في بهو واحد من الفنادق أو المنتجعات في القاهرة أو السخنة في أوائل سنة 2005 على ما أذكر .... قدم لي أستاذي أ.د محمد حافظ الأطروني ابنه ومساعده الصغير وزميله في كلية طب المنصورة د. أحمد الموجي المدرس المساعد آنذاك ليشاركني العبء الذي أتحمله من مجانين أي ليعينني في الاستشارات ... قائلا طبيب نفسي وشاعر.... كان شابا مصري السمار نحيل القوام متألقا في نظراته نشيط المظهر، كما تظهر صورته في صفحته على الموقع.
بعد ذلك بحوالي الأسبوعين انضم الموجي إلى فريق العمل التطوعي في مجانين، وإذا به شعلة نشاط ... كدت أتكئ عليه في كثير من عبء الاستشارات، في وقت كان الأطباء النفسانيون الناشطون على مجانين أنا ومصطفى السعدني وابن عبد الله ومحمد المهدي ... في تناقص لمستوى النشاط حسب الترتيب... كان الموجي نشيطا في موجات كدت أتكأ عليها، لكن موجات الإبداعات التي كان ينتجها ويرسلها لإبداعات مجانين كانت أحيانا ما تؤثر على نشاطه في الرد على الاستشارات وقد بلغت إبداعاته المنشورة على مجانين 52 قصيدة .... فضلا عن عدد من المقالات العلمية والطبنفسية والاجتماعية
بدأ نشيطا لبضع شهور... ثم أصح يتأخر ويتأخر حتى نضطر لإرسال الاستشارات لغيره ثم بعد مدة أصبح يتحرج من الرد على اتصالاتي لأني سأقول أين الإجابات يا موجي؟ .... ثم عاتبت فيه أخي أ.د السيد صالح فإذا به يقول لي انشغل الموجي وتزوج ....
وسرعان ما اكتشفت أن إسهامه في مجانين كان موجة من أمواج حياته كطبيب نفساني شاعر..... وقد بلغ ما أجاب عليه من استشارات 97 استشارة ومتابعة
انشغل الموجي بحق حتى أنني على مضي 9 سنوات من 2006 حتى حتى منتصف 2016 ... لم أره طوال هذه المدة في أي من الملتقيات الطبية العلمية أو الترفيهية أو المختلطة إن تحرينا الدقة، وكنت كلما سألت عنه سمعت ما يفيد دوامات انشغال خلص دكتوراه ... فتح مستشفى ... ما شاء الله.
وفي أوائل شهر أبريل 2016 كنت واحدا من المحكمين الذين تولوا تقييم أبحاثه للترقي لوظيفة أستاذ مساعد ثم في يوم الخميس 5 مايو من هذه السنة التقيت الموجي بصفتي عضوا في لجنة الترقيات، وناقشته كمحكم داخلي ... أصبح سمينا وأقل تألقا ونشاطا مما عهدته قبل 9 أعوام ... كان غريبا أن أبحاثه كانت مفرطة في توجهها البيولوجي وهو ما خالف توقعي من طبيب نفسي شاعر كالموجي، وجعلني أؤكد على استيائي من عدم اهتمامه بالملخص العربية ولا الترجمة الصحيحة لعناوين الأبحاث ... فهذا وإن شاع في السنوات الأخيرة بين الباحثين المصريين حتى لم يعد ينتقده المحكمون إلا أنه لم يكن جائزا من شاعر....
اللافت والذي لاحظه كل الأساتذة أعضاء اللجنة كانت نظرته وطريقة رده وحديثه التي توحي بأنه يتناول نوعا ما من العقاقير وهذي بعض آثاره الجانبية... لم يسأله أحد ... واجتاز الموجي المقابلة بهدوء وتمت ترقيته إلى أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة المنصورة....
منذ أيام قرأت نعيه على الفيس_بوك وجاءت الصدمة ليصبح د. أحمد الموجي ثالث مستشار للموقع يوافيه الأجل بعد فترة قصيرة من صدمتنا في أ. نيفين عبد الله وهي الثانية من مستشاري مجانين التي توافيها المنية بعد الشهيد حسن السيد.... رحم الله موتانا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
واقرأ أيضًا:
استشارات أجاب عليها د. أحمد الموجي / قصائد شعرية لأحمد الموجي / الهاتف المحمول