كيف نحول الفشل الذريع لبصيص أمل؟ م
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا نفسي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أولا أتشرف بتواصلي مع موقع مجانين من حين لآخر خصوصا وأني متابع جيد لما تنشرونه من استشارات وهذه الاستشارات تشعرنا بمدى ما فيه الأصحاء من نعمة وهم لا يدرون ولكن الحمد لله على كل شيء، وأخص بالشكر الدكتور وائل أبو هندي الأب الطبيب وأرجو أن يرد هو على رسالتي هذه.
يا بابا وائل أنا أتألم كل يوم ألما لا يستطيع أن يراه أحد ولا يشعر به إلا أنا فأرجو أن تكون أنت نفسي التي تشعر بي.
أنا طالب بكلية الطب الفرقة الثالثة ومع بداية هذه السنة الدراسية الجديدة أكون قد أتممت ثمان سنوات في الكلية، سنوات من الفشل والضياع، سنوات من الحيرة والألم، كل هذا وأنا في الفرقة الثالثة وسأقوم بسرد مشكلتي في نقاط:
1- بالنسبة لدراستي:
فشلي في الدراسة ليس بسبب رسوب ولكن بسبب عدم دخول الامتحانات من الأساس وهذا بسبب عدم مذاكرتي التي أهرب منها لما تسببها لي من ألم مع العلم أني أحب كلية الطب والتحقت بها عن رغبة مني وليس ضغط، ولكن مذاكرتي من النوع الصعب فأنا أدقق في كل كلمة وكل سطر وكل صفحة وأحفظ الكلام عن ظهر قلب ولكن بعد أن أحفظ أشعر بأني نسيت ما حفظت فأكرره مرة أخرى وأخرى وأخرى وعندما أنتهي من مذاكرة وحفظ صفحة أشعر أني نسيت الصفحة السابقة فأعيدها مرة أخرى وأكتشف أني لم أنساها وكل هذا يسبب لي بطء في المذاكرة لدرجة أن ما يذاكره أصحابي في ساعة أذاكره أنا في 3 أو 4 أو 5 ساعات ولزيادة التأكيد أقوم بكتابة ما حفظت مرات ومرات ودائما أريد أن أفهم كل شيء وأحفظ كل شيء لدرجة أن لو تم حذف جزء من المنهج أنا أذاكره خوفا من أن يأتي في الامتحان وأريد دائما أن أذاكر من المراجع العلمية والاستزادة من العلم والطب ولكني أهرب خوفا من أن أنسى ما أذاكره وأمَني نفسي دائما ولا أفعل شيء.
وينصحني أصحابي دائما ويقولون (إنجز يا عم واللي تفتكره افتكره واللي ماتفتكروش في داهية) وهم ينجحون وأنا لا أستطيع أن أذاكر بدرجة لا ترضيني ولهذا لا أذاكر أصلا ولا أدخل الامتحان وأصحابي تخرجوا وأنا ما زالت أعبث مع نفسي وعقلي وكتبي التي اعتراها التراب وبسب ذلك لا أستمتع بحياتي ولا أكل ولا لبس جديد ولا فسحة مع أصحابي وتؤنبني نفسي دائما بأني مقصر.
2- بالنسبة لعلاقتي مع ربنا:
أنا متدين ولكن متناقض جدا فأنا أوقات أصلي وأحافظ على الصلاة ولكن تأتيني وساوس في الصلاة وأسأل كم ركعة صليت وفي الوضوء لو حسيت أني نسيت حاجة أعيد الوضوء من الأول وبعد صلاتي أشعر بعدم رضا ربنا عني وأنه لن يتقبل صلاتي ولا دعائي لأني أعصيه ولا أذاكر ولا أفعل ما وجب علي فعله ولهذا أترك الصلاة أوقات كثيرة وأقول (يلا بقه مابقتش فارقة).
وأجلس أوقات كثيرة أفكر هل الله موجود ولو موجود أليس رحيما!! إذن لو موجود ورحيم لماذا يحدث لي كل هذا ولماذا يموت الناس من دون ذنب رغم أنهم أبرياء ويعيش القاتل ويهنأ بالحياة لدرجة أنني يوما قلت (أين الله) وانتقدني كل أصحابي وعندما كنت صغيرا كنت دائما قبل أن أنام أقول المعوذتين وآية الكرسي والفاتحة وأزيد عليهم الشهادة لقول الرسول من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة فكنت بعد ما أقولها لو عطست أو كحيت أو تنهدت أو تحركت على السرير أرجع أعيد الشهادة مرة أخرى لأن بعد ما عطست أو كحيت لم تعد الشهادة آخر كلامي على هذا أعيدها 5 أو 6 مرات قبل أن أنام.
