حالتي الصحية والنفسية
أنا أحس أنني أريد الموت، تعرضت لتحرش جنسي لما كان عمري 4 سنوات وهذا الشيء أثر على حياتي أحب أن أظل لوحدي طول الوقت، أحس أن الكل يكرهني حتى أمي، ولما صار عمري 9 سنوات ازدادت حالتي سوءا وصرت أشوف كل يوم اعتداءات بخيالي وبالمنام بعدين اكتشفت أنه عندي مس عاشق أخاف أتعالج بالرقية لأنها تتعبني وأصير أصرخ ويصيبني صرع؛
بعدين أهلي أخذوني على طبيب نفسي ووصف لي أدوية وقال أن أنا مريضة نفسيا وعندي نقص في مادة السيروتونين بس المشكلة أنه صرت آخذ الدواء بطريقة مفرطة وبعدين عرف أهلي فأـخذوا مني الدواء وامتنعوا عن الذهاب بي إلى الطبيب لأنهم يعتقدون أن الدواء يزيد من حالتي.
حياتي صارت جحيم أنا متأكدة أن عندي مس لأنه أحس فيه كل يوم بالأحلام وباليقظة ومتأكدة أني مريضة نفسيا لكن أهلي لا يهتمون بي لما أتضايق أو أعصب أول شيء أعمله أنني أؤذي نفسي سواء بحرق جسدي أو بتقطيعه بالسكين أو أي شيء آخر، حالتي خطيرة ولدي أعراض أخرى كتيرة كالنسيان وفقدان الوعي والوسوسة والخوف والقلق.
أرجوكم ساعدوني
ولكم خالص شكري وامتناني
29/1/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
هناك عدة زوايا لمناقشة استشارتك وأولها السلوك المدمر الذي يطغى على حياتك اليومية وتفاعلك مع الآخرين. ليس لهذا السلوك المدمر نتائج إيجابية وسيؤدي تدريجياً إلى تهميش موقعك في العائلة والمجتمع. قد يتحمل الطبيب النفسي مثل هذا السلوك ولكنه في نهاية المطاف سيصرخ في وجهك يوماً ما ويقول لك أن هذا السلوك ونتائجه مسؤوليتك الأولى والأخيرة ولديك القدرة على التوقف عنه. سيكون جوابك بعدها بأنك تفتقرين إلى المقدرة على التوقف عن إلحاق الأذى بالنفس، وسيكون جوابه بعدها بالنفي. سيهجرك الطبيب والمعالج النفسي وستدفعين كل من يحاول مد يد العون لك من الأهل إلى حافة الهواية وبعدها لا يبالون بك وبمصيرك في المستقبل.
الزاوية الثانية هو اليقين بإصابتك بمرض نفسي. هذا الاستنتاج صحيح ولكن هذا الاضطراب العقلي لا يستجيب كلياً إلى العقاقير مثل الاكتئاب أو الفصام، والإرشادات الطبية الأولية لعلاجه تركز على الابتعاد عن استعمال العقاقير بأنواعها وإن تم اللجوء إليها فيجب أن يكون هذا الاستعمال وقتياً وتذكير المريض دوماً بأن عملية الشفاء تتطلب العزيمة والتصميم على وقف السلوك المدمر.
لو راجعت أي مستشار في الصحة النفسية الآن لأعلمك بأنك مصابة باضطراب الشخصية الحدية وعلاج هذا الاضطراب يتطلب مشاركتك في العلاج من خلال نبذ السلوك المدمر أعلاه. لا أظن أن هذا التشخيص هو ما تحبين أن تسمعيه والكثير من المصابين بهذا الاضطراب يفضلون تشخيصات أخرى منها اضطراب الكرب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD أو الاكتئاب وبعدها الفصام رغم هول الحصول على شهادة طبية تشير إلى الإصابة بالاضطراب الأخير.
السطور الأولى في الرسالة تحتوي على إشارة منك بأن الذي يحدث لك هو من جراء الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له في عمر أربع سنوات. بعدها تشيرين إلى كوابيس وانقطاع تعلقك بالأم وربما العائلة بأسرها. هذه الكوابيس لا تشير بحد ذاتها إلى إصابتك باضطراب الكرب ما بعد الصدمة وإنما إلى تسلط مشاعر الغضب على تعلقك بالأم التي فشلت في حمايتك من الاعتداء الإجرامي وبعدها دخلت في دوامة لا تعرفين كيف تخرجين منها والأسوأ من ذلك لا تريدين أن تخرجي منها.
استمرارك في الجلوس داخل هذه الدوامة يضمن تفاعلك مع الأم حالك حال كل إنسان منذ يوم ولادته، وفي عين الوقت ترضين احتياجا متأصلا في داخل شخصيتك ولا تشعرين به هو ضرورة معاقبة هذه الأم الفاشلة. بالطبع لا تقوين على عقاب الأم بل ولا يقوى أي كائن حي على عمل ذلك وبدلاً من ذلك تعاقبين نفسك. عقاب النفس هو عقاب الأم بصورة غير مباشرة.
احتار الأهل في مساعدتك وذهبوا إلى استشاره طبيب حسم الأمر بتشخيص إصابتك بنقص بمادة السيروتنين. لا وجود لمثل هذا الداء ولكن الطبيب حاول أن يفسر لك بصورة غير مباشرة سبب إعطائك عقارا مضادا للاكتئاب ذهب ضحية سلوكك المدمر.
الحق كل الحق مع الأهل في وقف تعاطيك هذا الدواء وهو بالتأكيد إن لم يضاعف سلوكك المدمر ومشاعر الغضب فهو لم ينفعك.
التوصيات:
٠ أدرجت أعلاه تحليلا على قدر المعلومات الموجودة في الاستشارة.
٠ بعدها عليك استعمال هذا التحليل من أجل اللجوء إلى التعقل كلما أصابتك نزوة غضب وفكرة إلحاق الأذى بالنفس.
٠ حاولي تثقيف نفسك حول اضطراب الشخصية الحدية بقراءة مقالات عنه على الموقع في حقل مصطلحات نفسية.
٠ راجعي الطبيب ولا بأس في استعمال عقاقير أخرى لتنظيم الحالة الوجدانية.
وفقك الله.
التعليق: أريد من الكاتبة أن تخبرني ماذا تريد لو كان لها رجل يحبها ويريد الزواج بها، لأني أحب شخصية حدية
وقد وصلت إلى هذا التشخيص بعد قرائتى عن هذا النوع من الاضطراب،
وبماذا ينصحني الأطباء فهي متقلبة المزاج معي كثيرا . ولم نصل لمرحلة الخطوبة بعد