سؤالي هو عن الوسوسة في الوضوء
يا شيخ أنا عندي وسوسة في تكبيرة الإحرام لا أستطيع أن أكبر مباشرة منذ وقوفي لا إنما أقف مدة طويلة غير مستطيعة للتكبير مباشرة.
كذلك الوضوء لا أستطيع أن أسمي من أول ما أقف أحس وضوئي سينتقض؟
أرجوك أرشدني ولا تهمل رسالتي؟
3/1/2014
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا أختنا الكريمة؛
تأخرك في التكبيرة عائد إلى أنك تحاولين التركيز واستجماع الذهن لتحققي شيئًا ما، تعتقدين أنك لا تحسنين أداءه على النحو المطلوب وأنه صعب جدًا (النية.. أو تحري مقارنتها للتكبير..، أو محاولة لإخراج الأحرف جميعها كما ينبغي عند التكبير، أو بانتظار الخشوع، الخ...).
ثم كلما ازداد عدد الصلوات التي تتأخرين فيها عن التكبير، ازددتِ اقتناعًا بأنكِ ستتأخرين في بدء الصلاة التي تقدمين عليها كما تأخرت في سابقتها...، فينضم إلى الأسباب السابقة القلق والرعب الذي يؤخر التكبير أكثر فأكثر!!!
الدواء الوحيد هو عدم الأخذ والرد في فكرة أن التكبير لم يكمل... وذلك بأن تذكري نفسك أن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأن الله سبحانه يقبل منك التكبير وإن لم يكن كما تريدين تمامًا، لأنك لا تستطيعين أن تؤديه أفضل مما تفعلين دون وسوسة!
كبري بسرعة وادخلي في الصلاة، فإن حدثتك نفسك أنك لم تكبري قولي في نفسك: هذا ما أستطيع فعله ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وأهملي المناقشة وتابعي صلاتك... طبعًا ستجدين هذا صعبًا في البداية لكنه سيسهل عليك بعد مدة وجيزة.
وأما الوضوء، فما المشكلة في انتقاضه فعلًا بعد أن تبدئي؟؟! كل ما عليك أن تعيديه، فتنزل سيئات أكثر مع ماء الوضوء...، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ العبد المسلم -أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء -أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء - حتى يخرج نقيا من الذنوب».
وعن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره». والحديثان صحيحان، رواهما الإمام مسلم في صحيحه.
لا تفكري كثيرًا في إحساساتك، ولا فيما سيحدث أثناء أو بعد الوضوء...، اتركي الأمور تجري لوحدها... إن انتقض وضوؤك فأعيديه، وإن لم ينتقض فستجدين أن تفكيرك وإضاعة وقتك كان أمرًا سخيفًا إذ متِّ قلقًا ورعبًا من شيء ثم لم يحصل!
استعيني بالله وحاولي التطبيق، ولا تنسي الذهاب إلى الطبيب النفساني إن لم تكوني فعلتِ من قبل.