إلى جانب ذلك أشعر بتناقض غريب في شخصيتي فكيف أدعي أني متدين وأتكلم في الدين وأصلي وأدعي أني أخاف الله وأنا أسب وأشتم وأتلفظ بألفاظ نابية أشعر وقتها كأني شخص آخر لا أعرفه وهذا يسبب لي تأنيب ضمير عما يصدر مني من سلوكيات تخالف شخصيتي.
3- بالنسبة لعلاقتي بأهلي:
لقد وقفوا بجانبي كثيرا أمي وأبي خصوصا وأني أكبر إخوتي وأشعر دائما بالأسى عندما يأتي أخي الصغير ويقول لي ذاكر عشان خاطري وبعد ما حدث لي في دراستي لم يعد يقف بجانبي غير أمي التي لولاها أقسم بالله ما عشت بهذه الدنيا وأشعر دائما أني عبء عليهم ولا أحلل بما آخذه منهم من نقود ولشعوري بالذنب تجاههم فكرت يوما في الانتحار ونفذت فعلا وقفزت من البلكونة من الدور الأول ولكن يدي فقط هي التي جزعت وساءت علاقتى بأبي كثيرا فلم نعد حتى نسلم على بعض وأمي دائما تدعمني نفسيا خوفا منها أصل يوما للجنون أو الانتحار، ربنا يبارك لي في أمي.
4- بالنسبة لأصدقائي:
لم يعد لي تقريبا إلا صديقين مقربين وأحاول بقدر الإمكان الابتعاد أو الالتقاء بأصدقاء الثانوية خوفا من سؤالهم لي عن دراستي وأوقات لو رأيت منهم أحدا أمر من شارع آخر حتى لا نلتقي ولأن جامعتي في القاهرة وأنا من محافظة أخرى فلا أسافر كثيرا إلى بلدي كثيرا خوفا من أن ألتقي بأصحابي ولو سافرت أجلس في البيت وأشعر بحرقة من داخل وأنا أرى من كنت متفوقا عليهم يتخرجون ويعملون ويأخذون رواتب ويتزوجون وأنا ما زلت آخذ مصروفي وأصحابي حاليا هم من الفاشلون في الكلية ويرسبون ولا يدخلون الامتحانات وأشعر دائما أني لست مثلهم بل أنا متفوق عنهم ولا أستحق أن أكون بينهم ولكن ليس لي غيرهم الآن.
5- بالنسبة لنفسي:
أمارس العادة السرية بشراهة أكثر من مرة يوميا وكل يوم أقول سأتوقف عن ممارستها ولكن لا أستطيع وبعد أن أفعلها أشعر كأني (كلب) شهواني ليس لي إرادة وقبل أن أشرع في ممارستها أقول ربنا وله الشيطان ربنا وله الشيطان ربنا وله الشيطان وللأسف ينتصر الشيطان عليَ ويغلبني وأشعر بعدها كأني لا شيء.
وبالإضافة إلى العادة أدخل على النت كثيرا وأعمل شات مع البنات وأدخل في قصص غرامية وبمجرد أن أكلم البنت أبدأ في رسم أحلام وردية ومستقبلي معها وأعيش هذه الأحلام حتى في الحقيقة عندما أتكلم مع بنت في أي مكان أبدأ في رسم خيالات أني أحبها وهي تحبني وأعيش هذه الأحلام التي مع الوقت أشعر أنها أوهام ولكن لا أستطيع أن أوقف نفسي وفي علاقة من العلاقة الغرامية وصل بي الحال إلى العلاقة الجنسية الكاملة أكثر من مرة مع بنت واحدة وكنت بعد كل مرة تتم العلاقة أتعذب وأقول (أنا أفعل ذلك!!! كيف كيف) ومن يوم أن انقطعت علاقتي بهذه البنت منذ ما يقرب من 6 سنوات وأنا حتى الآن أتذكر تفاصيل علاقتي الجنسية معها بالتفاصيل وضميرى يؤنبني باستمرار على هذا ورغم ذلك أستمر في المعاصي والعادة السرية.
وبجانب ذلك إذا رأيت صديقين لي يجلسان أشعر كأنهم يتحدثون عني وعن سلوكي وشخصيتي ويذمون فيَ وإذا كنت جالس وسط أصدقائي وذهبت لأفعل شيء وأعود إليهم تمنيت لو أن بإمكاني أترك جهاز تسجيل بجانبهم لأعرف ما يقولوه عني عندما أرحل حتى أني في بعض الأوقات أدخل على النت بإيميل غير إيميلي وأتحدث مع أصحابي وأقول لهم أنا صديق فلان (اللي هو أنا) وأبدأ أسألهم عني ورأيهم فيَ.
