الاقتراب من حافة الاضطراب م1
السلام عليكم؛
أنا صاحب الاستشارة التي كانت بعنوان "الاقتراب من حافة الاضطراب"، وأرسلت استشارة أخرى بعدها للدكتور محمد المهدي لمتابعة حالتي وقد كان هذا منذ ستة شهور على هذا الرابط، وها أنا أرسل اليوم الاستشارة الثالثة لأخبر طبيبي بحالتي ومدى التزامي بتوصياته.
تعلم يا دكتور أنني أعاني من اضطرابات التفضيل الجنسي والرهبة من التعامل مع الجنس الآخر، وقد نصحتني بأن أبتعد عن كل ما يثير بداخلي الميول غير السوية تجاه الجنس الآخر، وبالفعل نفذت ذلك، فلقد ابتعدت عن المشاهدة وممارسة الاستمناء مدة ستة شهور وأخبرتك بذلك، فنصحتني أن أنتظر ستة شهور أخرى لتأكيد التعافي، وها أنا قد أتممت سنة كاملة الآن بفضل الله في التعافي، فخلال هذه السنة أعانني الله سبحانه على عدم المشاهدة ولا الممارسة إطلاقاً، ولله الحمد على ذلك.
ونصحتني يا دكتور بالابتعاد عن كثرة التحليلات والتنظيرات والتقوقع حول الذات والاتجاه نحو النجاح في الحياة العملية والواقعية، وبالفعل قد نجحت ولله الحمد في دراستي وفي عملي، ونصحتني أيضاً بالذهاب إلى طبيب نفسي ليتابع حالتي ويساعدني على التخلص من آثار الحاجز النفسي تجاه الجنس الآخر وبخصوص هذه النقطة فأنا لم أذهب لأي طبيب لأنني كنت أتابع مع حضرتك شخصياً في العيادة عام 2012 لكنني لم أستطع المواصلة بسبب ظروف مادية، وفضلت أن أكمل مع حضرتك هنا في موقع مجانين.
وأود أن أخبرك الآن بشعوري وببعض ملاحظاتي:
- أشعر أن رغبتي تجاه الممارسة الطبيعية (الجماع) تزيد زيادة ملحوظة، ففي كثير من الأوقات أصبحت تخيلاتي متجهة نحو الجماع، وأستطيع الآن أن أجزم أنني قادر تماماً على ممارسة جماع عميق بشكل كامل، ولكن برغم ذلك فإن لحظة واحدة تباغتني فيها التخيلات غير السوية (الفيتشية والماسوشية) تبين مدى أصالة تلك الأحاسيس داخل مخيلتي، فرغم أن التفكير في الجماع يزيد ويتعمق إلا أن التفكير في الممارسات الأخرى لا زال يحتفظ برغم ذلك بقوته ومكانه الأصيل داخل خيالي وتجدر الإشارة هنا إلى أن الانتصاب أثناء التفكير في الأشياء غير السوية يكون أقوى واستجابته أسرع برغم أنّ أوقاته نادرة بسبب أني لم أعد أسمح لنفسي بالتمادي في هذه التخيلات أساساً عندما تهاجمني.
- الشيء الآخر أنني اكتشفت أنني أثار أيضاً من الوضع العكسي الذي يكون فيه الذكر هو السادي والأنثى هي الماسوشية، فأنا حتى عندما أتخيل نفسي في الجماع أشعر برغبة في أن أكون سادياً تجاه زوجتي بدرجة ما حتى أصل إلى استمتاعي الكامل بها.
- ويبدو لي أن علاقتي المتوترة اجتماعياً مع الأنثى هي سبب كل هذا الارتباك، فأنا شخص انطوائي في الأساس ولا أجيد تكوين علاقات اجتماعية عميقة خصوصاً مع البنات أو النساء، وهذا هو الذي يجعلني خائفاً من المواجهة، ولعل هذا الخوف هو السبب دائماً في اتجاهي نحو الأشياء وليس نحو الأشخاص، فالتعلق بشيء يخص المرأة (القدم، الحذاء، الملابس) وجعله مثاراً للشهوة هو بالتأكيد أسهل لي من المواجهة الصريحة مع المرأة نفسها والمتمثلة في الجماع وهذا تفسير أرجحه للحالة الفيتشية التي عندي، كما أن الماسوشية سببها أيضاً عدم النجاح في الماضي في اجتذاب الإناث بسبب ضعفي الاجتماعي وسماع بعض التعليقات الساخرة على شخصيتي من الفتيات.
