الخوف من العدوى بمرض خطير والخوف من الخرابيش..!؟
الدكتور المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية أنا إنسان متزوج وسافرت إلى إحدى الدول العربية وزوجتي وأولادي ليسوا معي، وهناك تم الخطأ مع إحدى الفتيات في الملاهي الليلية وأصبت بشك بعد ذلك في كوني مريض بمرض خطير مثل الإيدز.
بعد ثلاثة أشهر ذهبت لإجراء التحاليل وذلك لطمأنة نفسي التي كانت شديدة القلق والنتائج والحمد لله كانت سليمة ولكن العرض زال وأصبحت أكثر حيوية ونشاط مع ترددي على الملاهي الليلية، مع الإصرار من داخلي على عدم الوقوع في الذنب ولا الخطأ مرة أخرى، حتى جاءت فتاة بعد ذلك وقبلتني، رجعت مرة أخرى أوسوس وقلقت، وقررت بأنني لا بد من أن لا يلمسني أحد، حتى لا أذهب مرة أخرى إلى مركز التحاليل لكي أطمئن نفسي بأنني لم أصب بأي شيء أو عدم أصابتي بعدوى، والحمد لله على النتائج.
وكررت فعل ذلك 4 مرات إني أذهب لمركز التحاليل، حتى دخل في تفكيري بعدم اللمس لأي إنسان خوفا من أن يجرحني بأظافره أو (يخربشني) والخوف الأكثر من أي إنسان لا أعرفه وبالذات إذا كان إنسان غير ذي خلق أو فتاة غير محترمة (حتى أصبحت جميع ملابسي عبارة عن قمصان بكم وهذا للحفاظ على ذراعي).
مشكلتي هو أني أخاف من أي خربوش حتى ولو كان صغيرا جدا جدا بيدي أو أي إنسان ممكن أن يسلم علي بطريقة عشوائية أحس أنه سوف يحدث لي شيء من أظافره مع العلم أنني من حوالي سنة ماضية كنت كثير الذهاب إلى الأطباء وخاصة طبيب الجلدية والتناسلية ولكن الحمد لله سيطرت على هذا الموقف وعودت نفسي أن أتحمل القلق بدون الذهاب إلى الطبيب.
وحالتي هذه من حوالي عامين من ديسمبر 2011 ولكن أنا أريد أن أبعد عن ذهني موضوع الخوف من التعامل مع أي إنسان لأنه ارتبط في ذهني أن خربوشا ممكن يؤذيني مع أني عارف أن هذا ليس بمعقول وأنا بحاول أتطلع على محاضرات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية وقبل الختام أنا قررت بأنني لا أريد أيضا الذهاب إلى مركز التحاليل لكي أطئمن على نفسي،
ولكن الطلب الذي أريده كيف أكون إنسانا غير قلوق ولا خائف من هذه المخاوف...
أرجو المساعدة
22/12/2013
رد المستشار
حمدا لله على أول مرة تأخذ الطريق الصحيح لتفهم وتحاول بصدق التخلص من معاناتك المريرة التي التهمت من عمرك سنوات!، فأنت واقع بجدارة في مرض من أشهر الأمراض النفسية في مجتمعنا العربي والذي يعرف "بالوسواس القهري"، ولم أعد أتصور أن هناك من لا يسمع عنه، أو استشعره بل وسماه بالوسوسة ولو خطأ، والوسواس القهري ببساطة شديدة أرجو ألا تكون محلاة عبارة عن فكرة تخرج من رأس صاحبها وحده تظل في حالة "زن" ولا يتمكن الشخص من إخراجها من رأسه رغم أنه يراها تافهة، أو غير منطقية، ولكن نظرا لقهرها له وزنها الشرس يتصور الشخص أنه إن تمكن من الاستجابة لسخافة تلك الفكرة سيرتاح وينهي المسألة، فينتقل من مرحلة التفكير القهري لمرحلة الفعل القهري؛ أي يستجيب للفكرة الغير منطقية، أو السخيفة حتى ينهيها فيفعل ما "تزن" عليه بها ولكنه سرعان ما يكتشف أنها لم تزدد إلا شراسة!،
ويظل محاصرا في داخل الدائرة التي أغلقت عليه فيشعر بأنه منهك ذهنيا ونفسيا ولا يستطيع الخروج فيصاب بالاكتئاب والحزن، فيجتمع عليه الصديقان الحميمان الوسواس القهري والاكتئاب، والحقيقة أن الوسواس القهري يعتبر النسخة المخففة من القلق المرضي؛ فالأصل أن القلق الذي يزداد عند شخص ما عن المعدل المقبول لدى البشر فيتحول لقلقا مرضيا لا يستطيع الجهاز النفسي تحمل وطأة أعراضه وآثاره فيقوم الجهاز النفسي بمحاولة لتخفيف تلك الأعراض والآثار بالكثير من الميكانيزمات وغيره؛ فيجعل الوسواس القهري في المقدمة لأنه يتحمله أكثر ليصبح القلق المرضي في الخلفية؛ إذن حقيقة الأمر أنك تعاني من قلقا مرضيا وتم التعبير عنه في شكل وسواس قهري، والوسواس القهري مرض يتقنع وينتقل من مساحة لمساحة ومن شكل لشكل؛ وهو ليس إطلاقا وسوسة شيطان ولكنه مرض يحتاج لعلاج؛
والحمد لله أن علاج الوسواس القهري تطور كثيرا، وصارت أدويته تحقق نتائج مذهلة تصل نسبة الشفاء فيه لـ 100% حين يلتزم المريض بالعلاج كيفا وكما حسب ما سيشير الطبيب، والحمد لله مرة أخرى أن أدوية الوسواس القهري تعالج في نفس الوقت الاكتئاب الذي يظهر في حالة غم ونكد عام، وعدم الإحساس بطعم للحياة، واضطراب في النوم والشهية، والإحساس بالدونية وعدم الرغبة في القيام بشيء، فقط أريد أن أترك لك رسالتين، الأولى أنك ضعيف أمام شهوتك؛ فلتفكر كيف ستتفادى الوقوع في براثنها بطرق غير ما حرم الله تعالى، فالزنا كبيرة من الكبائر وحد من حدود الله الغليظة؛ لا يمكن تخطيها إلا بالتوبة والتفكير في كيفية تفاديها حتى لو غيرت شكل حياتك الحالية.
والرسالة الثانية؛ أننا وجدنا أن معظم من يقعون فريسة الوسواس القهري يكون لديهم هذا الاستعداد في بنائهم النفسي والوجداني والوراثي، ووجود ضغوط نفسية، أو غيره من العوامل المرسبة تجعل الوسواس القهري "تحت الطلب"، فأرجو أن تجعل علاجك متكاملا يجمع بين الدواء وعلاج الأفكار واكتساب سلوكيات جديدة وغيره من خطط العلاج المتكامل التي ستجدها عند الطبيب النفساني الذي يتعامل بمدرسة العلاج النفسي السلوكي، وإن تعذر عليك الوصول له؛ فلتتواصل معه في الجزء الدوائي بالجرعة والمدة التي يقرها لك ولتبحث في الإنترنت على تلك التدريبات السلوكية والمعرفية فهي موجودة بفضل الله،
وأترك لك المزيد من الروابط التي تحدثت عن الوسواس القهري ومخافة الإصابة بالإيدز باستفاضة وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
بعد الحمام الراقي : خائف من الإيدز
رهاب الإيدز وبراءة الطفولة
وسواس قوي عن الإيدز! مشاركة
الإيدز: وسواس فتاك
ع.م.س لوسواس المرض منع الانتكاس