روح تقتل تبحث عن توأمه
السلام عليكم،
أنا صاحبة مشكلة: روح تقتل تبحث عن توأمها الأستاذ الدكتور وائل شكرًا على نصيحتك واهتمامك ولكنني في الحقيقة ذهبت ولم أستطع أن اصعد درجات السلم لدي الدكتور النفسي ولم أشعر إلا بأنني شيء خفي ورهبة شديدة أبعدتني عن دخول المكان حيث أنني قمت بالاتصال بابنة خالي لكي أكسر حاجزا بيني وبين الناس وقالت لي في أول زيارة لا ما تروحيش لدكتور نفسي أحسن ستكونين خاضعة له وتدمنين العلاج النفسي
أنا مقتنعة ولكنها لم تكل ولا تمل وتتصل بي تليفونيا وزرعت داخلي حاجزا رهيبا إلى جانب أنني مقتنعة بالطب النفسي فما رأيكم لقد تحسنت لمجرد رأي أراح نفسيتي فما بالكم إذا بدأت العلاج الفعلي
في أول اختلاط لي بالناس منذ ثلاث شهور ندمت عليه لأنه زادني عذابا بابنة خالي التي باتت رسالتها في الحياة هي إقناعي بخطورة الطب النفسي في العيادات النفسية.
فأرجو من حضرتك أن تساعدني كيف أتخلص من إلحاحها علي لأنني أتدهور وفي انتكاسة حقيقية سببها أنني حاولت الاختلاط بالكون مرة أخرى لقد قرأت القرآن وصليت ليل نهار ولكن سرعان ما يعود بي التفكير إلى وفاة خطيبي ثم والداي بعده بفترة.
والاكتئاب عندي ظاهرة مستمرة إذ أنه على وشك نهاية العام وإتمامه معي أنا لا أركز وأشعر أنني أقتل، وأود استشارة حضرتك في قطع علاقتي بابنة خالي التي تقف حائلا بيني وبين العلاج النفسي، وأرجو أن تساندوني حتى أعبر عنق الزجاجة لأني أختنق.
وشكرا على ردكم وتذكيري بأن الله واحد مالك الكون وأنا مقدرة أنه بالطبع تكون لديك عشرات الرسائل ولن تكون لديك دائما فرصة الرد ولكني أدعو الله أن تكون هذه الفرصة من نصيبي، وأقترح عليكم تنظيم الرد على المشاكل لكي لا تصل إلى التكدس الشديد وتكون على طراز المسابقات التليفزيونية.
وأكرر شكري للأستاذ الدكتور وائل أبو هندي على اهتمامه بالرد على مشكلتي وتطوعه لمساعدة العاجزين نفسيا مثلي عبر موقعه المتميز،
والسلام عليكم
12/8/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابنة خالك، ليست عجبًا في أفكارها فهذه أفكارٌ تنتشرُ في مجتمعنا بصورة كبيرة، ويمكنك قراءة الكثير من أمثلتها عندنا في الموقع تحت عنوان: الطب النفسي شبهات وردود
وأما الجديد والمثير في أفكار ابنة خالك تلك فهو حكاية أنك ستكونين خاضعةً للطبيب النفسي! وأنا في الحقيقة لا أدري كيف يكون ذلك؟ إن من أساسيات عمل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي أن يعلم مريضه أو مريضته كيفية الاعتماد على الذات، لكي لا تصبح العلاقة علاقةً اعتماديةً من المريض على المعالج لأن ذلك يضر بالطرفين، فلا المريض بهذه الصورة التي تتخيلها بنت خالك سيكونُ قادرًا على تجاوز أزمات حياته بمفرده ولا الطبيب النفسي سيكون قادرًا على الوفاء بمتطلبات مثل ذلك المريض!.
أما إذا كانت بنت خالك تتكلم من خلال فكرتها عن أحد الأفلام المصرية القديمة (المقتبسة والمشوهة للحقائق دون أدنى مراجعة من مختص) والذي يحكي حكاية المنوم المغناطيسي الذي غرر بإحدى الفتيات وأوقعها تحت تأثيره (فكان يستطيع التأثير فيها من خلال نظرة جنابه إلى صورتها الفوتوغرافية وهو ما لم نسمع به لا في الطب النفسي ولا حتى في التنويم المغناطيسي ولا هو لو حكى لنا على أنه نوع من السحر سنصدقه!) فابنة خالك لم تفهم أن الفيلم ورغم كل أوجه القصور فيه كان يحكي حكايةً اختصاصي نفسي فاشلٍ لم يحصل على شهادةٍ تمكنه من ممارسة المهنة كما ظهر في آخر الفيلم، لكنني أقول لها ولغيرها أن الأمر هنا لا يرد عليه إلا ببيت الشعر العربي الذي يقول:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولولا أن حالتك أشد من أن تسمح لنا بالتراخي لطلبت منك إقناعها بالتدريج، لكن الأمر لن يحتمل أكثر من ذلك عليك أن تستخيري ربك عز وجل، والاستخارة معناها أن تصلي وتدعي الدعاء المعروف، ثم تقومين بالتوجه للطبيب النفسي فإن تم الأمر فتأكدي أن الخير لك فيه إن شاء الله وإن تعذر بشكل أو بآخر فصلي مرةً أخرى صلاة الاستخارة واختاري طبيبًا نفسيا غيره، ولكن لا تتراخي في هذا الأمر من فضلك!
وواظبي على الصلاة وقراءة القرآن، وأنا معك إن شاء الله وتابعيني بأخبارك، وليس هناك ما يستدعي قطع علاقتك بابنة خالك فهيَ حرةٌ في آرائها.
ويتبع>>>>>>>>> : روح تقتل تبحث عن توأمها م1