- لذلك أرى أن العلاج يتمثل في سماع المديح الكثير من الأنثى، وهذه ملحوظة بالغة الأهمية، وبالمناسبة قد كان لي علاقة عاطفية منذ عام كانت فيها محبوبتي تقدرني وتعاملني بإجلال وتعتبرني قدوة لها، وهذا جعلني أشعر بسعادة وجعلني أتجه للتفكير نحو الجماع بازدياد ملحوظ منذ ذلك الحين.
- شيء آخر لاحظته وهو أنني أتجه دائماً للأطراف أكثر من المركز، فحتى عندما أقرأ الجرائد لا أستطيع مقاومة الرغبة في قراءة الصفحة الأخيرة أولاً ثم العودة تنازلياً إلى أول صفحة من الجريدة، نفس الشيء عند قراءتي للكتب: أشعر بولع لقراءة نهاية الكتاب قبل بدايته، وهكذا في أي شيء، وربما كان هذا السلوك الغريب يفسر أيضاً لماذا تثيرني أقدام المرأة قبل أي شيء آخر فمرة أخرى هنا التفكير في الأطراف قبل الدخول متجهاً نحو المركز، وبما أننا نتكلم عن حالة الولع بالأطراف فإننا نستطيع أن نذكر أيضاً كف يد المرأة وأصابعها بما أنهم يمثلون طرفاً آخر من أطرافها، وقد لاحظت أنني مولع أيضاً بكف المرأة وتقبيله لنفس السبب وهو أنه يمثل طرفها وليس مركزها، وربما لو كان هناك رداء للكف لنشأت الرغبة في تقديسه تماماً كتقديس رداء القدم (الحذاء)، ففي كل الأحوال هناك ولع بالأطراف وميل لها.
- ملاحظة أخرى هي أنني في الجماع أحب أن أرى زوجتي أيضاً متعلقة بشيء يخصني أكثر من تعلقها بي أنا شخصياً، وأحب أيضاً أن أراها خاضعة لهذا الشيء ومتذللة له، وهذا يفسر الانتصاب القوي الذي أشعر به عندما أتخيل زوجة المستقبل تقوم بمداعبة عضوي وخدمته، وأنا آسف أنني أقوم بوصف هذه الأشياء لكني مضطر حتى أوضح أنّ مسألة التعلق بالأشياء هي سبب المشكلة فأنا عندما أشعر بضعف نفسي أتعلق بقدم المرأة أما عندما أشعر بقوة نفسية أريد أن تتعلق المرأة بقضيبي، وفي كلا الحالتين هو تعبير عن هروبي من المواجهة الصريحة والاكتفاء بالالتقاء عبر الوسيط (القدم عند المرأة والقضيب عندي كرجُل) ولعل تقديس قدم المرأة هنا هو تعبير عكسي عن تقديس القضيب عند الرجُل، فالمرأة لا تمتلك قضيباً لذلك كان الحل هو استبداله بالقدم مجازياً، ولعب الدور العكسي بأن تكون المرأة هي الفاعلة (بقدمها) والرجُل هو المفعول به في حالة أن يكون الرجُل هو الماسوشي.
- الوسواس القهري أيضاً ربما يكون له دور قوي في حالتي، ففي كثير من الأحيان أشعر أنّ تخيلاتي غير السوية تصرّ على مهاجمتي برغم رفضي لها، وكأنّ شيئاً يحاول إقناعي بأنني غير سوي كلما حاولتُ أن أكون سوياً، كما أنّ الانتصاب يحدث عندي بسبب أي انفعال نفسي وليس فقط الانفعالات الجنسية، وهذا شيء غريب وهو سبب من أسباب المشكلة، فقد لاحظتُ ارتباط الانتصاب عندي مثلاً بشعور الفرحة وأحياناً بشعور الخوف وأحياناً برؤية أشياء ليس لها علاقة بالجنس أصلاً كأن أرى شيء معين من الجمادات فيحدث لي انتصاب، ليس لأنه يثيرني جنسياً وإنما لأنّ رؤية هذا الجماد ارتبط عندي بالانتصاب فأصبحت رؤيته كل مرة تسبب لي الانتصاب بالقهر والإجبار، وهذا هو نفس الشيء الذي يحدث لي مع الفيتشية والماسوشية فأنا أشعر أنّ قضيبي مُجبَر إجباراً على الانتصاب مع هذه الأشياء برغم أن عقلي لا يقتنع ولا يرغب في هذه الأشياء، ربما يكون هناك خلل في كيمياء الدماغ هو المتسبب في حدوث الانتصاب عندي في غير موضعه ورغماً عني.
