التكافؤ الاجتماعي..!؟
أنا طبيبة امتياز وتقدم لخطبتي عن طريق البيت شاب أنهى شريعة وقانون وفي الجيش حاليا والمفروض أنه متقدم يبقى وكيل نيابة. هو مؤدب ومقتدر ماديا.
السؤال بقا لو ما اتعينش وكيل نيابة هيبقى اسمي مخطوبة لواحد معاة حقوق وهيبقى فارق اجتماعي كبير.
وهو لو ما اتعينش وكيل نيابة هيقدم في أكاديمية ويبقى قاضي عسكري بس هتبقى المشكلة لو مبقاش كدة ولا كدة هو كمان هيبقى شايف نفسه أقل مني بس هو كشخص عاجبني، مش عارفة أعمل إيه.
والسلام عليكم.
14/4/2004
رد المستشار
أشعر بحيرتك التي تعيشينها تلك الأيام فهوني عليك وتعالي... سويا أولا نتفق معا علي عدة أمور فأنت تقولين أنك طبيبة وخطيبك خريج شريعة وقانون وتجدين أن في هذا وجود فارق اجتماعي كبير.
ولكن تعالي نسمي الأشياء بأسمائها فما تتحدثين عنه اسمه المسمى الاجتماعي وليس المستوى الاجتماعي الذي يسبب فعلا فارقا بين طرفي العلاقة فللأسف نحن نخلط بين المستوى الاجتماعي والذي هو عبارة عن أسلوب حياة وطريقة تصرف تجاه النفس وتجاه الآخرين من حولنا من علاقات وتصرفات بدءً من طريقة تناول الطعام وما تأكلينه حتى آخر مستوى من التصرفات مع أنفسنا ومع من حولنا لذلك لا يستطيع الأمير أن يقترن بزواج من خادمة ليس لأنها فقيرة لكن لاختلاف المستوى الاجتماعي.
أما ما أسميه بالمسمى الاجتماعي ليس له أي قيمة إلا أنه يرتبط بالوجاهة الاجتماعية ولكن أيضا هناك ما يمكن أن نتفق عليه في هذا الشأن فلو لاحظت منذ سنوات بعيدة في مجتمعنا بالذات أن كانت الوجاهة الاجتماعية حكرا على الطبيب والمهندس والضابط ثم تراجع ذلك كله عند سنوات قريبة أصبح في المقدمة الإداري الناجح والمحاسب البارع والمبرمج ورجل التسويق ورجل الأعمال ويقول خبراء تتبع المجتمعات الشرقية أن السنوات القليلة المقبلة ستكون كل الوجاهة الاجتماعية للنفسيين والاجتماعيين رغم أن كلية التربية قسم الاجتماع وعلم نفس لا تحتاج إلى مجموع مثل كلية الطب ليستطيع صاحبها أن يلتحق بها!!
إذن أصبح المستوى أو التوافق الاجتماعي ليس هو التوافق الدراسي وأستسمحك عذرا إذا قلت لك إنني رأيت عشرات الأطباء والمهندسين والمتخصصين في جزء دقيق جدا من علم ما وأصحاب وجاهة اجتماعية راقية لا يملكون ألف باء التعامل مع البشر فما بالك مع الزوجة والأبناء وما يستلزمه ذلك من جهد ومسئولية ومتابعة ومشاعر وما إلى ذلك فأنتِ لن تحتاجي تخصصه العلمي الدقيق الذي يدخل به عالمكِ لكي يقاسمك مشاعرك أو ليتعلم كيف يتعامل مع امرأة ناهيك عن احتياجات الأطفال من تعليم وتربية وجهاد حقيقي ليكونوا بنات وأبناء أسوياء.
والحقيقة أن العلاقة التي تنمو من أجل الزواج تحتاج لعناصر أساسية لا يمكن إغفالها وهي موجودة بشكل كبير وواضح حسب ما تقولين فأنت قلتِ أنه أتى عن طريق الأهل فالمعرفة هنا موثقة وجميلة وهو مقتدر ماليا أي يستطيع أن يؤسس عشا للزوجين فهو يستطيع الباءة التي حدثنا عنها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وتقولين أنك معجبة به أي أن هناك مشاعر تربطك به وأعتقد أنها سبب الحيرة التي أنتِ فيها.
فلمَ يا أختي الحبيبة تضنين على نفسك وعلى خطيبك بأن تكملوا أرض الحياة سويا أما ما تشيرين إليه من أنه سيشعر أو يشعر بأنه أقل منك فأنا التي أشعر وبقوة أن لك يد في وصول ذلك الشعور له فلا تجعليه يفقد الثقة بنفسه وبحبه لك وبحبك له بل على العكس أنا أطلب منك أن تحولي الدفة 360درجة إن استطعتِ فأنت التي ستشعرينه بأنه قريب منك وليس المؤهل الذي حصلت عليه (ويعلم الله وحده هل ستعملين به أم لا) أن يكون حاجزا بينكما
وصدقيني عندما يصل إليه شعورك بأنك تذللي تلك العقبة من أجله ومن أجل حبكما سيدرك ذلك وسيلقي على نفسه مهمة إسعادك أكثر مما تتوقعين فتوكلي على الله ولا تنسي ما قلتيه أنت بلسانك عنه من أدبه وحبه وقدرته على تأسيس منزل فكلها أشياء غالية الثمن لا يقف أمامها المسمى الاجتماعي لأنه كما قلت لك سابقا متغير وليس ثابتا مع العلم أن كل من ينجح في مجاله ويحقق نجاحا يكتسب تلك الوجاهة الاجتماعية في أي مجال.
وأنا أشعر أنه طموح ومتفوق مما قلتيه عنه سابقا وأسأل الله أن يوفقكما لما فيه الخير بإذن الله في حياة سعيدة مليئة بالحب والتفاهم
وتابعينا بأخبارك.
ويضيف الدكتور أحمد عبد الله يمكنك الانتظار لبعض الوقت حتى يتبين لك مصير عمل هذا الشاب، ومعك في اعتبار مسألة التكافؤ.
وتابعينا بأخبارك.