الملاك الحزين والخوف من النبذ م1
لوم الملاك الحزين للسادة موقع مجانين
توضيح نقطة غامضة فى رسالة عودة الملاك الحزين
إلى صانعي الحياة؛
إلى من بمقدورهم بث الأمل في قلوب ونفوس مستشيريهم؛
إلى من قرروا أن يكونوا من الآمنين من عذاب الله يوم القيامة؛
إليكم جميعا يا من تعملون ليل نهار من أجل تخفيف آلام وأوجاع المحيطين؛
إلى العاملين بموقع مجانين هذا العمل الرائع الذي لا يكل أبدا من مساعدة من تؤلمهم نفوسهم ويحاولون التخفيف عنهم.
في البداية أوجه الشكر كل الشكر لأساتذتي الأفاضل الأستاذ الدكتور: سداد جواد وكذلك الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي على مجهوداتهم الرائعة في هذا العمل العظيم، تحية من القلب إلى الأستاذ الدكتور سداد جواد؛
أرغب في توضيح الغموض الذي لمسته سيادتكم في رسالتي "عودة الملاك الحزين" لقد علقت سيادتكم في نهاية الاستشارة قائلا "حان الوقت لأن تنتقلي من مرحلة إلى أخرى"، فاسمح لي في كلمات بسيطة أوضح لسيادتكم أن تلك هي المشكلة الرئيسية التي تؤرقني لأنني أعلم ذلك جيدا وأتصارع مع نفسي بسبب ذلك لأنني أحاول كثيرا أن أخطوا هذه الخطوة فلم أستطع أبدا أعطيت لنفسي فرصا كثيرة وحاولت مرارا وتكرارا، ولكن دون جدوى، ما زلت حبيسة داخل سجن بلا قيود، ورغم ذلك أشعر أنني مقيدة بحبل من ليف، مربوط في عنقي كلما حاولت الحركة يشتد الضغط على عنقي وتؤلمني خامة الليف فتجرحني فأفضل البقاء بلا حراك أأمن وأسلم حتى لا أموت.
نعم ما زلت واقفة والكل حولي يتحركون بدأ الجميع حياتهم وإستقروا في بيوتهم ولا أخفي عليك سرا أن حتى مجرد أن أتمنى ذلك لم يكن في صدري ولا يعد أملا لي ذات يوم من الأيام مما يثير دهشة المحيطين.
تجرحني بعض الكلمات ممن حولي عندما يدعون لي بأن يهبني الله الزوج الصالح فأجدني أبكي وأتذكر كل ما يؤلم النفس من المشاكل التي نسمع عنها هذه الأيام فأدعوا الله ألا يستجيب لدعائهم ويلومني البعض كثيرا لأنني أرفض كل من تقدموا لي طالبين يدي للزواج بأنني أفتري على نعمة الله في زمان قل فيه الإرتباط للكثيرات من الفتيات أما أنا والدنيا تمد يدها لي كل يوم بمن يرغب في الزواج مني وأنا أرفض بدون أسباب فيزعجني لومهم لي كثيرا لأن أحدا لا يعلم ولا يشعر بمعاناتي التي أعاني منها.
كذلك عندما صرح لي أحد الزملاء بحبه الشديد لي ورغبته الملحة في الزواج مني ولما لم يجد مني سوى الرفض هاجمني بجملته التي ذكرتها لسيادتكم لفظا "إنتي أصلك واحدة قلبك جامد ومش قادرة تقدري يعني إيه إنسان بيحبك"، والله العظيم مش قادرة نفسي أفوق من دي بالذات ومش عارفة وبجد تعبت قوي ومش عارفة أعمل إيه علشان أقدر أعيش اللي باقي من عمري من غير م حد يجرحني ولا يضايقني.
أنا قلبي مش جامد ولا ميت زي م بيقولوا عني -لأ- أنا قلبي بيوجعني كل يوم وكل لحظة لما بحس إني عاجزة ومختلفة عن كل الناس اللي حواليا، حاسة إني من كوكب تاني مش قادرة أعيش زي باقي الناس م عايشة، الإحساس دا هيموتني والله مش قادرة.