- أحياناً أشعر أن الفيديوهات التي شاهدتها على النت هي سبب كل المشكلة التي أعيشها الآن، فقبل مشاهدتي لها لم أشعر بأية ميول غير سوية إلا فيما ندر، وربما هذه الفيديوهات هي السبب في تخزين عدد كبير من الصور والخيالات القبيحة داخل عقلي الباطن، فهذه الصور المخزنة هي التي تهاجمني بين الحين والآخَر وتسبب لي انتصاباً لاإرادياً، أما الحياة في الواقع نفسه فلا تثير عندي أية خيالات في حد ذاتها.. فما هو السبيل لإماتة تأثير المشاهد الإنترنتية المخزنة داخل دماغي؟
- التفسير الأخير لحالتي ولكل حالات الميول غير السوية عموماً هو المس الشيطاني، فأنا كإنسان متدين أؤمن جداً بالسحر والمس، وأنا أعلم أنني مسحور منذ فترة طويلة، وأرى أنّ الشيطان هو المسؤول المباشر عن انتكاس الفطرة عند البشر، وفي حالة المس أو السحر فإن هذا الشيطان يمتلك قدرة أكبر في التلاعب بأعصاب ومخ الإنسان المريض حتى تصبح الإثارة الجنسية عند المريض غير طبيعية أي تأتي استجابة لتخيلات غير سوية.
كما أنّ العصر الذي نعيش فيه وهو عصر أمريكي صهيوني بامتياز مسؤول عن انتكاس الفطرة في هذه الأشياء، فالماسونية تهدف إلى تدمير المقاومة الروحية للبشر وإخضاعهم لسلطان إبليس، وإبليس يهمه ألا يزيد عدد البشر لأنهم أعداؤه، وأحد وسائله لذلك هي تقليل نسلهم، وأعتقد أن إصابة الرجال بالميول غير السوية وعدم اتجاههم للجماع هو الوسيلة الأفضل لتحقيق ذلك وهذه الرؤية الشاملة لعصرنا وهيمنة الشيطان على العالم باسم أمريكا تعطيني تفسيراً مريحاً جداً لكل هذه التصرفات والسلوكيات غير السوية التي أصبح عدد كبير من البشر مُصاباً بها في تصوراته الجنسية.
أسئلتي الآن يا دكتور:
- ما رأيك في تحليلاتي؟ وهل توافق عندكم تفسيراً علمياً صحيحاً؟
- قد لاحظت أن المرأة السادية عند ممارستها لساديتها تكون مضطربة، وهذا يجعلها تهون في نظري فهي في النهاية تفعل ذلك ليس لأنها قوية كما يصوّر لي عقلي الباطن وإنما تفعله لأنها ببساطة مختلة عصبياً، فهل يمكن أن تساعدني يا دكتور في إعطائي تفسيراً علمياً للسلوك السادي عند بعض النساء؟ فهذا سيريحني في العلاج، فالتفسيرات العلمية هي التي ستنير لي طريقي الآن، الإرادة القوية الآن في العلاج لا تنقصني لأنني ولله الحمد أتممت سنة في التعافي، لكن التفسيرات العلمية أو التحليلات هي التي أحتاجها الآن لحالتي فأنا إنسان فيلسوف وأحب معالجة كل مشكلة عن طريق التحليل وليس فقط بالإرادة والعزيمة القوية.
- وأيضاً سؤالي الأساسي مرة أخرى: هل الوقت مناسب الآن للزواج؟
وهل يمكن الاعتماد بشكل أساسي في العلاج على خاصية التدين التي أملكها؟ فقد لاحظتُ أنني في الأوقات التي يزداد فيها اقترابي من الله تتحسن نفسيتي وتتجه مشاعري نحو الفطرة (الرغبة في الجماع) والعكس صحيح في حالة الابتعاد عن الله.
- وهل يمكن أن أصارح خطيبتي بحالتي وباحتياجي لكثرة سماع المديح منها في التعامل (كنوع من العلاج ورفع الثقة بالذات) أم تنصحني بعدم إخبارها من الأساس؟
وشكراً جداً لمتابعتكم واهتمامكم.
