مناجزة نفسية للرضح الكارثي في الطفولة !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أرجو مساعدتي ببعض النصائح عن كيفية الدعم النفسي لطفل فقد أهله جميعا (في يوم عصيب من القصف وأمضى الليل معهم وهم ميتون بعد أن قتلوا أمام عينه) عمره حوالي 8 سنوات.
أحتاج معلومات عن كيفية رعايته النفسية وتشجيعه على الدراسة، ومعلومات تفيد من يقوم برعايته خاصة أنه عنيد جداً ولا يتحدث أبدا عن شيء مر به ولا يغير الحديث إذا تكلموا عن أسرته وأخوته ويبكي لوحده فجأة.
أرجو المساعدة،
وجزاكم الله عنّا كل خير وبارك الله في كل ما تقومون فيه.
30/9/2013
رد المستشار
أختي العزيزة؛
شكراً على استعمالك الموقع ودعواتي إلى الباري عز وجل برعاية هذا الطفل الذي تعرض إلى مأساة يصعب تعريفها.
قبل الحديث عن الحالة النفسية لطفل يمر بفترة حزن مليئة بالمرارة والألم لابد من الانتباه إلى الرعاية الاجتماعية اليومية للطفل هذه الرعاية الاجتماعية يجب أن توفر للطفل ما يلي:
1- الشعور بالأمان.
2- بيئة مستقرة يأكل فيها وينام ويتعلق بمن حوله.
في ظل هذه البيئة يمر الطفل بفترة زمنية تتراوح ما بين الستة أشهر إلى عامين يبدأ فيها بحل مشاعر وأفكار الحزن، متى ما كانت البيئة إيجابية استطاع الطفل أن يتجاوز فترة الحزن بنجاح ومتى ما كانت البيئة سلبية وغير آمنة وفاشلة في تلبية احتياجات الطفل الناقصة تحول الحزن إلى تمرد وعصيان لكل من يحاول أن يمد يد العون له.
بعدها يجب إعطاء الطفل الفرصة للحديث عن مشاعر الصدمة التي تعرض لها. يجب الانتباه إلى المناسبات التي توقظ ذكريات الصدمة ومساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره والاستماع له، هذه المناسبات مثل الأعياد الدينية وأعياد الميلاد في غاية الأهمية.
خلال المرحلة أعلاه يجب أن يعرف الطفل مصيره على المدى البعيد ومن سيقوم بدور البديل عن الأم والأب.
رغم شدة الكارثة التي يتعرض لها الأطفال ولكنهم أشد بأساً من الكبار في التأقلم للظروف الجديدة والتي بدورها يجب أن تكون ناجحة في سد احتياجات ناقصة أو معدومة إن صح التعبير.
السؤال المطروح في رسالتك حول الرعاية النفسية الرعاية الاجتماعية في غاية الأهمية أولاً ولكن يستحسن الاختلاء مع الطفل لمدة ساعة أسبوعياً وفسح المجال له في الحديث عن الماضي يجب طرح السؤال بصورة غير مباشرة والاستمرار في الجلسة حتى لو توقف عن الحديث.
يستحسن كذلك تنبيه الطفل إلى سلوك غير مقبول بلطف وربطه بمشاعر الغضب التي يمر بها الطفل في حاجة إلى معرفة الحدود المعقولة في التعبير عن مشاعره والسلوك المقبول وغير المقبول لا بأس كذلك من وضع برنامج للطفل للدراسة والترفيه كذلك.
أما البكاء فلا سبيل إلى وقفه وأخذه بالأحضان أثناء ذلك حتى لو رفض.
رعاه الله وجزاك خيراً.