمر كبير قليلا.. ما أقصده من هذه العلاقة هي علاقة الأخوة في الله, فأنا أستفيد منه فعلا, وكونه أخ لي في الله مكسبا كبيرا جدا, لأنني أستفيد من علمه وخبرته الكثير الكثير..ما العمل في هذه الحالة؟؟
ثم.. كيف سأقنعه بنفسي, أو بالأصح كيف سأعرّفه على نفسي, الاقتناع به والتعرف عليه أمر يسير لأنه شخصية معروفة ولها مركزها الاجتماعي والعملي والأكاديمي, وعمله في ذلك الموقع هو تحت مسؤوليته الشخصية, وبالتالي فهو شخص معروف على النت كما هو في الواقع أي ليس شخصية غامضة كما أنا, أما أنا فأبقى مجهولة بالنسبة له, مجرد "زبونة" من زبائن الموقع الكثيرين.. كيف سيعرفني ويتأكد من شخصيتي؟؟ أظن أن هذا هو كل شيء..
هل هناك شيء آخر تحبون أن تعرفوه؟
طبعا الفترة التي تابعت فيها نشاطه تقترب من السنتين الآن.. أي منذ سنتين إلى الآن وأنا أدرسه وأكوّن رأيي عنه.. سيقول لي الدكتور أحمد والدكتور وائل الآن: كلام النت يمحوه اللقاء الواقعي أو يصدقه, وأنا معكم وبصراحة لا أحتاج إلى مزيد من الوسوسة في هذا المجال, ولذلك أسألكم: ماذا أفعل بعد الآن؟؟ لأنني لو بقيت أفكر وحدي وأخطط وحدي فربما أهتدي وأصل إلى قرار بعد عشر سنوات من الآن, وعندها لن يكون مشروع الزواج مجديا أصلا!!!
أنا قصدت أن أتعرف عليه وعلى شخصيته خارج إطار التعارف بهدف الزواج لأراه على أرض الواقع قدر الإمكان, لا أريد كلاما خياليا, أريد الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة..
ولكن.. السؤال الذي ألح علي طويلا: كيف أبدأ بتنفيذ مخططي, ونقل هذه الفكرة إلى أرض الواقع من جديد؟؟ هذا إذا كان التفكير في الزواج ونحن في هذه الحقبة التاريخية أمرا سائغا أصلا!!
وجزاكم الله كل خيرا لو كان بالإمكان أن يرد على استشارتي هذه الدكتور أحمد عبد الله.. طبعا ده إذا كان فاضي.. ولو لم يكن لديه الوقت فكل المستشارين على الرأس والعين, فعلا أنا أحتار دائما ولا أعرف من أريده أن يرد علي, لأنهم جميعا ما شاء الله رائعون.. ولهذا أترك الموضوع لقدر الله تعالى.. ودائما تأتيني الإجابة أفضل مما أتوقع..
بارك الله لكم ورزقك حسن الخاتمة.. وكتب لكم الشهادة.. وأنزلكم منازل الصديقين والأنبياء في الفردوس الأعلى..آمين.. وأنا كمان.. آمين..
وما الذي يشغلني غيركم ؟!!
23/04/2004
رد المستشار
أهلا وسهلا بك مجددا، وربنا يلهمنا الصواب جميعا؟!
لا أرى تعارضا بين ما يحدث في الأمة ورغبتك في إعفاف نفسك بالحلال، ولا أعرف في الإسلام تناقضا بين الجهاد الحق، وهو ما نخوضه -أو ينبغي علينا ذلك– وبين الزواج، وقدوتنا الحبيب المصطفى وصحابته، وأحدهم يقضي ليلة الزفاف في أحضان عروسه ثم ينادي منادي الجهاد فيغادرها دون أن يجد وقتا للاغتسال من الجنابة، ويكتب الله له الشهادة، فيذكر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن أخاكم قد غسلته الملائكة، ولم نسمع أن مجاهدا قد عاش أعزبا، ومن تفرغ للعلم، ولم يتزوج، لم يلزم الناس بذلك، ولم يقل أن هذا هو الأصل، أو هو الأمثل، إنما مارس حريته الشخصية، والأصل على غير ذلك.
