الخجل من الجنس الآخر
مرحباً أشكركم على هذا الموقع الرائع والمتميز.. وأود أن أطرح عليكم مشكلتي التي آمل أن أتخلص منها وهي:
إنني أشعر بالخجل الشديد من الجنس الآخر وقد بدأ هذا الخجل منذ انتقالي من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية فقد أصبحت لا أستطيع التحدث مع أي فتاة أصادقها حتى لو كانت قريبتي (مثل بنت عمي)..
أيضاً على الهاتف عندما تتكلم معي صديقات أختي أضطرب ولا أستطيع التحدث معهم رغم أنهم يكبرونني بسنة فأنا لا أشعر بثقة في نفسي وأنا منذ ذلك الوقت حتى الآن أشعر بالخجل رغم أنني طالب في مدرسة مختلطة (ذكور وإناث)
ملاحظة:
لا أشعر بالخجل أبداً أثناء التحدث مع الذكور أو التعامل معهم، ومنذ فترة سنة ونصف أحببت فتاة من مدرستي تصغرني بسنة واحدة وحتى هذه اللحظة لم أستطع التحدث معها ولو بكلمة واحدة (بسبب خجلي)
هذا الأمر يزيد حالتي سوءاً فأنا دائم التفكير بها ولا أستطيع حتى التركيز في دراستي وأفكر في الانتقال إلى مدرسة أخرى لعلي أنساها.
فأرجو بعد أن شرحت لكم مشكلتي أن تساعدوني وتعطوني طريقةً للتخلص من هذه المعاناة التي أعيش فيها فالوضع هنا لا يطاق،
ولكم جزيل الشكر.
30-4-2004
رد المستشار
أخي...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه المرحلة من العمر (المراهقة المبكرة والمتوسطة) تتميز بدرجة عالية من الخجل من الجنس الآخر وبرغبة في الاقتراب والتعامل مع نفس الجنس, وهذا الخجل أو الحياء من الجنس الآخر والاقتراب في ذات الوقت من نفس الجنس له وظيفة مهمة حيث يؤدى إلى اكتساب صفات الذكورة عند الذكور وصفات الأنوثة عند الإناث وهذا ما نسميه في النهاية الهوية الجنسية, ولو تخيلنا العكس لحدث اضطراب شديد في هذه الهويات.
ولست أدري لماذا يزعجك هذا الأمر في هذه المرحلة المبكرة من العمر, ولماذا أسميته خجلا (بما يحمل من معان سلبية) ولم تسمه حياءً (وهو فضيلة إسلامية)..
ربما تكون التغيرات الهرمونية والجسدية في هذه المرحلة من العمر وراء الحساسية في التعامل مع الفتيات تلك الحساسية التي تتدرج من الحياء إلى الخجل إلى الخوف إلى الرهاب.
وفى هذه السن, وفى تلك الظروف ربما تأخذ التعاملات (بشكل غير شعوري) معنى جنسيا يربك الجهاز النفسي ويضعه في حرج, ويظهر ذلك في صورة خجل أو ارتباك أو خوف أو رهاب, حيث ينظر المراهق إلى الفتاة على أنها موضوع جنسي بحت وهذا ما يربكه أو يخجله أويخيفه.
أما حين تنضج الشخصية وتتعدد الاهتمامات وتسمو على المعنى الجنسي فإن حدة هذه المشاعر تقل وتنحصر في مستوى الحياء فقط الذي ينظم العلاقة بين الجنسين في حدود الاحترام المتبادل وفى حدود ما تسمح به الأعراف والشرائع, فليس من المتوقع أو المطلوب أن تكون العلاقة بين الفتى والفتاة مثل العلاقة بين الفتى وصديقه والعكس فهناك اعتبارات أخلاقية واجتماعية ودينية يجب وضعها في الاعتبار.
وما نعتبره غير طبيعي هو مشاعر الخوف أو الرهاب من الجنس الآخر وخاصة حين تمتد لمراحل متقدمة من العمر, فهي تخفي مشكلات نفسية تعوق التواصل الصحي المطلوب بين الجنسين وربما تعوق وظيفة الزواج أو العمل, وهذا يتطلب معرفة جذور هذه المشاعر من خلال مراجعة التاريخ الشخصي والعائلي لمعرفة الأفكار والتخيلات والمفاهيم المرتبطة بالجنس الآخر فلربما تكون هناك مبالغة في التحذير أو التحريم سادت مراحل التربية المبكرة أو ربما تكون هناك خبرات صادمة صاحبت التعامل مع الجنس الآخر أو ربما تكون هناك مشاعر جنسية أو عدوانية طاغية نحو الجنس الآخر تجعل الشخص يضطرب في مواجهتهن ويخشى أن يفقد السيطرة على هذه المشاعر وينفضح أمره.
أما عن مشكلتك العاطفية فأرجو أن لا تعتبرها مشكلة فأنت ما زلت في المرحلة الإعدادية كما فهمت وليس مطلوبا التوغل في أي علاقات عاطفية في هذا السن المبكر, وما لديك لا يعدو مشاعر إعجاب ربما تتغير مع الوقت, بالإضافة إلى أن وراءك الكثير لتنجزه لكي تكون جديرا بحب أي فتاة واحترامها وتقديرها.
عموما لا أريدك أن تقلق أو تعتبر ما لديك مشكلة وإنما هو طبيعة مرحلة المراهقة المبكرة والمتوسطة, وما وصفته لا يخرج عن كونه حياءً أو خجلا مقبولا في مثل هذه المرحلة وربما يكون محمودا في البيئة العربية والإسلامية التي لا تحبذ إسقاط عنصر الحياء في مثل هذه العلاقات فالحياء شعبة من شعب الإيمان.
أنصحك بالاهتمام بالمجالات الأخرى التي لا تحمل تلك الدرجة العالية من الحساسية مثل الأنشطة الرياضية والأنشطة العلمية والأنشطة الدينية وحين تتسع رؤيتك للحياة وتخرج من حيز الاعتبارات الجنسية (المسيطرة في مثل هذه المرحلة) فساعتها لن تجد صعوبة في التعامل مع قريباتك أو زميلات أخواتك أو زميلاتك في مدرستك المشتركة لأنك حينئذ لن تنظر إلى الفتاة على أنها موضوع جنسي وإنما على أنها إنسانة يمكن أن تتعاون معها في مجالات ثقافية أو اجتماعية أو دينية.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضل به أخي الأكبر د. محمدالمهدي إلا إحالتك إلى ما ظهر على استشارات مجانين من قبل من ردود تتعلق بنفس مشكلتك فانقر العناوين التالية:
الخجل و تشوش الأفكار مراهقةٌ أم رهاب ؟
رهاب الجنس الآخر
رهاب الإناث : الداء والدواء
أريد التخلص من خجلي : برنامج علاجي
حيرة أم خوفٌ أم خجل ؟
أريد التخلص من خجلي : مشاركة مستشار
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.