أنا من كتر زن الناس اللي حواليا في إني أقبل وأخطي الخطوة دي بتخيل أحلام في اليقظة بشوف فيها حد بيضربني بعنف وقسوة لدرجة إني ساعات بحس إني عاوزة أصرخ وأكسر كل الحاجات اللي قدامي ومش قادرة أسيطر على أعصابي لكن اللي تعبني بجد في الإحساس دا إني بردوا حاسة إني عاجزة ومش هقدر أعمل كدا كمان في كل المواقف الصعبة اللي ذكرتها في رسالتي الأولى "الملاك الحزين والخوف من النبذ" عمري م كنت بصرخ في أي حادث من اللي فاتوا، انفعالاتي مكتومة ودا كان بيتعبني قوي لأني بردوا عاجزة حتى الصرخة مش قادرة تخرج من أحبالي الصوتية.
بقيت واقفة في نصف الطريق زي م حضرتك وصفت والدنيا بتتحرك حواليا وأنا واقفة عاجزة، مشلولة، كان أنسب تعبير حضرتك وضحته أني أعاني من حالة الشلل العاطفي بس كنت عاوزة أوضح حاجة هي إن المشلول بيكون فاقد الشعور بالعضو المشلول بشكل نهائي ومع ذلك عارف إنه موجود لكن اللي أنا حاسة بيه إن الأمان مش موجود نهائي بمعنى إن حتى حالة الشلل في وجود عضو غير عامل لم يكن متوفر لأني إكتشفت إن الأمان حصله بتر من حياتي اللي كلكم عاوزني أخطي خطوة ناحيتها، حصله بتر من المجتمع كله.
وفي النهاية مش عارفة أقول إيه غير إن ربنا سبحانه وتعالى يتولاني برحمته ويخرجني من سجن نفسي جوا نفسي يمكن يجي يوم وأقدر أفك العقدة دي زي م فكيت غيرها كتير.
بمناسبة العقدة نسيت أقول لحضرتك إني لدي هوايه غريبة وهي أنني أهوى فك الخيوط المتشابكة المعقدة ولكم تتملكني حالة من الإرتياح النفسي كلما نجحت في ذلك كذلك لدي بعض التصرفات التي أصر عليها ويتعجب الكثيرون مني من ذلك حيث أنني إذا هممت بفتح عبوة مقفولة لا أفتحها إلا معدوله على الرغم من إمكانية فتحها من أي جانب وإذ أعطى لي أحد الزملاء عينة في كيس مربوط أصر بشدة على فك الكيس بدلا من قطعه وأتعصب جدا إذا وجدت أحدا يفعل غير ذلك.
أيضا نسيت أن أذكر لك في الرسالة السابقة أنني تخلصت أيضا من الرهاب من عبور الطريق فالآن والحمد لله وبعد محاولات مستمرة لم أعد أطلب من عسكري المرور أن يساعدني في ذلك بمعنى بقيت أعدي الشارع زي الجن، يمكن أكون طولت عليكم ويمكن تكونوا زهقتوا من كتر الكلام ويمكن أكون عاوزة أفوق من اللي أنا فيه لكن مش قادرة .
تفتكر حالة الشلل العاطفي اللي عندي دي ليها علاج ولا خلاص كدا الحالة متأخرة جدا واحنا عملنا اللي نقدر عليه والمفروض أستنى موعد قضاء ربنا سبحانه وتعالى في نهاية مشوار كفاح كان نفسي تكون النهايه أفضل من كدا بكتيييييييييييييييييير.
من فضلك سامحني لأني أزعجتكم بما فيه الكفايه بس حسيت إني محتاجة إني أوضح النقطة دي وتقدروا تتجاهلوا الرسالة ومتردوش عليها ومتضيعوش وقتكوا اللي يمكن فيه ناس كتير أحق بيه مني وتكون مشكلتهم أكبر وأعمق.
