قبلة ولمسة: صدمات الخبرة والتبكيت مشاركتان
ما كنت لأرد على ردك يا أستاذي إلا أنك دعوت الله أن يديم نعمة التواصل، يعني ردي ليس هجوما على أحد أو دفاعا عن نفسي أو غيري فلم أنفر مرة في حياتي لرد تهمة عن نفسي.. ليس ثقة كاملة في نفسي وإن وجدت من دون كمال ولكن يقينا بعدم جدوى الجدال فرأيك صواب يحتمل الخطأ ورأي خطأ يحتاج التصويب-هذه من قناعتي- المهم سأورد لك تعقيبي على ردك في نقاط..
** قلت (أختنا مؤمنة متدينة ولكنها ضعيفة ربما بسبب جهلها بالعواقب أو استسلامها وواجبنا تبصيرها ودعمها لتقف على قدميها)
أعرف أن العاصي لربه ثلاثة أصناف إما جاهل فنعرفه بالحكم الشرعي لما يرتكب فيعزف عنه وإما غافل مع علمه فنذكره وإما معاند مكابر لا طول من الحديث معه! فيا ترى من أي الأنواع فتاتنا الحبيبة أدعوك والقراء لقراءة رسالتها من جديد ومعرفة طلبها.بالتحديد!!.
** بالله عليك أيكون للمتدينة في جهلها بالعواقب رادعا عما تفعل أقوى في تأثيره من خشية الله؟؟؟؟ أتردع العواقب الدنيوية أكثر من ردع عقاب الله وأين؟! في قلب المتدينة؟؟
** قلت.. (لو قصرنا حق الدعوة إلى الله على من لا يخطئون فقط لتوقف الكثيرون عنها..وكل ابن آدم خطاء.....الخ)
سيدي الفاضل العزيز هل كل الأخطاء متشابهة فلو داعية من الدعاة تكلم عن أحدهم في غيابه أو نهر أحدا أو أعرض عن أحد أو غلظ على أحد!! أتساوي تلك الخطيئة بما تفعله أختنا.. إن الله لم يساوي فلمَ نساوي نحن؟؟ هل خطؤها من اللمم الذي يتجاوز عنه؟؟
** أطلقت تحذيرك-الذي أرجف قلبي وتوجهت بعده لله بالدعاء والاستغفار- من غرور الدين ومعاصي القلوب بالكبر وغيره!! يا الله.... لا أدري من أين وصل سيادتك من كلامي والأخت سحر أن في القلب كبرا وغرورا بدين من الله علينا به من غير حول منا ولا قوة.. لمجرد نصحنا للفتاة واستنكارنا لما تفعل...... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ليس غرورا بالتدين وإنما ثقة أن حامل الدين يستجلب لنفسه هداياه ومن تلك الهدايا الهداية (بفتح الأولى وكسر الثانية) والرشاد وعلو النفس عن اندفاعاتها غير المحسوبة تجاه الرغبة والشهوة مفرغة إياها في غير محلها وفي غير وقتها.. وإلا –يرحمك ويرحمنا الله– لا فرق بين حامل الدين ومزدريه فالكل واقع لا محالة في وحل الخطيئة عافانا الله وإياكم وفتاتنا وخطيبها من شر ذلك كله..
علما بأنه قد أنهت كل منا رسالتها بالدعاء الخالص بالهداية وبالمغفرة للفتاة وخطيبها ولنا جميعا.. وإن أطلق هذا التحذير على كل مذكر لما كان من العدل أبدا..
**قلت (الرغبة في الوصال العاطفي والجسدي ليست دنوا ولا دناءة)...
هي كذلك سيدي الفاضل عندما تكون في إطارها الصحيح بعد الزواج.. ولكنها دنوا ودناءة بلا أدنى شك في حالة أختنا وما يشابهها..
** بالنسبة للثقة التي تحدثت عنها سحر فإني أرى المبررات لفقدان الثقة بين الطرفين وليس في واحد فكما ينبغي على الفتاة أن ترد الثقة في قلب الرجل هو أيضا ينبغي عليه ما ينبغي عليها ولكن لتبتعد تلك المبررات عن الدين والتدين ولتلتصق بالآخذ بهما بغير فهم ووعي فلما أقول أنها محجبة وتفعل وتفعل فالعيب فيها لا في الحجاب.. وقناعتي الشخصية تكره التعميم.. فإن عممت فمن ذا الذي يخرجني والصالحين ممن يشهد لهم من ذلك العموم؟
ونشتاق سيدي الفاضل لحديثك عن الثقة كما وعدت أرجو المعذرة ولك ولكل الفريق خالص تحياتي ودعائي بالتوفيق والسداد
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
3/5/2004
رد المستشار
الأخت الكريمة: شكرا على استمرارك، وليس لدي سوى إجابات سريعة على المحدد من تساؤلاتك المهمة:
- أحسب أن أختنا صاحبة السؤال الأصلي غافلة تحتاج إلى تذكير وضعيفة أمام نفسها تحتاج إلى تدعيم، وأحسب أن مشاركتك السابقة قد تجاوزت الدعم والتذكير بقدر واضح، ولكنه أقل من أختنا الأخرى، وهذا رأيي الذي يحتمل الخطأ بالطبع.
