وسواس الصلاة: وسوسة في النية والتكبير ودفع الريح
أنا لدي صديقة تعاني من الوسواس عند تكبيرة الإحرام، ويضيع دائما وقت الصلاة عليها ولو كان فيه متسع بسبب هذه الوساوس، حيث تحس أنها تكبر بصوت عال، ثم تعيد التكبير أو أنها توسوس إذا كبرت بأنها لم تنوي التكبير فتعيد. طلبي منكم جزاكم الله خير توجيهها بكيفية عدم الالتفات إلى أي هذه الوساوس.
سؤالها الأول: هي مسافرة ونوت جمع صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم، ولأنها تعاني من الوساوس: صلت المغرب ثم حاولت التكبير للعشاء ولكنها عندما كبرت وصلت الركعة الأولى أذن للعشاء فهل جمعها للصلاة في هذه الحال صحيح؟
سؤالها الثاني: أنها تعاني -وهذا أيضا من الوسواس- من إحساس بخروج الغازات وعندما تحس بهذه الغازات تحاول منع خروجها بأخذ نفس قوي نوعا ما في محاولة منها لمنع خروجها حتى لا تعاني من جديد من صعوبة التكبير رغم أن هذه الغازات بعد الصلاة تخرج بصعوبة، فهل أخذها للنفس بشدة مرتين أو أكثر يبطل الصلاة؟ وهي كما قلت لكم: تعاني من الوساوس.
6/1/2014
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا أختنا الفاضلة وبمشكلاتك ومشكلات صديقاتك؛
إن الموسوس يضع معايير معينة وعالية لأفعاله، ولا يرضى إلا بتحقيقها مع أنها لا تكون مطلوبة منه شرعًا في 99% من أفعاله! والمشكلة أنه يظنها من الشرع....
لهذا يعيد ويكرر حتى يحس ويتأكد أنه أتى بها مطابقة لما في فكره، وباعتبار أن الموسوس لا يشعر باكتمال الفعل فهو لا يشعر بالإتيان بها كما يريد مهما كرر وحاول. فتكون النتيجة: سلسلة من التكرارات التي لا فائدة منها.....
الدواء هو ما نكرره في كل استشارات الموسوسين: إهمال الوسواس والمشاعر المرافقة لها ومتابعة العمل. إذا عرفت صديقتك أن الصلاة لا تبطل بالتكبير بصوت مرتفع، وأن مجرد قول: (الله أكبر) يجعلها تدخل في الصلاة التي وقفت لتؤديها، وأنها لا تحتاج لفعل آخر أبدًا لا بالقلب ولا باللسان، فسيسهل عليها أن تقول لنفسها عندما تشك في تكبيرها: صلاتي صحيحة ومشاعري وسواس، هذا ما قدرت عليه ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها..... ثم تكمل.....
ويفيدها في هذا أيضًا أن تتعوذ بالله من شيطان الصلاة خِنْزَب، وتتفُل عن يسارها ثلاثاً.
روى الإمام مسلم في صحيحه: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتي وَقِرَاءَتِي، يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي.
ويمكن أن تقول قبل الإحرام ما كان ينصح به أبو الحسن الشاذلي: سبحان الملك القدوس الخلاق الفعال. سبع مرات، ثم يقول: ((إن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)) [فاطر: 16].
بالنسبة لسؤالها الأول عن جمع الصلاة، فصلاتها صحيحة، أما المغرب فلوقوعها في وقتها، وأما العشاء فقد بدأتها في وقت تصح فيه، وأكملتها في وقت تصح فيه أيضًا.
وأما سؤالها الثاني: وإن كنت لم أفهم كيف يمنع أخذُ النفس انتقاضَ الوضوء، فأخذ النفس ولو بشدة لا يبطل الصلاة، ولكنه يبطل مفعول العلاج السلوكي للوسواس. أعني، علاج صديقتك السلوكي كي تتخلص من وسواس الإحساس بانتقاض الوضوء أن تهمله وتتابع صلاتها، دون إجراءات أخرى. وأي إجراء تفعله لمنع الانتقاض يفقد العلاج السلوكي مفعوله.
شفاها الله وعافاها.