وساوس منى: نزيف اللثة هل يبطل الصيام ؟
جهل ووسواس
أطلب من الدكتورة رفيف الصباغ التفضل بالإجابة على استشارتي، أنا أعاني من مجموعة من الوساوس من أهم أسبابها الجهل وآمل أن أجد في ديننا الحنيف ما يمحي هذا الجهل ويساعدني على الاستقرار النفسي.
أولاً: والدتي مريضة بسلس البول وقد لا تتطهر جيدا من البول في ملابسها مما قد يتسبب في وجود رائحة على الفرش والسرائر وقد يصعب علي تحديد بقع البول ولكن كثيرا أشم رائحة البول وأحاول جاهدة غسل ما أستطيع لكن قد يكون الموضوع صعبا في كثير من الأحيان، وأشك في أي مياه موجودة في أرضية الحمام أو أحذية الحمام وأغسل جميع الأرضية أكثر من مرة مما يسبب لي التعب الكثير، فهل أنا محقة فيما أفعله نظرا لمرضها أم يمكن اعتبار أي مياه الأصل فيها الطهارة نظرا لأنني لا أكون معها ولست متأكدة من وجود البول فيها، أم يحكم على أي مياه باختلاطها بالبول نظرا لمعرفتي المسبقة بمرضها ورؤيتي تتبول في ملابسها كثيرا؟؟؟
ثانياً: قد نستقبل أي ضيوف في المنزل ويدخلون المنزل بأحذيتهم وهذا يسبب لي قلق نظرا لما أراه في الشوارع من نجاسات وأضطر لتنظيف السجاد بالمكنسة الكهربائية ولكن أظل متوترة ويهيء لي أن البيت كله تنجس.
ثالثاً: هل المداعبة بين الزوجين من تقبيل وضم ممكن أن تؤدي إلى اللذة الكبرى ونزول المني من قبل الجماع هل ذلك يعتبر عادة سرية لأنه استدعاء للشهوة بين الزوجين؟
أتمنى أجد عند سيادتكم إجابات شافية تساعد في محو الجهل والوسوسة
16/10/2013
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "منى"؛ فعلًا الوسواس يجد مرتعًا خصبًا عند الجهل بالأحكام، والعلم خير دواء...
ليس عليك أن تبحثي وتفتشي، فالقاعدة في ما يجري معك هي: (إذا تعارض الأصل والظاهر يعمل بالأصل). فالأصل أن الأشياء والمياه طاهرة.....، والظاهر (أي الذي يظهر لك) أنه ينبغي أن تكون نجسة لكون أمك معها سلس بول ويغلب على حالها وجود النجاسة....
هنا تعارض عنا الأمران فنترك الظاهر ونعمل بالأصل أي الطهارة، ومن هنا أجاز الفقهاء الصلاة بثياب الصبيان الذين لا يحتاطون في النجاسات، ومن يغلب مخالطتهم للنجاسة كالجزارين، وكذلك الصلاة بثياب أهل الكتاب وإن كانت ملاصقة لعوراتهم، لما ذكرته لك آنفًا.... ففي كل هذه الأحوال إن لم تتيقني تمامًا وجود النجاسة بظهور أثرها كلون أو رائحة أو طعم فالأصل الطهارة، وما ذكرته من شمك لرائحة البول إذا لم يصل معك لدرجة اليقين أي إذا ما زلت تقولين: أشم رائحة..... يا ترى يوجد نجاسة؟ فهذا شك لا يعمل به....
كذلك قضية الأحذية، الأصل أنها طاهرة، ولم يتأكد لك أن صاحب الحذاء مشى فوق نجاسة رطبة، والشوارع وإن كان فيها نجاسات إلا أنها لا تعمها، إنما هي في مواقع متفرقة. والمسألة هنا أخف من التي قبلها، فالنجاسة ليست غالبة على الشوارع، وإن كانت كثيرة في بعض الأماكن لا كلها.... ثم حتى لو كانت ثمة نجاسة رأيتها على الحذاء، فلا خوف أبدًا طالما الحذاء جاف، والقاعدة: (الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف).
أي التقاء الجاف النجس -أو المتنجس- مع الجاف الطهار لا يؤثر ويبقى الطاهر طاهرًا، وبعبارة أخرى: النجاسة لا تنتقل مع الجفاف.
وأما سؤالك الثالث فهو لذيذ جدًا!!
العادة السرية أن يقوم الإنسان باستدعاء شهوته، واستخراج المني من نفسه، بشيء لا هو زوج ولا ملك يمين.... قال تعالى: ((والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)) [المؤمنون:6، والمعارج: 30]، فكل استمتاع بين الزوجين، (أو مع الأمة أيام كان الرق) لا لوم فيه ولا يعد عادة سرية، الزوجان مباحان لبعضهما في الاستمتاع كما يشاءان إلا في أشياء ثلاثة: الإيلاج في الدبر، والجماع أثناء الحيض، وفعل ما فيه ضرر لأحدهما أو كليهما.
وكذلك هناك أمور في العلاقة الزوجية، تكون مقززة لا يجوز ممارستها مع الطرف الآخر إلا برضاه.
عافاك الله وأمك ورعاكما
ويتبع >>>>>>>: وساوس منى : ما بعد الكورتيزون م1