تحرشات جنسية ؟؟؟ ! ! كيف ؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
متشكرة جدا لردك علي رسالتي ولا تدري مدي سعادتي بشعوري أن هناك شخص إلى جانبي وبالرغم من أني أخاف نشر أي معلومات عني أو إعطائها لأحد ولكني سأقول المعلومات التي تحتاجها وأعيد رسالتي بالرغم ما اشعر به من ألم.
أنا في كلية من كليات القمة العملية، عمري 18 عام أنا لي أربع أخوات والحمد لله كلهم تعليم عالي مستوانا المادي جيد والاجتماعي جيد جدا.
أنا في السنة الثانية من الكلية لقد كان عمري أثناء التحرشات الجنسية ما بين 6 سنين علي ما اعتقد و9 سنين.
أنا والدي كان في اغلب الوقت مسافر للسعودية حدث أن تحرش بي أخي وهو يكبرني بخمس سنين حيث انه كان يقيم معي علاقة جنسية واعتقد أنها كانت ستكون كاملة لولا عدم بلوغه في ذلك الوقت (واعتقد لعدم قدرته علي أن يجعل القضيب ينتصب حسب معلومات عرفتها من مدرسة لي).
وحدث هذا مرتان أو ثلاثة بالإضافة لأنه كان يجعلني المس العضو التناسلي عنده وبعدها حكيت لامي ما حدث والحمد لله امتنع عن ممارسته معي فاعتقد انه ربما لم يكن يفهم ولكن ما حدث قد حدث ولا يهمني كثيرا إن كان يعي أم لا.
وللأسف عن طريق والدتي وهي تحدثه علم باقي اخوتي مما افقدني الثقة بها.
وحدث أن أتى شخص لمنزلنا فقام بتقبيلي من فمي ولم يكن أحد معي في الغرفة وقتها والحمد لله لم يتطور الأمر لستر الله. وكان مره زميل لأخي الأكبر عندنا فقام بمداعبة جهازي التناسلي بيده لفترة كبيرة من تحت الملابس أي يده ملاصقة لجسمي مباشرة وأخبرت أمي بما حدث وللأسف عرف أخي (الذي كان يصادقه) وهو أيضا كان قد تحرش بي.
ومما زاد ألمي أن أمي كانت تضحك اعتقد أنها كانت تضحك من الخجل ولكن لا تشعر كيف اثر ذلك في نفسيتي وجعلني الآن اشعر بعدم مبالاتها بي واستهتارها بمشاعري.
وحدث أن كان أخي الآخر ينام ويضمني لحضنه وهو يكبرني ب 8 أعوام أو 9 وما جعلني افهم أن غرضه الاستمتاع الجنسي هو ما حدث مع أخي الثاني قبلها، وذات مرة ذهبت مع والدتي لاشتري ملابس فتركت البائع يلبسني وكانت بعيدة عني فكان سيتحرش بي ولمس جسمي فعلا ولكنه حين كان سيوصل لعضوي التناسلي أخذت أنادي لامي ولكنها لم ترد علي للأسف
ولكن جعله هو يخاف ويتركني سامح الله أمي لتقصيرها في حقي.
وذات مره كنت في الصف الأول الثانوي قام طالب كان يمر بجانبي بإمساك صدري وكنت أسير وحدي للأسف، وما بين أولى وثانيه ثانوي كان عمي وهو يقيم بالصعيد وكنت ذهبت لزيارته فكان يحضني ويقبلني من خدي كعم وان شعرت في بعض اللحظات بارتياب وكنت أحاول التغلب عليها إلى أن فوجئت به يقوم بتقبيلي من فمي، لا أستطيع أن اصف لك ما شعرت به فكاد أن يغمي علي لولا وجود أبى في المكان ولكن بطابق آخر فنزلت إليه وتركت عمي الذي لم أستطع أن انطق أمامه وكأني فقدت القدرة علي النطق.
لا ادري ماذا أقول لك فلا أحد يستطيع وصف الألم الذي تمر به من يتحرش بها.
عندما ذهبت للثانوية العامة في الصف الثالث حكيت لمدرسة لي كل ما حدث وقامت بالتخفيف عني كثيراً والحمد لله حافظت علي مجموعي المرتفع في الثانوية بالرغم مما أعانيه (94%).
