التعايش مع الألم ... هل هو قوة أم ضعف ؟
كثير منا يقدر يتعايش مع آلامه سواء ألام جسدية أو آلام نفسية دون أن يشتكي أو يظهر وجعه وآهاته.. ولكن هل التعايش نوع من الهروب من مواجهة النفس بمصابها.؟!. أعتقد أن عملية التعايش هذه تتم وفقا لما يكمن داخلنا من أحاسيس نتمنى التخلص منها …نتمنى أن نكون غير معايشين لها أو حتى متعايشين … عقلنا الباطن يستطيع التقاط الرغبة الكامنة بداخلنا ويرسل لعقلنا الواعي إشارات بمحاولة تجاهل الألم وبالتالي التعايش معه…
ولكن لنجاح عملية التجاهل والتعايش شروط أولها أن يكون صاحبها كارها أو رافضا للتعاطف أو الشكوى من أي نوع … أن يكون كبرياءه يمنعه من إظهار آلامه خاصة لو كان آلما نفسيا … أن يكون مؤمنا بأن الله لن يتركه بل يسنده ويعطيه قوة تحمل وصبر على آلامه ولكن هناك أسباب أخرى سلبيه منها اليأس من تخطي آلامه … اليأس من أن يجد من يسمعه أو يخفف عنه … إحساسه بالوحدة!.
ولكن في النهاية النتيجة واحدة مهما اختلفت الأسباب …ألا وهي التعايش ثم التعايش مع الألم.
تخطي الألم يجعلنا نرتقي فوق ألامنا وجروحنا وفوق صدماتنا ..وهو ما يسمى تطور ونمو ما بعد الصدمة
أنا واحدة من الناس التي استطاعت التعايش منذ زمن مع أي آلام ممكن تواجهني سواء جسدية أم نفسية ... التعايش بعد أي صدمة … صحيح في البداية الصدمة تهزني جدا وتصيبني بحالة من عدم الاتزان …ولكن مع اختبار عدة صدمات استطعت أدرب نفسي على الصمود وقبول الأمر الواقع والتحكم الانفعالي وأصبحت قادرة على التعايش مع الصدمات وما يلحق بها من ألم…
حتى المتاعب الجسدية نستطيع التعايش معها إذا تجاهلناها وحاولنا عدم التركيز فيها وعدم التحدث عنها حتى مع أنفسنا.
عبارة مكررة أقولها لنفسي كل يوم صباحا حينما أستيقظ من نومي … ألا وهي :
قوني يا ربي وأعطني قوة على تحمل أي ألم وتجاوز أي صعوبات في حياتي ..
دعوة يقينية أدعو بها إلهي وأشحن بها عقلي الباطن ..
12/3/2018
واقرأ أيضًا:
الألم / في العتمة ضي ! مقدمة.. في الألم! / في العتمة .. ضي مدخل مكمل .. عن الألم / الألم الصامت... والصمت المؤلم...