الخجل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛
أشكركم جزيل الشكر على جهودكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في مهمتكم.
مشكلتي هي أنني خجولة مع احمرار الوجه مع عدم القدرة على إيصال الفكرة بنسيان الكلام وخصوصا إذا خالفني شخص في الرأي أو طلب مني توضيحات بشكل يجعلني أكره نفسي في بعض الأحيان هذه المشكلة بدأت مند سن الحادية عشر، لقد كانت أمي تعاملنا بقسوة شديدة إلى درجة أنني كنت أقول في نفسي هل هي حقا أمي لم أشعر أبدا بحنانها وعطفها إذ كانت هي الآمر الناهي سواء كانت على حق أم على باطل، أبي رحمه الله كان يلبي لها كل ماتريده لا يتدخل في أي شيء.
إنني أكبر إخوتي فنحن أربعة ولدين وبنتين لقد رأيت سوء معاملة أمي لإخوتي لم أكن أقدر أن أتفوه أمامها بكلمة وإن تجرأت كان مصيري الشتم والسب، تنقطع عن الكلام معي لفترة طويلة فهكذا كانت معاملتها معنا وحتى مع والدي رحمه الله الذي كان يحبنا.
إنني متزوجة مند عشر سنوات وعندي طفلين زوجي يكبرني بستة عشرة سنة يُكن لي كل الحب والاحترام فهو رجل متدين له شهادة عالية تكلمت معه مرارا على مشكلة خجلي لكنه يقول لي لاتجعلي هذا يسيطر على تفكيرك انشغلي بما هو أهم. كنت أشتغل وتوقفت بعد ارتداء الحجاب لكي أتفرغ لتربية أبنائي، المدينة التي نقطن فيها صغيرة وليس هناك مجال لإقامة علاقات، أشغل وقتي بتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم لطفلي، أهتم بمجال تربية الأطفال والعلاقات الزوجية وأقرأ كل ما أجد من مقالات وكتب في هذا المجال وأطبق كل جيد ومفيد في أسرتي الصغيرة
أتناقش كثيرا مع زوجي في كل الأمور فهو الصديق وهو الأب وهو الزوج الذي يأخد بيدي ويخفف عني أحمد الله على هذا الزوج المثالي، لي صديقات لكن في مدينة بعيدة فالهاتف هو أهم وسيلة للاتصال أما الزيارات فهي قليلة.
سؤالي هل سبب خجلي هو تربيتي هل هناك علاج أرجوكم لا تقولوا لي يلزمك استشارة طبيب فنحن في سويسرا ولا يوجد طبيب نفسي من مجتمع عربي في المنطقة التي نقطن فيها بالإضافة إلى أن ثمن الاستشارة باهض جدا أريد أن أتحرر من قيدي الذي يخنقني ولا أجد سلاحا يحررني
ساعدوني ولكم الشكر
والسلام عليكم.
22/4/2004
رد المستشار
لماذا نخجل؟ وما الفرق بين الخجل والحياء؟ بالإجابة على هذين السؤالين ستتضح أمامنا أبعاد هذه المشكلة التي نتناولها الآن على موقعنا مجانين.