وما اشعر به الآن هو فقدان الثقة بكل الناس فيما عدا هذه المدرسة التي شعرت أنها تعوضني حنان الأب والأم الذي افتقده ولكني لا اشعر بالأمان لقد كتبت ما أحتاج ولكن هناك الكثير من آلامي النفسية الأخرى فحرماني من حنان الأب حيث انه عصبي جدا وكان اغلب الوقت وأنا صغيرة مسافر وعندما عاد شعرت بأنه شخص غريب وللأسف عصبيته.
أنا لا أصادق لا أمي ولا أبى ولا أحد من اخوتي واحتاج لصديق فالمدرسة التي أحبها تضيق بي أنا احتاج لشخص كأب أو أم يضمني ويشعر بما اشعر به ويشعر بألمي النفسي موضوع عمي أخبرت به عمتي (فقط )فاتهمتني باني كاذبة وانه إذا كان شخص آخر حاول أن يفعل ذلك فليس عمي وهذا ما نلته (سامح الله جميع من اخطئوا في حقي).
ما يزيد من معاناتي أن زميل أخي (الذي تحرش بي) كان أخي قد قاطعه (من لحظتها ولم يكن يزورنا) للأسف عاود الآن زيارتنا وكذلك عمي فهو مقيم في محافظة أسيوط ولكنه سيأتي الآن لزيارتنا ولا أريد أن أراه ولكن ماذا سأفعل فلا أحد يشعر بي وسأضطر لمقابلته كأن شيئا لم يكن وذلك حيث أن أمي وأبى لا يعلمون شيئا (وأنا لم اخبرهما لعدم حدوث مشاكل بين والدي وعمي ولان أمي لا تشعر بي وكذلك ربما لم يصدقاني مثلما فعلت عمتي).
أما بالنسبة للاسترجاز والذي اعتقد انه الشذوذ الجنسي بين البنات فأنا والحمد لله لا أمارسه ولكن عندما كنت صغيرة قامت زميله لي باستدراجي وان والله لم اسع أبدا لذلك ولكن هذا اقل ألم (كله حدث وأنا في ابتدائي وكذلك الصف الأول الإعدادي إلى أن شعرت بحرمته واقسم لك أن البنات هم الذين كانوا يسعون لي).
أرجوك ساعدني ماذا افعل الآن؟ وعمي علي وشك الدخول واشعر بألم شديد نفسي وكذلك في معدتي. نفسي أجد شخص يحضني ويشعر بي ويقول لي لا تخافي أنا سأحميك بعمري ونفسي أنا سأعطيك الأمان (كما ذكرت كأم أو أب وليست مشاعر أخرى لا زال بداخلي الكثير ولكني تعبت وعمي علي وشك القدوم ويجب علي استقباله)، بارك الله فيك وأزال الله عنك كربة من كرب الآخرة كما تزيل عنهم كرب الدنيا.
علي فكرة موضوع غشاء البكارة لا يهمني كثيرا فكفاية ما اشعر به من احتقار لنفسي وللآخرين لأنهم كانوا يستعملوني كحيوان لإشباع رغباتهم، وبالرغم أنى لم اكن لأرضي عما يحدث لي ولكني كنت ضعيفة ولا حول لي ولا قوة وقتلوا براءتي، وكذلك ليس سبب ألمي النفسي هو قدوم عمي الآن ولكن أنا أتألم بنفس الطريقة واشد برغم عدم وجوده،
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
20/8/2003
رد المستشار
الأخت السائلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الحقيقة أن رسالتك تركت أثرًا كبيرًا في نفسي، فأنت رغم شجاعتك إلا أنك صدمت عديدًا من المرات، وإن شاء الله سنرشدك إلى الطريق الصحيح
أول ما أود التنبيه إليه هنا هو أن ما حدثَ مع أخيك الأصغر (والذي يكبرك بخمس سنوات كما ذكرت) وهو ما يزال دون سن البلوغ ليس تحرشَا جنسيا وإنما هو نوعٌ من اللعب اسمه اللعب الجنسي، وهو ظاهرةٌ طبيعية تحدثُ لمعظم الأطفال في طول الدنيا وعرضها وتكادُ تكون طبيعية وغالبًا ما تسمى "لعبة عروس وعريس" أو "لعبة الدكتور" أي الذي يقوم بالكشف والتحسس وربما التدليك، لكن هذه الظاهرة بلغت من الطبيعية حد أنها تحدثُ بين المخلوقات الأخرى كالقطط كما رأيت بعيني رأسي.