- العواقب الدنيوية تردع الجميع وهي في الحديث مع أختنا صاحبة المشكلة أهم من العواقب الأخروية، وإذا اتفقنا أنها غافلة فعلا، وضعيفة أي أن الكوابح الدينية –إذا صح التعبير– فيها ضعف عندها، فهل نخاطب ونستدعي ونستنهض الضعيف أم نلتفت إلى القوي عند الجميع ونخاطبه؟!!
لا بأس من الجمع بين السبيلين، ولكن بالحسنى لا بالتلطيش.
- لأنه ليست كل الأخطاء متساوية فإنني كتبت ما تقرئين وآفة من آفات المسلمين أنهم صاروا يخلطون بين الكبائر والصغائر، والمحرمات الشديدة، والمكروهات الأهون...الخ، وهذا ما يحدث في مناخ قلة البضاعة من المعرفة بحقيقة الدين، وواقع الناس.
- ليست الأخطاء متساوية إذن، وإذا كانت المعاصي أطيافا تنتهي في أعلاها بالشرك، وأدناها ما يسمى باللمم وبينهما سلم متصاعد يتدرج من الصغائر إلى الكبائر، فأنا أسألك هل القُبلة والحضن هنا هي معاصي أقرب إلى الخطايا من الكبائر أم هي أقل من ذلك؟!! دون أن يكون هذا تهوينا أو استهانة، وفي الأثر أن المؤمن يرى ذنبه كبيرا كأنه في أصل جبل، والغافل –أو الكافر، لا أذكر– يرى ذنبه كأنه ذبابة من استهانته به.. اللهم عافنا أجمعين.
هذا عن نظرة المؤمن وضميره ومحاسبته لنفسه، أو كيف ينبغي أن تكون، أما نظرتنا نحن له فينبغي أن تكون أخف تلتمس العذر، وتخفف عنه إلا أن يستهين ويستخف فعندها يجب علينا تحذيره وتذكيره بعاقبة الاستهانة لأنها هنا تكون أشد من الذنب نفسه، ولم أر في حالة أختنا إلا أنها متألمة لما يقع منها، مع عجزها عن إيقافه، حتى أنها تفكر في الانفصال عن خطيبها بسبب ما وقع بينهما "على ما أتذكر"، فهل أختنا مستهينة لاهية فننهرها، أم يغلب عليها الضعف والغفلة والألم بسببها فتحتاج إلى دعم أو نصح من نوع آخر؟!
- معاذ الله أن أتهمك أو أختنا المشاركة الأخرى بغرور التدين وإلا أصبحتما متورطتين في خطر أحذركما أصلا منه، وهو التفتيش في الضمائر، ومحاكمة الناس دون فهم لأسباب مواقفهم، وظروف ودواعي تصرفاتهم!!
- لكنني انتهزت فرصة غضبكما لأشير إلى مرض عضال نعاني منه ويفتك بنا وهو متعدد الأعراض فمن الخلط بين الصغائر والكبائر إلى الاستقواء بالدين لممارسة العنف المادي أو المعنوي أو حتى اللفظي على خلق الله إلى تبسيط أو بالأحرى تسطيح إدراكنا لمفهوم الشر، وأجندة المنكر البسيط، والمنكر الأشد، ومنه الاهتمام بظاهر الإثم أكثر من باطنه، وإنكار معاصي الجوارح مع الغفلة عن معاصي القلوب، وهي تفتك بنا و بأحوالنا أكثر.
- هذا المناخ سائد ومنتشر، وهو من كبائر المنكر الذي لا يجهر بمعاداته إلا القليل بينما الفساد الظاهر متواضع الأثر –هذا الفساد الظاهر تنكره أصوات كثيرة عالية.
- أخيرا أختلف معك في أن ما تقوم به أختنا صاحبة السؤال الأصلي يمكن أن يسمى دنوا ودناءة، وإنما هو خطأ وتجاوز ينبغي أن يربأ بنفسه عنه كل عاقل يقدر العواقب في الدنيا والآخرة، ناهيك عن أن يكون ملتزما، ولاحظي أن تسمية الأشياء بأسمائها إنما هو من مهام الشهادة على الناس، وشتان بين استعجال الشيء قبل أوانه، والانحطاط إلى ممارسة تخرج عن مقام الإنسانية الرفيع.
- وسامحيني إذا لم أتحدث عن الثقة هذه المرة أيضا.
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ملتزمة ومخطوبة: تعقيبات من رحاب مختلفة م