بداية أوضح ماهية الحياء أو ما هو الحياء؟ الحياء هو العفة وغض الطرف والعين، خشوعا منا إلى الله عز وجل وسترا لعورات الآخرين وعدم التعدي على حُرماتهم فهو عف العين واللسان وهذا هو الحياء الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شعبة من الإيمان ولكن عندما نربي الطفل تربية القمع والاستبداد وحرمانه من أن يبدي رأيه ولو فيما يخصه وعدم فهم طبيعة هذا الطفل الحقيقية وعندما يفعل هذا الطفل خطأ ما فإن رد فعل الوالدين غالبا يكون التحدث عن الشد والعقاب والخطيئة،
إحساس بالعار وهنا نكون أمام نوعين من الشخصية أو نمطين قد يسلكهما هذا الطفل فإما أن يكبر هذا الطفل ونراه شخصا عنيدا عنيفا لا يمتثل لأي قانون اجتماعي أو أخلاقي أو نراه وكأنه وصم بهذا السلوك القمعي فلا يستطيع أن يعبر عن ذاته فهذا بالنسبة له مشقة ليس بعدها مشقة وهو غير جدير بالاهتمام من وجهة نظره، يفتقر إلى الثقة بنفسه، كل شيء فيه يجلب له الإحراج أي أنه خلطة تعاسة تمشي على قدمين وتدور في مخيلته بعض الأسئلة مثل لماذا مُنعت من أن أبدي رأيي ؟! لماذا منعني والدي ؟! لأنني بالطبع لست قادرا على إبداء الرأي أو تحمل المسئولية، بالطبع كان تصرفهم هذا سليما. ومن هنا تنشأ عدم الثقة بالنفس والتي على أساسها يهدم كل سلوك سوي ويبقى الخجل البعد الأساسي لمشكلة فقدان الثقة بالنفس، وانعدام الثقة يعدم معها كل شيء.
ما سبق هو أحد الأسباب الرئيسية للخجل وليس السبب الأوحد بل هو من الأسباب المهمة والتي أردنا الإشارة إليها بشيء من التفصيل. وهناك أسباب أخرى نذكر منها: تشوهات الوجه والقامة أو الجسد وبالرغم من أنني لا أعزز هذه الأسباب إلا أنها تبقي شيئا أساسيا تتفق جميعها عليه وهو فقدان الثقة بالنفس فكل هذه الأسباب تولد الإحساس بالنقص. أي أنه وباختصار الخجل حالة مرضية.
الحياء سلوك سوي أما أنت أيتها الأخت السائلة وبرغم سنوات عمرك التي تعدت الثلاثين فأنت ما زلت تعانين من الخجل المرضي الذي تحول عندك إلى خوف أو رهاب اجتماعي ولا زلت تعانين ذلك المرض المؤلم فالخجل ليس فقط احمرار الوجه والتلعثم عند مخاطبة الآخرين بل هو الإحساس بالإخفاق وعدم التكيف والإحساس بالارتياب والخوف والنقص وعدم الثقة وما يصاحب ذلك من ازدراء للنفس ويتعدى الخجل الألم النفسي ويأخذ أعراضا جسمية مؤلمة أيضا كانقباض الصدر وكأن القلب على وشك أن يتوقف وجفاف اللعاب والعرق الزائد وارتعاش الشفتين والقدمين والساقين وبعض خلجات الوجه المحرجة والتحدث بصورة غير طبيعية وكأن الكلمات تخرج من غير فمك فهي تخرج دون ضبط.
يكفي ما سبق من تفاصيل فنحن نعلم أن كل من يراسلوننا في موقعنا هذا يراسلوننا التماسا للرشد والنصح قبل النفسي.
لذا فنحن سوف نقترح عليك بعض النقاط عسى أن نعينك على ما أنت فيه فنحن نعلم جيدا أنه شيء مؤلم ونقدر معاناتك وقبل أن نساعدك على التخلص من الشعور بأنك أقل منزلة من الآخرين وبأن كل ابتسامة ما هي إلا ابتسامة سخرية موجهة إليك، عليك أن تدركي شيئا مهما وتضعينه صوب عينيك أن تنظري لحاضرك وليس لماضيك الذي دفعك للانعزال وأن تحاولي بل وتعقدين العزم على التخلص منه ونقطة هامة أخرى وهي أن ليس كل الرجال أبيك أو معلمك، ليست كل النساء أمك أو معلمتك ولنبدأ المقاومة سيدتي العزيزة:
• أول شيء أنصحك به وهو عكس ما أنصح به في المشاكل الأخرى التي يكون فيها الخجل مجرد عرض من أعراض الرهاب فأنصحهم غالبا بتلافي نظرات الآخرين. أما بالنسبة لحالتك فأقول عكس ذلك وهو أن تنظري في عين الشخص الذي تحدثينه – نعم في عينيه.
