القناعات الوسواسية : من لا يعرف يقول فصام! م
سلام عليكم؛ أنا صاحب استشارة (القناعات الوسواسية : من لا يعرف يقول فصام!)، شكرا لك دكتور جواد على الرد وتشخيص حالتي.
أعجبني جدا عنوان المشكلة وهو يعكس مدى قلة خبرة بعض الأطباء في الشرق الأوسط. بالنسبة للقناعات الوسواسية:
1- قرأت مقالة لدكتور وائل أبو هنيدي بعنوان التفكير السحري (الخرافي) في الموسوسين وقد أفادتني كثيرا في فهم حالتي لأنها تحتوي على حالات مشابهة لحالاتي.
مثال :-أذكر واحدا من مرضاي الموسوسين كان يصر على أن التزامه بارتداء جاكت من الصوف في قيظ الصيف هو الضمان الوحيد لكي لا تصاب ابنته الموجودة مع زوجها في إحدى دول الخليج بالتهاب رئوي!!
2- بالنسبة لقضية نهيق الحمار من حقي أن أسأل، لماذا يصدر الحمار نهيق عندما يراني؟
هل يوجد طرف ثالث اللي هو الجن مثلا؟
لماذا هذه الظاهرة تحدث معي أنا شخصيا؟
لماذا هذه الظاهرة تلازمني منذ الصغر وحتى الآن؟
هل يوجد مايسمى بالقرين وما الدليل على وجوده؟
وغيرها من الأسئلة المحيرة حول هذه الظاهرة
على الرغم من أني لا أؤمن في الغيبيات ولكن هذه الظاهرة تجعلني مشلولا، ربما سأتصل بأحد الشيوخ لعلي أستطيع معرفة سبب هذه الظاهرة.
أعتقد حضرتك لو أنت كنت صديقي وكنت تخرج معي يوميا ستلاحظ ارتباط نهيق الحمار بوجودي!!
أتمنى منك يادكتور جواد التركيز على هذه الظاهرة التي تشغل حيز من تفكيري.
بالنسبة للدين:
تجاهي إلى اللادينية ناتج عن دراسة الأديان والمذاهب الفكرية وليس من يوم وليلة أصبحت لاديني، معظم العلماء في الغرب وبعض الجامعات العربية لادينين، سبب أنني أصبحت لاديني بأنني قرأت عن نظرية التطور ونظرية الانفجار العظيم وغيرها من الأمور التي لا داعي لذكرها (ده نقد للدكتور الذي شخص حالتي على أنها فصام)
الاكتئاب:
الحالة العاطفية (فراغ عاطفي): لا توجد لدي أي تجارب عاطفية سابقة بالرغم من رغبتي في إقامة علاقة حب تقوم على الاحترام وبالرغم من أني أحب الأدب الرومانسي خاصة آداب نزار قباني إلا أن المحصلة تساوي صفر (الخجل من الجنس الآخر أو ربما البحث عن فتاة تعرف معنى الحب, مثقفة, تعشق الشعر تعشق حتى الغزل الصريح, لها آراء سياسية, جميلة)
بعض البنات حاولوا إقامة علاقة معي ولكني كنت أرفض بطريقة ما تؤدي إلى النفور
الثورة: تحول الربيع العربي إلى خريف ما بين متشددين دينين يريدون أن يحولوا الدولة إلى همجستان وإلى عسكر لا يهمهم إلا مصالحهم التي تتمثل في الامتيازات التي يحصلون والذي يقتل إما أن يكونوا (عساكر بسطاء أو مواطنين مؤيدين لفكرة معينة كطلاب الإخوان أو بعض المواطنين الذين ليس لهم ذنب)
سبب من أسباب اكتئابي:
العزلة: أصبحت في حالة عزلة غريبة لا أرغب في الخروج من البيت نهائيا, يائس من الحياة, أنظر إلى الدنيا نظرة سوداوية, أشعر بأنه لا يوجد عدل في هذه الدنيا وأنها عبارة عن عشوائية
سنين من عمري تضيع يفترض أنها من أجمل أيام حياتي ولكنها من أتعس أيام حياتي لم أتصور أنني من الممكن أن أصل لهذه الدرجة من الاكتئاب
أوقات أكون سعيد جدا، فهل أنا مصاب باضطراب ثنائي القطبية؟
لدي عدة أسئلة أود طرحها على حضرتك، هل من الممكن أن تتحول القناعات الوسواسية إلى أوهام؟
كيف أتخلص من اكتئابي فكرة الانتحار أصبحت في ذهني طوال الوقت؟
أنا آسف على طول سرد المشكلة
تقبل اعتذاري
30/01/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع مرة ثانية وسأجيب على الأسئلة المطروحة:
1- القناعات الوسواسية أحياناً قد تتحول إلى أوهام في رأي البعض. هناك العديد من الفعاليات التي يجب البحث عنها والتمسك بها بدلاً من التفكير السحري. التفكير السحري بحد ذاته ليس من أعراض الاضطرابات العقلية ولكن تراه يصبح متأصلاً في شخصيات انعزالية لفترة طويلة.
يشك الطبيب النفسي في وجود اضطراب عقلي مثل الوسواس القهري أو الفصام ولكن متابعة الحالة لفترة طويلة لا تكشف عن تطور الحالة أو ظهور أعراض طبية نفسية ويبقى التشخيص ثابتاً ويتم منح لقب اضطراب الشخصية للفرد. متابعة بعض هذه الحالات لفترة تزيد على العشرين عاماً لا تكشف عن أعراض جديدة أو اضطراب عقلي واضح ولكن من المؤسف أن عملية التطور الاجتماعية لا تتحسن ومن هنا يأتي التحذير لك من التمسك بهذه المعتقدات الوسواسية وضرورة التخلص منها بعد العثور على نشاطات اجتماعية وفكرية أخرى.
2- لكن هناك أيضا حالة اختفاء التفكير السحري بعد أعوام وبصورة سريعة ويجد الإنسان نفسه بدون صاحبه بين ليلة وضحاها. هذا لا يعني دخول الفرد في عملية تطور اجتماعي ويشعر الإنسان بأنه لا يستطيع البحث عن موعد جديد لبداية رحلة التطور. كلما ازداد عدد السنوات التي يقضيها الإنسان مشغولاً بالتفكير السحري كلما تضائل الأمل في انتقاله إلى مرحلة تطور اجتماعية.
3- أما التخلص من الاكتئاب والأفكار الانتحارية فهذا يستدعي مراجعة طبيب في الصحة النفسية. لا بديل لذلك.
4- إذا عثرت على من تحبها أو عثرت عليك من تحبك فتمسك بها فهذه العلاقات خير وقاية وعلاج لاكتئاب البشر.
دع الربيع العربي والانتماء الديني جانباً هذه الأيام وحاول التركيز على حالتك النفسية فقط.
وفقك الله.
ويتبع>>>>: القناعات الوسواسية : من لا يعرف يقول فصام! م1