السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سيدي الفاضل: أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة في الصف الثالث الجامعي أخذت على عاتقي أنا وأخواتي في الله منذ أول يوم لنا في الجامعة أن نحمل لواء الإسلام ونعين أنفسنا ومن حولنا بأن نسلك الطريق الصحيح ولكن هذه الأيام تواجهني وإحدى أخواتي في الله مشكلة تؤرقنا كثيرا ولا ندري لها حلا ولذلك فكرنا في الاستعانة بحضرتك بعد الله،
والمشكلةُ تخص إحدى صديقات أختي حيث بدأت منذ وفاة والد صديقتنا منذ حوالي 3سنوات حيث أصيبت بصدمة نفسية شديدة حيث كانت مرتبطة به جدا وعلاقتها بوالدتها الآن متوترة بسبب توتر العلاقات بين والدتها ووالدها قبل وفاته على حد قولها.
وعندما تعرفت عليها أختي في الله منذ سنة تقريبا فوجئت بأن عندها خلل شديد في العقيدة حيث تقول أين توجد الجنة والنار وأن ربنا وتعالى الله عما تقول أن الله يضحك علينا ولكن منذ يومين كنت أتحدث معها وتطرقنا لهذا الموضوع أخبرتها بأنه يجب علينا كمسلمين أن نؤمن بالجنة والنار فأخبرتني أنها مؤمنه بهما لأنهما مذكورين في القرآن وهى تؤمن بالقرآن (أظن أنها كانت تقصد عدم تصورها) والله أعلم.
ملحوظة:هي فتاة من نفس عمرنا تقريبا وهي محجبة حجاب صغيور ولبسها إلى حد كبير محترم وشبه محافظة على الصلاة يعنى أخلاقها جيدة فهي طيبة وعندها استعداد طيب وإذا أحببنا أن نصنفها فهي ذات أخلاق أساسية إلى حد كبير،
والمصيبة بل الكارثة التي اكتشفتها أختي منذ فترة بسيطة هي أن هذه الصديقة بفعل تسلط أصدقاء السوء قد أدمنت المخدرات على هيئة أقراص فأقنعتها أختي بخطأ ما تقوم به، وحاولت هذه الصديقة الامتناع ولكنها أدمنت، وأصبحت تتعب كثيرا إذا امتنعت عنه وعندما هددتها أختي بإخبار أهلها أصبحت هذه الصديقة تخفي عليها.
ولكن رجعوا وتصالحوا فأصبحت تخبرها مرة أخرى وقد أخبرت أختي بآخر أخبارها وهي : (مع الأسف) ما يلي أنها لم تتعاط شيئا منذ حوالي 3 أسابيع ولكن صديقة السوء أخذت تلاحقها من فترة لأخرى وتسألها عن سبب الإقلاع وعندما أخبرتها صديقتنا أنها قد تابت ولن تعود قالت لها رفيقة السوء:
إذن انظري ماذا حدث لك في آخر مرة حيث ناولتها هذه ال.... اسمح لي أن أقول المجرمة ناولتها مع المخدر منوم حيث نامت عندها فترة القيلولة ولم تشعر بشيء ولكن هذه المجرمة تهددها الآن بفضح أمرها إذا لم تعد، ولك أن تتخيل مدى التعب الجسدي والنفسي الذي هي فيه الآن ولكن هل ما ذكرته هذه المجرمة صحيح أم من باب التهديد فقط؟ وكيف لنا أن نتأكد؟ بل كيف نتصرف وما هو الحل الأمثل؟؟؟
مع العلم: بالأمس أخبرت هذه الصديقة أختي بأنها عادة للتعاطي لأنها لم تتمكن من الصمود تحت تأثير التهديد والتعب الجسدي المرتبط بمحاولات التوقف.
أرجو أن لا تتأخر علي في الإرسال فنحن ننتظرها على أحر من الجمر أرجوووووووك حيث أنني أرسلت هذه الرسالة منذ فترة قبل هذه التطورات الأخيرة إلى عدة مواقع ولكن للأسف لم يصلني منهم رد إلى الآن والأمر يزداد سوء يوما بعد يوم
وأنا أحمد الله على أنني استطعت الوصول إليكم،
وجزاكم الله خيرا.
15/8/2003
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا بك على موقعنا وصفحة استشارات مجانين الحقيقة أن صديقة أختك تلك لا يمكنُ التعامل مع مشكلتها دون عدة شروط:
* أولاً: لابد من إشراك أفراد أسرتها أو بعضهم على الأقل في العملية العلاجية.
* ثانيا: لا بد أن تكونَ رغبتها صادقةً في التخلص من الإدمان على الأقراص أيا كان نوعها.
* ثالثًا: لابد من استشارة طبيب نفسي وإدخالها إحدى المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان.
* رابعًا: دور الصديقة الطيبة من أمثالك وأمثال أختك في الله لا يجيءُ قبل ذلك، ولكنه في منتهى الأهمية بعد خروجها من المستشفى لأنها إن لم تجد أمثالك حولها، ستعود إلى صديقات السوء مرةً أخرى وقد تعود إلى التعاطي أيضًا.
أما فيما يتعلقُ بالتهديد الذي تقوم به صديقة السوء، فإن أول احتمالٍ ممكن هو أن هذا الأمر لم يحدث أصلاً، وليسَ أكثرَ من تبريرٍ تقدمه المدمنة لكي تبرر عدم قدرتها على التوقف، وثاني احتمال هو أن صديقة السوء أخافتها وهددتها بالفعل، ولكن دون اشتراطٍ لأن يكونَ شيئًا قد حدث، وفي جميع الأحوال سيتولى الفريق الطبي النفسي علاج كل هذه الأمور،
وأما ما يتعلقُ بك وبأختك في الله، فإن واجبكما هو أن تبلغا تلك الفتاة بإصراركما على أن تقوم هيَ بالاستعانة بأحد ذويها على الأقل، لمساعدتها في العلاج مهما كانت العلاقات متوترةً في بيتها، هذا إن كانت لديها النية في العلاج، فإن لم تكن مستعدةً لذلك فإن نصيحتي المبنية على خبرتي الشخصية في التعامل مع ضحايا الإدمان، هيَ أن تقطعي أنت وأختك علاقتك بها تماما حرصًا عليكما لأنها إن لم تلتزم بالعلاج فورًا فإن حالتها وسلوكياتها ستتدهور لا شك في ذلك!