• حاولي أن تعتبري انتقاد الآخرين لك مجرد ملحوظة وإن مدحك أحد فلا تظهري الرضا الزائد
• حاولي أن تحتفظي بهدوئك وبتفكيرك العقلاني واتزانك – ولكن كيف؟!! قومي بهذا التدريب النفسي وهو أن تختاري أكثر الأشياء إزعاجا لك كالضوضاء الصادرة من الراديو أو ذلك النوع من الموسيقى الذي تكرهينه أو صوت أحد يتشاجر فقط اختاري أكثر الضوضاء إزعاجا لك واستمعي إليها وكلما ضايقتك هذه الأصوات حاولي أن تحتفظي بهدوئك كأن تغمضي عينيك وتأخذي نفسا عميقا من أنفك وأخرجيه زفيرا من فمك ولكن لا تبالغي كثيرا ولا شرط أن تصلي للهدوء التام وإن شاء الله تعالى سوف يساعدك هذا التمرين الذي من نتائجه القدرة على التحكم في انفعالاتك فإذا شعرت بالخوف مع الآخرين فإنه من بعد اللحظة الأولى من الخوف سوف تحاولين التحكم والسيطرة على هذا الخوف وضبطه بحيث لا يتعدى نقطة ولحظة البداية إن شاء الله....
وعلى نفس النمط هناك تدريبا أخرى كأن تسترخي وتفكري في كل شيء تكرهينه من مناظر مؤذية وروائح منفرة فهذا سوف يساعدك على التحكم في حواسك.
• اعلمي أنه لا أحد يستطيع مساعدتك مثلما تستطيعين أنت لذا حاولي تحليل ذاتك تحليلا منطقيا بعيدا عن لوم الذات والإحساس بالذنب والإجابة على عدة أسئلة مثل: لماذا أتلعثم؟؟ وماذا يحدث لي وأنا في صحبة الآخرين؟! لماذا أخاف هكذا؟! هل هو خوف من أن أترك أثرا غير طيب؟ ولماذا يهمني أن أترك أثرا طيبا؟!! هل هو تعويض لنقص ما ؟ لماذا أخشى الناس هكذا ؟ هل أخشى أن يكتشفوا ضعفا في؟ وما هو هذا الضعف؟ كيف كان يعاملني والدي ولماذا كنت أُعاقب؟... إلخ عندئذ سوف تكتشفي بعض الأشياء في نفسك ويخرج من عقلك الباطن أشياء وكنونات وأسباب كثيرة مجرد معرفتها والوعي بها سوف يجعلها تتلاشى وتذهب بآلامها فقط أخرجيها من سجنها.
• عليك ألا تهتمي بالأشياء التافهة والفرعيات واحكمي على الأشياء بعقلك
•لا تتصرفي اعتباطا بل يجب أن يكون كلامك وأفعالك بعد تفكير هادىء
• تقبلي الفشل والانتقاد بصدر رحب فمن المحتمل جدا ألا يقصد الشخص الآخر إيذاءك.
أتمنى أن تعود نصائحي عليك بالخير وأكون وفقت في مساعدتك ولو كخطوة أولى وتابعينا دائما....
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، ولا إضافة لدي بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة إيناس مشعل التي ما تزال تبخل على مجانين بصورتها الشخصية وبتفاصيل سيرتها الذاتية التي تبدو أكبر بكثير مما ذكرته لنا، ليست لدي إضافة إلا إحالتك إلى بعض ما ورد على وصفحتنا استشارات مجانين عن الخجل والحياء والرهاب وطرق الخلاص منهم، فانقري العناوين التالية:
احمرار الوجه، ليسَ خجلاً فقط
الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة م
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
أفيدوني عن الرهاب
الخجل وتشوش الأفكار مراهقةٌ أم رهاب ؟
الرهاب الاجتماعي
بين التأتأة والرهاب : بحثا عن الأيزو !
أريد التخلص من خجلي : برنامج علاجي
أريد التخلص من خجلي : م مستشار
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.