وليست لديَّ مع الأسف أرقامٌ إحصائية تحددُ معدل حدوث مثل هذا النوع من الألعاب بين الأطفال لأنهم بالطبع يلعبونها بعيدًا عن عيون الكبار، وإن كان مثل هذا النوع من الدراسات حتى لو افترضنا أنها أجريت عادةً ما يعطي نتائج لا يستطاعُ الوثوق بها لأنها تعتمد على استرجاع الأفراد من ذاكرتهم لمثل هذه المواقف والعلم لا يستطيع الاعتماد على ذاكرة الأفراد.
وإلى اللعب الجنسي أيضًا أستطيع إضافةَ معظم ما حدثَ بينك وبين زميلاتك في المرحلة الابتدائية وحتى الصف الأول الإعدادي (وهو ليس الاسترجاز الذي أقصدهُ بالمناسبة، ولا نستطيع اعتباره شذوذا جنسيا مثليا بين بنتين أي سحاق)، فهذا أيضًا يعتبرُ إلى حد ما ظاهرةً طبيعية.
حتى لو أنك أنت التي سعيت إليهن، لأن المفترض أن من تعرضت للتحرش الجنسي ستشعرُ بالرغبة الجنسية الواضحة قبل أوانها، وهذا ما تحاولين الفرار من الإقرار به كما سأبين لك فيما بعد، لكن المهم هو أنك تصرين دائمًا على اتخاذ دور سلبي في الحدث وهو دور الضحية، وهذا ما يحتاج للعلاج المعرفي، أنا معك في أنك تعرضت لأكثرَ من تحرشٍ ومضايقةٍ جنسية، ولكن معظمها عابر، وإن كانَ أخوك الكبير وعمك مخطئان بالتأكيد، إلا أن مقارنة ما حدثَ معك بما أعرفهُ وأتعاملُ معه من حالات الضرار (التحرش) الجنسي في الطفولة، لابد أن تدفعنا إلى حمد الله سبحانه وتعالى لأن ما تعرضت له في مجموعه هو أبسط أنواع الضرار الجنسي الذي تشير الدراسات إلى حدوثه في فترة الطفولة لما يقارب الخمسين بالمائة من النساء على وجه الأرض، وما يزيدُ على الثمانين بالمائة من النساء في عيادات الطب النفسي.
إذن لماذا كان وقع ما أعتبره أنا بسيطًا، وقعًا ثقيلاً عليك؟ لماذا أفقدك الثقة في نفسك وحرمك الشعور بالأمان؟ والإجابة هنا تنحصر في نقطتين:
* النقطةُ الأولى: أن العلاقةَ ما بينَ نوع التحرش الجنسي والضرار النفسي الناتج عنه ليستْ علاقةً كميةً، أي ليس بالضرورة أن يكونَ الضرار النفسي الناتج عن تحرشٍ جنسي عابرٍ أقل من الضرار الناتج عن تحرش مزمن، وأحيانًا بالمناسبة لا يكونُ هناك آثارٌ نفسيةٌ سيئة للتحرش الجنسي.
المهم أنك عانيت كثيرًا رغم أن كل ما تعرضت له ليس بالبشاعة التي نسمعها من كثيرات، وهذا ممكن لأن من تحرشوا بك أشخاصٌ يفترضُ فيهم أن يقوموا بحمايتك، كما أن علاقتك بأمك لم تكن بالمستوى المطلوب لأنها لم تتعامل مع الموقف بالحنكة المناسبة، ولم تكن تدرك مع الأسف أنك تتألمين، فقد ضحكت لأن بنتها كبرت وصار يطمع فيها الآخرون، ولكنها كانت مطمئنةً إلى سطحية ما حدثَ ولذلك ضحكت سامحها الله.
