التائب من الذنب كمن لا ذنب له مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أخي حبيب الرحمن فهكذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم عن التائبين وكم أغبطك أخي على هذه المنزلة. وفي الحقيقة وأنا أقرأ كلماتك أحسست بأنك أنت السبب أخي في ذلك الشعور الذي ينتابك فها أنت ذا تكتب ما تبت منه بتفصيل وبتركيز على مسئوليتك وكأنك تذكر نفسك بما فعلت وإني أسألك بالله أن تكف عن تذكير نفسك بما تابت منه ليس فقط لأنك بذلك تظلمها وتكلفها ما لا تطيق أو لأنك بذلك العتاب والتأنيب تضعف خطواتها في السير إلى معرفة الله وحبه التي هي غاية إيجاد الله لنا ولكن لأن إسلامنا يحتاجك.
لا تتعجب كلماتي إن إسلامنا يحتاجنا أقوياء مقبلين على صنع الحياة في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق ونصرة إخواننا في كل مكان بما في وسعنا وقدرتنا يملأنا اليقين بتوبته علينا ونصرته وتأييده لنا سبحانه، ولا ينفعه أن نكون ضعفاء معذبين يملؤنا الأسى على ما فات نقعد نجتر أحزاننا.
قم يا أخي وانفض عنك الحزن ولا تظن في من اسمي نفسه التواب في أنه قد تاب عليك، ولا تشك في من اسمي نفسه المعين في إعانته لك على النجاة من غمك وحزنك.
قم فأحسن طلب دراستك وبالحسنى ادع إلى سبيل ربك نفع الله بك الإسلام والمسلمين، كما أرجو منك أخي الكريم أن تشاهد برنامج صناع الحياة لأستاذ عمرو خالدعلى قناة اقرأ أو القنوات الموجهة أو من على موقعه
وجزاكم الله خيرا إخواني وأخواتي على جهدكم في سبيل نفع الإسلام والمسلمين واسأل الله أن يجعلنا من عباده التوابين الأوابين الناصرين لدينه المعزين لكلمته
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
19/4/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على مشاركتك النبيلة وإطرائك الرقيق، صدقت والله يا أختي في نصحك للأخ صاحب المشكلة: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بأن يكف عن القعود لاجترار الأحزان، لأن شعوره المتضخم بالذنب ليس من الإسلام في شيء فالإسلام عقيدةٌ لا تفترضُ الذنب في الإنسان دون جريرة أو بمعنى أدق لا تعتبر أن الذنب أو الخطيئة هي الأصل أو الجوهر في البشر، وإنما على العكس من ذلك فإن الذنب في ديننا عارضٌ ينتجُ فقط عن معصية الخالق سبحانه، وهو أي الذنب يجبُّ بالتوبة الصادقة، أي أنه أمرٌ عارضٌ طالما أقدم المسلم على التوبة.
لكن مشكلة الأخ ناجمة عن أحد احتمالين:
الأول هو تضخيمه ومبالغته في تصور أعقاب تحرشه بقريبته تلك أثناء طفولتها، فهو قد يظن أن لما فعله آثار سلبية حتمية الحدوث وهذا ما حاولنا توضيح نسبيته في إجابتنا عليه، فلكل حادثة تحرش جنسي ظروفها وملابساتها وكذلك مآلاتها المختلفة والمتباينة، وهذا الاحتمال يستدعي تصحيح فكرته عن الأمر.
وأما الاحتمال الثاني فهو وقوعه فريسة للاكتئاب لسبب ما قد يكونُ معروفا وقد لا يكون لكن المكتئب غالبا ما يبحث في دفاتر ذاكرته السود وينتقي منها الأخطاء والأحداث المؤلمة والسيئة ويظل يجترها ويجتر مآلاتها وآثارها وهذا ما يستدعي أن يلجأ صاحبنا إلى طبيب نفسي متخصص ليقوم بعلاجه أو إرشاده وتصحيح مفاهيمه في نفس الوقت، وعسى ربك أن يهدي صاحب المشكلة إلى الطريق الصحيح، وأن يتابعنا بأخباره، كما نسأل الله أن يجزيك كل خير على مشاركتك.
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.