قتلت أهلي في تفكيري
أكتب إليك ودموعي تسيل على وجنتي فأنا تنتابني فترات أسرح بخواطري وأتخيل أن أهلي قد ماتوا في حادثة وأنني أعيش في مشاكل مع أعمامي على الميراث وأتطور إلى تفاصيل مملة فمرة يموتون جميعا معا، ومرة تبقى أختي معي وأعيش مع عمي الطيب الذي يساعدني لاسترداد حقوقي.
أنا أحس بالذنب تجاه أهلي وأتخيل أنني لن أحزن عليهم إذا ماتوا في الحقيقة وقد بكيتهم كثيرا في تفكيري
أريد أن أتخلص من هذه الأوهام، ماذا أفعل؟
24/3/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ونعتذر بداية عن تأخرنا في الرد عليك ولكن عذرنا هو أنك لم تكتبي لنا من خلال الطريق المخصص لإرسال المشكلات، وإنما من خلال بريد المشاركات، ولهذا السبب تأجل الرد عليك بعض الشيء.
ما تشتكين منه يا ابنتي يندرجُ تحتَ أنواع التفكير الاجتراري Ruminative Thinking
والذي يتخذُ من المواضيع المحزنة مادةً له، ورغم أنك لم تذكري لنا المدة الزمنية التي تستغرقها تلك الفترات التي تسرحين فيها بخواطرك، وهل هي مددٌ تزيد الواحدةُ منها عن أسبوعين، أو تصل إلى شهور تنتابك فيها تلك الفترات من التخيلات المحزنة، إلا أننا نستطيع أن نخمن انطباعا مبدئيا عن كون المسألة متعلقة بالاكتئاب خاصة وأنك تشتكين بعد ذلك من الشعور بالذنب تجاه أهلك الذين يمسهم محتوى التخيلات المحزنة.
هناك تشابه ظاهري بين عرض الاستغراق في التخيلات وبين ما نسميه بأحلام اليقظة Daydreaming إلا أن محتوى أحلام اليقظة غالبا ما يكونُ ممتعا أو مفرحا ومحققا لطموحات معينة لدى الشخص على عكس ما ينتابك أنت من تخيلات يعذبك الاسترسال فيها, وهناك أيضًا وإن كنا غير متأكدين ما يجعل الأمر مشتبها مع الأفكار الوسواسية من النوع الاجتراري، خاصة وأن عنوان إفادتك الذي اخترته "قتلتُ أهلي في تفكيري"، وكذلك ما جاء في سطورك الإليكترونية وتعبرين فيه عن شعور مفرط بالذنب وكأن أفكارك تكتسب قوة الفعل رغم أنها لا إرادية أصلا.
لكنك لم تذكري لنا ما يجعلنا متأكدين من صورة الأفكار التسلطية لكي يكون احتمال الوسواس القهري ممكنا، والتفريق بين كل هذه الاحتمالات يحتاج بالتأكيد إلى لقاء مباشر مع طبيب نفسي متخصص.
وأحيلك مبدئيا إلى ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين لتفهمي منها معنى أحلام اليقظة الطبيعية والمرضية ومعنى الأفكار الاجترارية ومعنى التخيلات، وغير ذلك كالعلاقة بين الوسوسة والاكتئاب، فانقري العناوين التالية:
الوسواس القهري وأحلام اليقظة !
الحزن المزمن والهروب بالتخيلات
التعويض في الحلم
تخيلات الموت والعزاء
الوسواس القهري والاكتئاب
عسر المزاج ، والاكتئاب
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
وأنت بالطبع لم تبيني لنا مدى الإعاقة التي تسببها هذه التخيلات لك في أدائك لواجباتك واستذكارك لدروسك، لكننا على أي حال نستطيع أن نعطيك انطباعا مبدئيا بأن حالتك هذه إنما تمثل شكلاً من أشكال اضطراب الاكتئاب الذي يستدعي ضرورة اللجوء إلى طبيب نفسي، فلا تترددي وفاتحي أقرب أعضاء أسرتك إليك واصطحبيه إلى أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك.
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.