* وأما النقطة الثانية: فهيَ الحرمان الموجود أصلاً في حياتك، فالأب الغائب معظم السنة، فإذا عاد في الإجازة حالت عصبيته الزائدة بينك وبين الحصول على الدفء والحنان منه، هذا الحرمان جعلك عطشى لعلاقةٍ مع أب بديل، وإذا بالأب البديل متمثلاً في أخيك الأكبر (الذي يكبرك بتسع سنين)، أو زميله أو عمك إذا كل هؤلاء يحاولون التحرش بك، لذلك جاء فقدك للقدرة على الثقة في الآخرين تطورًا طبيعيا للأمور، لأنك بينما كنت تبحثين عن حضن الأب وجدت لهو العابث.
أما ما حدثَ في محل الملابس وما حدثَ في الطريق عندما أمسك أحد العابثين بصدرك، فهيَ حوادثُ تكادُ تكونُ شائعةً بشكل مخيف ولكنها والحمد لله لا تترك أكثرَ من شعور بالاشمئزاز والنفور من المنحرفين، وأما ما حدثَ من عمتك حين أخبرتها بتحرش عمك بك، فهو أيضًا مع الأسف الشديد رد فعلٍ شائع، لأن المجتمع الذي نعيش فيه لا يستطيع أن ينظرُ إلى نقائصه وعيوبه فيراها، مجتمعنا ما يزال بعيدًا عن ذلك.
ثم تأكدي أنها أصلاً صدقتك (بل ولابد أنها ستأخذ احتياطات أمن لبناتها إذا كان لها بنات) ولكنها لا تستطيع إعلان ذلك، لنفس السبب الذي منعك من إخبار والدك بما كان من عمك، لأن إظهار التحرش الجنسي من المحارم يقلبُ المجتمع رأساً على عقب.
وفيما يتعلقُ بالاسترجاز فهو لفظٌ يعني العادة السرية في البنات لكي نفرقه عن الاستمناء في الأولاد، لأن البنت ليس لها سائل منوي، ولا يصح أن نقول استمناء البنات، وأصل الاشتقاق هو لفظةٌ معربة هيَ الإرجاز والتي تعني قمة النشوة في العملية الجنسية، وأنت لم تجيبيني عن هذا السؤال، علاج حالتك يحتاجُ ليسَ فقط إلى ما ذكرت من حضنٍ أبوي وحنان وحماية.
وإنما تحتاجين إلى جلسات علاج معرفي وجلسات علاج نفسي تقومين فيها بسرد الحدثِ الذي حدثَ فيه التحرش الجنسي (أو الأحداث حدثًا حدثًا) مرةً بعد مرةٍ إلى أن تتمكني من لا فقط تذكره كما حدثَ وإنما إلى أن تتمكني من أن تعيشيه مرةً أخرى رغم كل ما قد يحمله ذلك من ألم وعذاب، لكنك ستتعلمين من خلال ذلك مع طبيبك النفسي كيف تنقلين كيانك النفسي من كيان الضحية العاجزة المستسلمة إلى من تستطيع أن تضع حدودًا لعلاقتها بالآخرين،
وتستطيع من خلال ثقتها بنفسها أن تمنح الآخرين ما يستحقون من الثقة بالقدر الذي يستحقونه، فمثلاً يجبُ أن تحرصي على عدم إعطاء من تحرشَ بك سابقًا فرصةَ الاختلاء بك إلى أن يتم علاجك بنجاح، فإذا تم علاجك فإنك تستطيعين أن تنفردي بعمك أو غيره وأن توقفيه عند حده إذا تعداه، عليك إذن أن تلجئي إلى أقرب طبيبٍ نفسي متخصص في العلاج النفسي، فحالتك لا تحتاج حسب ما ذكرته لي في إفادتك إلى عقاقير دوائية بقدر ما تحتاج إلى تغيير في طريقة التفكير وإلى تدريبٍ على توكيد الذات وفهم لأمور الجنس وما يتعلقُ بها.
فالعلاج النفسي المعرفي يحتاجُ إلى مقابلةٍ إكلينيكية وتواصل لأن الفرق كبير بين أن يتعامل الطبيب النفسي مع نص مكتوب وأن يتعامل مع كيان نفسي معرفي حي، وفقك الله، وأنا معك دائمًا، فتابعيني بأخبارك؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع:........ تحرشات جنسية كيف؟ م1