ماذا يحدث لي
أنا متزوجة ولي بنتان زوجي جيد معي لكن هذه الأيام يحدث لي شيء يصعب علي تفسيره ولكن هو أن تأتيني لحظات أشعر بنفسي ألاحظ الأشياء التي حولي وألاحظ نفسي أي كيف أتحرك وكيف أمشي حتى ينتابني قليلٌ من الخوف وتصبح جفوني ترف وأشعر نواخس في رأسي من الخلف قليلة وليست شديدة، والملاحظة هي كفكرة تأتي ولا ألقي لها بالا أحاول أن أتغاضى بالانشغال، والفكرة هي الملاحظة والتدقيق وأشعر أني أريد أن أبكي وقبل هذه الحالة كنت عصبية كثيرا ولكن أثناء الحالة أشعر أني هادئة جدا، حتى أني منذ صغري أجد صعوبة في البلع أثناء الأكل أو الشرب تجدني آكل أو أشرب بتريث، أخاف من أن أختنق، ولكن في أثناء هذه الحالة أصبحت الأمور عادية.
1- لا يوجد لدي قلق
2- ليست لدي أفكار قهرية
3- الوزن 62 فقدت كيلو واحد، الطول 57 متر
هذه الأعراض كانت عندي قديمة في سنة 1996 و1997 بنسبة بسيطة جدا تأتيني بعد صلاة المغرب والعشاء وتختفي، ثم اختفت الحالة تماما ولم تعد لي إلا هذه الأيام من سنة 2013 منذ تاريخ 23 -11إلى تحرير هذا الطلب.
06/12/2013
رد المستشار
لم توضحي بما يكفي يا أخت "مرامي" نوع المشاعر التي تنتابك حين تلاحظين نفسك والأشياء من حولك وأشرت فقط إلى "قليلٍ من الخوف وجفون ترف ونواخس في الرأس من الخلف قليلة وليست شديدة" لم توضحي من أي شيء ينتج الخوف؟ هل تستغربين ملاحظتك أو إحساسك بحركتك أو كلامك أو مشيتك ثم تخافين ذلك الإحساس؟ أم تستغربين ملاحظتك ثم إحساسك بما حولك ثم تخافين ذلك الإحساس؟ أم تستغربين وعيك الإضافي بنفسك كملاحظة لما لم تكوني تلاحظين من قبل في نفسك أو ما حولك، ثم تخافين ذلك الإحساس؟
لحظات من الانفصال هي تلك التي تصفين نسميها عرض اختلال الإنية/تبدل الواقع.. والحمد لله أنها لحظات عرضية قليلة فهو شعور مرعب وصادم في كثير من الأحيان ويظهر لنا من خلال الممارسة العملية مع المرضى أنها أحيانا تكون خبرة عابرة لا تترك أثرا كبيرا وأحيانا تكون كنقطة البداية أو بمثابة البوابة لبعض من اضطرابات القلق كالهلع والوسواس القهري وربما نوعا من الرهاب أو حتى الذهان ويعتمد ذلك على عوامل عدة متفاعلة في الشخص تهيئ لاضطراب ما... إلا أن المسألة معك كما توحي السطور -والحمد لله- بسيطة وعابرة، فأنت تقولين: "لا يوجد لدي قلق،... ليست لدي أفكار قهرية".
المشكلة أن كلامك هذا لا يبدو منسجما لا مع ما سبقه ولا مع ما تلاه من سطور، فطريقة كتابة الاستشارة نفسها تنم عن القلق والتدقيق، والاستجابة الإنساني المعتادة للحظات الانفصال واختلال الإنية هي الخوف والقلق، وما تصفينه بقولك: (حتى أني منذ صغري أجد صعوبة في البلع أثناء الأكل أو الشرب تجدني آكل أو أشرب بتريث أخاف من أن أختنق) يعبر أيضًا وبوضوح عن معاناة طويلة مع القلق والمخاوف منذ الطفولة وربما الوسواس القهري... وليس واضحا معنى قولك (ولكن في أثناء هذه الحالة أصبحت الأمور عادية) ؟
هناك أيضًا ما يمكن أن يفسر هذا النص الذي أرسلته وهو أن يكون تعبيرا عن شكل من أشكال الوساوس الحسية الجسدية Somatosensory Obsessions والخارجسدية Extracorporeal Sensory Obsessions ، كما يظهر من قولك: (أشعر بنفسي ألاحظ الأشياء التي حولي وألاحظ نفسي أي كيف أتحرك وكيف أمشي) فمريض هذا النوع من الوسواس يتورط في الانشغال المزعج بالعمليات الفسيولوجية الجسدية أو الأحاسيس الجسدية الطبيعية، وقريبا من حالتك –التي تحسنت- ما يسمى بالعامية "وسواس البلع" وفيه يوسوس الشخص بأن عليه ملاحظة إحساسه أثناء البلع ويخشى الاختناق، وكذلك وسواس المشي أو الكلام حيث يوسوس الشخص بمراقبة أو بأن عليه مراقبة نفسه أثناء المشي أو الحكي...إلخ.
وغالبا ما تكون الخبرة سابقة الوصف مزعجة ومصدرا لكثير من القلق والخوف بما يدفع الشخص إلى محاولة التلهي عنها وتحاشيها، وهو ما تصفين بقولك: (فكرة تأتي ولا ألقي لها بالا أحاول أن أتغاضى بالانشغال)... وهو أيضًا ما يوقع المريض في شراك الفكرة أكثر فكلما حاول الهرب منها زادت ضراوتها، وعلى نفس هذه النقطة يقوم البناء العلاجي المعرفي السلوكي لهذه الحالة حيث يتم تدريب المريض على التعرض للخبرة الحسية بدلا من الهرب منها، أي التدريب على تكثيف الملاحظة للعملية الجسدية أو الخبرة الحسية المخشية بدلا من تحاشي الملاحظة خوفا منها، وسوف نكتب عن هذا النوع من الوسواس وعلاجه قريبا على مجانين.
إن لم تكوني يا أخت "مرامي" تحاولين تخفيف الأعراض -خوفا من أن نطلب منك زيارة طبيب نفساني- فحالتك عابرة وبسيطة وكلها لحظات، وأما إن كان الأمر محاولة للمكافحة الشخصية للقلق بإنكار وجوده فإنا نذكر بأن المكافحة الشخصية للقلق كثيرا ما تخدع وأن عليك التواصل مع الخبراء بشكل أكثر وضوحا وتفصيلا... وأخيرا شكرا لك وتابعينا بأخبارك.
التعليق: السيدة مرامي، تجنبي المصطلحات الطبية أو النفسية فبعضها أو معظمها هراء قي هراء.
"ولا ألقي لها بالا أحاول أن أتغاضى بالانشغال" هو الحل.
اهتمي بحياتك.
انشغلي بكل ما تستمتعين به.
ولك التوفيق.