31/10/2013
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع ثانية وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
إبداء الرأي حول تحليلاتك لا فائدة علاجية منه بصراحة وليس من الإنصاف أن أحكم عليها نصحك الزميل الدكتور محمد المهدي بالابتعاد عن التحليلات وكان محقاً في ذلك السبب في ذلك يعود إلى تقييمه للاستراتيجيات الدفاعية التي تلجأ إليها لمواجهة مشاكلك النفسية.
يحمل الإنسان معه بعض المتناقضات بسبب ظروف اجتماعية واقتصادية وتعليمية الكثير من الأفراد الذين يشكون من الخطل الجنسي عبر موقعنا لديهم احتياجات جنسية ناقصة ولا قدرة لهم على تلبيتها وليس هناك في المجتمع أبواب مفتوحة أمامهم الأبواب مغلقة بشمع أحمر تنصح بالصبر الذي لا نهاية له أحياناً هذا هو التضارب والأزمة.
يتوجه الفرد بعد ذلك نحو الإنترنت حيث لا وجود للأبواب المغلقة والشمع الأحمر على العكس من ذلك ترى الجهات الحكومية لا تبذل أي جهد لحجب هذه المواقع على عكس المواقع الفكرية والمعارضة فتراها تتعرض للحجب بين ليلة وضحاها هذه المواقع الإباحية لا تسد احتياجات ناقصة وإنما على العكس من ذلك يبدأ الإنسان برسم احتياجات جديدة خيالية تتناسب مع المواقع نفسها.
يدخل الفرد بعدها في حلقة مفرغة لا يستطيع الخروج منها.
هذه هي حالتك ببساطة ولكن أزمة الإنسان لا تنتهي بسرعة ويستمر التضارب الفكري والعاطفي في داخله, يتفاعل الإنسان مع الأزمات بعدة طرق ولكنك تكثر من التعقل وتحليل الأزمات فكرياً كما هو موضح بالرسم أعلاه:
كما تلاحظ فأنت استعمالك للتعقل وتحليل الأزمات ربما يتجاوز العتبة التي تفصل ما بين هو صحي ومرضي أحياناً ولذلك ترى مصدر نصيحة الدكتور محمد المهدي.
بعبارة أخرى يمكن القول أن تحليلك للأزمات وتفسيرها يعادل حلها والسيطرة عليها لا ضرر من استعمال مثل هذه العملية الدفاعية في تجاوز أزمتك الحالية ولكن اللجوء إليها بكثرة مستقبلاً لحل أزمات مهنية وزوجية، وغير ذلك قد يسبب لك بعض المشاكل الشخصية والعاطفية تشكل لديك نظاما عقائديا خاصا بك، ولكن لا تتوقع أن يشاركك الرأي فيه الكثير من البشر ومنهم زوجة المستقبل.
التوصيات
٠ رغم ما قلته أعلاه فإن النمط الاجتماعي للأفراد الذين يستعملون السلوك الدفاعي يتصف بالهدوء والتفاعل الاجتماعي السليم على ضوء ذلك أقول لك: توكل على الله وتزوج ولكن لا داعي للحديث مع خطيبتك عن الماضي وذكرياته استمع لها أولاً وستستمع لك.
٠ لا تشغل نفسك برأي الآخرين وأنا منهم حول تحليلاتك فهي محايدة على أقل تقدير.
توكل على الله.
ويتبع>>>>>>>: الاقتراب من حافة الاضطراب م3
التعليق: قرأت ردك يا دكتور سداد، وأفادني كثيراً لا سيما الرسم التوضيحي، ولفت نظري أنّ كثرة لجوئي إلى المنطق الجاف في تحليل الموضوعات يسبب لي بالفعل كثيراً من المشاكل في عملي وعلاقاتي الاجتماعية حتى أنّ زميلي في العمل قال لي ذات مرة:
"أنت لا تتعامل مع الواقع كما هو وتصرّ على استخدام المنطق وهذا الذي يتعبك" .. لذلك ملاحظتك هذه صحيحة جداً يا دكتور، وسأحاول تغيير نفسي إن شاء الله برغم أنّ هذا التغيير سيكون شاقاً ..
وبخصوص وصيتك لي بأن أتوكل على الله وأتزوج فقد شجعتني كثيراً .. ويبدو أنه آن الأوان بالفعل لبدء هذا التحدي، والله المُستعان .. جزاك الله عني خيراً دكتور سداد، والسلام