وبجانب ذلك أيضا أشعر بتهافت رهيب للأفكار على مخي خصوصا قبل النوم وأنا على سريري (أفكار أفكار أفكار لدرجة أني أكاد أخبط رأسي في الحيط)، وعندما أريد أن أقوم بأي عمل فلا أرضى إلا بأن أتمه على أكمل وجه وإلا لا أفعله من الأساس كالمذاكرة مثلا والصلاة وعند شراء أي شيء وظهر بها عيب (يبدو للناس غير مؤثر) أقوم بإعادة المنتج إلى البائع لأني غير راضي عنه ومن هذه المواقف كثير مما يرهقني ويجعلني لا أقوم ببعض الأعمال خوفا مما قد يحدث، ودائما عندي قلق من المستقبل وما قد يحدث فيه سواء في حياتي أو دراستي وللأسف هذا القلق يمنعني من النوم أحيانا وأعيش مع هذا القلق كأنه حدث فعلا والذي يظهر لي بعد ذلك أنه كان قلق وهمي.
6- بالنسبة لتجاربي العلاجية:
ذهبت إلى 3 أطباء نفسيين الأول قال أن عندي اكتئاب ثنائي القطب وأعطاني دواء abilify-lustral-wellbutrin وقال لي أنني شخصية مثالية استمر على مثاليتك والطبيب الثاني عالجني بالكلام فقط ولم يكن يعطينى غير دواء psychodal ولكن الكلام لم يأتي بنتيجة والطبيب الثالث أعطاني apexidone-prianil-serpass-inderal-nootropil-arcaleon وكنت أمل من العلاج فأتركه ولا أذهب للطبيب وأنا الآن أتوجع أكثر من ذي قبل وأشعر بالانطواء والدونية وقلة الثقة بالنفس وأن ربي غضبان علي.
وبعد كل هذا لم أجد ملاذا لي بعد الله غير موقع مجانين والتحدث إليك يا دكتور وائل كأنك أبي والآن أنا أنتظر نصيحتك لي كإبن.
وآسف جدا على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
17/10/2013
رد المستشار
الابن العزيز "مجدي" أو "محمد" كما سميت نفسك في استشارتك الأولى ومتابعتها لمجانين، أهلا وسهلا بك واعلم أننا أيضًا تشرفنا ثقتك بنا...
تظهر سطورك الأخيرة أنك طرقت أبواب أكثر من طبيب نفساني ولم تحصل بعد على ما يرضيك من انتظام وتطبيع لحياتك وأدائك الدراسي وعلاقتك بربك... إلخ... وواضح كذلك أن الوسوسة بمفهومها الواسع مسئولة عن أغلب معاناتك وإن لم تكن التشخيص الوحيد مثلما أخمن من خلال ما أوردت من معلومات في استشاراتك الثلاثة.تود نصيحتي لك كواحد من أبنائي.... اسمع يا "مجدي" الدراسة في كلية الطب في بلادنا خاصة تستلزم قدرة الطلاب على حشد المعلومات وتحمل الكروب والعمل المستمر في مستوى محتمل من الكرب... وهذا الذي تحتاجه دراستك يصعب الوفاء به وأنت حائر غير قادر لا على الإنجاز بطريقتك ولا بطريقة زملائك... ولا أحسب والحال هكذا أنك تستطيع الاستغناء عن برنامج علاجي كامل بشقيه العقاري المتوازن والذي يصفه لك الطبيب الذي تختاره، والمعرفي السلوكي الذي تستطيع الحصول عليه إذا أحسنت التصفح والبحث على مجانين.. خاصة عن مفاهيم الكمالية والتنطع وكثيرة هي المشكلات التي تتطابق مع حالتك على الموقع.... كل هذا مهم وملح وعاجل لأنك طالب طب يستطيع أن يتفوق! رغم كل ما سبق فقط إذا وفق في الحصول على العلاج المتكامل المناسب.إذن نفذ ما نصحتك به أ.د رانيا الصاوي وواصل القراءة الممنهجة على مجانين لتجد الجانب المعرفي السلوكي، وعلى سبيل المثال لا الحصر ابدأ بــ:وتابعنا بالتطورات الطيبة.ويتبع >>>>>>>: كيف نحول الفشل الذريع لبصيص أمل؟ م. مستشار