لكم موصول الشكر والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
30/1/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وراسليه في أي وقت.
لا عيب ولا حرج في أن يدرس الإنسان حياته وتفاعله مع الآخرين. يقول سقراط في ضمن ما قاله ونفع البشرية :
الحياة التي لا نتفحصها لا تستحق العيش Unexamined Life is not worth living هذا بالضبط ما تفعلينه وحيرتك تقع بين اختيارين:
٠ الاختيار الأول أن تعيشي حياتك كما تحبين. هناك عقدة لا تزال متأصلة في داخلك تم الإشارة إليها وهي عقدة الخوف من الذنب وتم حصرها في وعاء أسميه الشلل العاطفي.
٠ الاختيار الثاني أن تعيشي حياتك في القالب الاجتماعي الشائع والاستجابة إلى نصائح وإرشادات الغير. هذا الاختيار يعني الزواج والارتباط في أقرب فرصة وإضافة دور الزوجة وربة المنزل والأم إلى دورك الحالي في الحياة الذي يميل إلى التحصيل الأكاديمي.
رسالتك اليوم تميل إلى الاختيار الأول وليس الثاني. ربما هذا الشلل العاطفي وعدم الرغبة بالارتباط بعلاقة عاطفية مع رجل أصبح جزءًا لا يتجزأ من هيكلك المعرفي والفكري. هذا الاختيار ليس بالضرورة مرضياً والدراسات المتعددة تقدر الذين لا يملكون ميولا عاطفية أو جنسية بين 3 – 10 % من السكان. هذه المجموعة تمضي أحياناً في حياتها وتختار الطريق الثاني انصياعاً لرغبة المجتمع وسطوته عليهم من الجد إلى الأخ الأكبر. لا يغير الاختيار مجرى حياتهم ولا يفكرون حتى في دراسة حياتهم ومعنى وجودهم.
لكن شبح الاختيار الثاني لا يزال يلاحقك. هناك الخوف من العزلة في المستقبل وسلوك عدائي من المجتمع الذين تعيشين فيه. هذا الخوف تم إزاحته نحو قائمة من أنواع الرهاب. كذلك هناك الشعور بالذنب بأنك تتجاوزين الوصايا الدينية بصورة غير مباشرة وهذا بدوره يؤدي إلى شعورك بالقلق من لعنة وعقاب في انتظارك عاجلاً أو آجلاً.
هذه الحيرة في الاختيار تدفعك إلى البحث عن العقدة البؤرية وحلها.
العقدة البؤرية في غاية الوضوح أمام عينيك وبالألوان أيضا ولكن حل هذه العقدة أشد بكثير من معرفتها بالنسبة لك. ولكن عندما قدم البعض عقدة للإسكندر المقدوني لحلها تعجب لذلك. كان حلها أسهل بكثير حين قطعها بسيفه.
الكثير يرضى بمعرفة العقدة البؤرية ويضعها جانباً. أما أنت فلا ترغبين في وضعها جانباً لعدم رغبتك في الاختيار الثاني وتمسكك الخفي بالاختيار الأول.
تحاولين بين الحين والآخر إسقاط هذا الإشكال في حل العقدة إسقاطها نحو فك عقدة الخيوط المشابكة. تنجحين دوماً في ذلك والارتياح الذي تشعرين به يسعدك لأنك على علم أنك قادرة على حل أي عقدة ومنها عقدتك البؤرية.
لكن الرغبة في حل العقدة غير المقدرة على حلها. أنت قادرة على حلها ولكن لا ترغبين في ذلك ووقع اختيارك على الطريق الأول.
نعود إلى مقولة سقراط وربما عليك أن تنظري إلى دراسة الاختيار الثاني وتبحثين أنت عن الرجل وتجدينه بعد أن تتعاملي بلطف مع أنوثتك. لديك الخيار في دراسة الاختيار الثاني ولكن لو كان الأمر شاقاً عليك فعليك القبول بالاختيار الأول.
وفقك الله.