- والحقيقة "أن خديجة" رضي الله عنها كانت تعرف أن محمدا بن عبد الله –رسول الله فيما بعد– لم يكن متزوجا، وعرفت أخلاقه وسجاياه من خادمها، ومن تصرفاته في مالها، ومن سمعته بين قومه فهي كانت تدري تماما من أرسلت تخطبه –بشكل غير مباشر– والوضع مختلف تماما بالنسبة لك، ليس لأنك لست "خديجة فقط" ولكن لأنها كانت أشطر منك بكثير فيما يبدو..."أبتسم"
- كيف تعرفين إن كان متزوجا أم لا؟!!! يمكن أن يظهر هذا في كتاباته، ويمكن من معرفتك بعمره، ويمكن بالسؤال المباشر بحيث يسأله غيرك بأية حجة معقولة، ويمكن هذا بطرق كثيرة يا فاضلة... فأين ذهب ذكاؤك؟!!! وإذا كان يعيب الرجل أن ترفضه المرأة فإنه يعيب المرأة أن يرفضها الرجل، والحقيقة أن الأمر أبسط من هذا، لأنه ليس رفضا بالمعنى الكامل، وإنما هو إبداء لعدم مناسبة استكمال العلاقة وتطويرها، وبالتالي عدم تصعيدها من المجال العام إلى الخاص، فتبقى عامة في إطار الأخوة والتعاون فيما ينفع... الخ، فما العيب في هذا؟!!
- والنقل من العام إلى الخاص له خطواته و أصوله، وإذا تم بهذا التدريج فإننا نضمن –إلى حد كبير– عدم الإساءة أو التجريح أو الألم.
فالأصل أن تعرفي مسألة زواجه –طالما تهمك– فإذا عرفتها، وكانت كما تريدين انتقلت إلى معرفته هو أكثر، وجمع معلومات أكثر عنه. وبعد ذلك إذا كان هذا الشاب يقيم في بلدك فسيكون ما تطلبينه سهلا، من حصول التعارف العام خارج إطار الزواج، وإذا كان من الممكن تدبير هذه اللقاءات العامة فسيفيدك هذا بالطبع في نفي أو إثبات الصورة التي في ذهنك عنه، وبدء تكوين صورة في ذهنه عنك أما إذا لم يكن في بلدك فسيكون البحث لازما عن طرق لقاء في مجال عام إذا كانت هناك فرصة لحضوره إلى حيث أنت وليكن ترتيب سلسلة من المحاضرات أو الأنشطة التي تتعلق بما يقدمه من خدمة.
أو ربما يكون المتاح أكثر –بحسب الظروف– أن تذهبي أنت إلى حيث هو في سياحة أو ما شابه، أو أن تلتقيا في مجال عام "مؤتمر أو ما شابه"، في بلدك أو بلده أو بلد ثالث، وكلها كما ترين احتمالات تعتمد على مكانك ومكانه، وعلى معرفتك أكثر بظروفه وشخصيته عن طريق المعلومات قبل اللقاء المباشر.
إحداهن مثلا أرسلت إلي لأساعدها في اتخاذ قرار بشأن ارتباطها بأحدهم، وهي عرفته من خلال النت، وسيتواجد بالقاهرة لفترة محدودة لشأن أسري، لأنه مصري، ولكن مقيم بالخارج، وهي تقيم في بلد ثالث، ولم أجد مفرا من القبول لأن الواسطة التي نصحتها بالرجوع إلي هي سيدة فاضلة أحترمها وعائلتها، ولا أستطيع لطلبهم ردا غير بذل الجهد في المساعدة، وربما تساعدك نفس الطريقة –على الأقل في جمع المعلومات–
مع ملاحظة أنني غير مستعد للعمل كخاطبة، ليس لأنني لا أحب القيام بتوفيق الرؤوس في الحلال، حاشا لله، ولكن لأنني لا أستطيع القيام بدور كهذا، مع احترامي ودعواتي للجميع بالزواج والجهاد والسعادة، والشهادة والشهود في الدنيا والآخرة.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> بدلا من انتظار الزوج: الشك والمغامرة، م