اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر4
القضية - هرمونات الدوار إلى أعلى
أريد أن أصرخ بأعلى صوتي لكي يسمعني كل من يأبه لشيء!
أنا أعرف ما هي علّة الإنسان الأنثى، نعم أعرف. إن العلة في هذا الزمان خاصة، أن الأنثى مصابة الآن بهرمون السقوط إلى القمة!
لا تعجب عزيزي القارئ، فإن هرمون الأنوثة الذي يعتبره الآخرين هبة من الله تعالى لو زاد نقطة عن حده بالنسبة لي ولأخريات لأصابها بالدوار الناتج عن الرغبة في السقوط من القاع إلى القمة والأدهى من ذلك أن عدوى هرمون الذكورة أصاب الأنثى أيضا فصارت تتأرجح بين السقوط إلى القمة والصعود إلى القاع، ويا له من دوار.
وهذه علتي! أحب أن أركض وتؤلمني ركبتاي، أضطر لأن أمشي فأتراجع وأتباطأ وتدعني أفكاري كي أعود لأركض رغم أنف ركبتاي..
لو أني عشت في زمن تشالز داروين لشرحت له أن الإنسان لم يتطور من حيوان بحري هلامي، وكنت استمتعت بالبحث عن الضفادع في المستنقعات بدل أن أقبع هنا أكتب اعترافاتي، أسأل الله الستر.
أريد أن أبحث دائما ولا أعمل شيئا آخر وليس لأني أريد أن أستفيد أو أفيد جنس البشر فلم يعد يهمني، لأنه قدر له أن ينشر الهرمونات التي تتجاذبه والتي لا أقدرها.
ربما لأن البحث يجلب الأمل وأنا الأمل صديقي الذي سلاني ولم يعد يزورني، وأنا الآن أبحث عنه في كل الأماكن التي كنت أعرفها ولعله تركني لأني لم أعرف أن أثمن قيمته في حياتي.
ترى ما كان يقول تشالز داروين الذي نطق بالكفر البواح الذي يتشدق به علماء اليوم، ولكن ذلك لم يعد يهمني، تذكر ذلك.
أعرف أن فكرة واحدة تكفي كي تطيح بي من قعر القمة في اللحظة التي اعتقدت أني وصلت إليها فيها بسبب هرمون الدوار، فكرة ترسل بغضبها إلى مبيض واحد ينفث بهرمون يسبب لي الدوار، فأتأرجح ثم أسقط إلى قمة القاع.
من هي المرأة ومن هو الرجل؟ ولماذا؟ وأين وكيف وهل ولمن؟
ترى هل أنا الآن حية أرزق أم أني في ظلمات قبري أعذب باسترجاع شريط حياتي؟ أم أني نائمة في رحم أمي لم أزل جنينا أترقب لحظة ولادتي؟ أم أني طفلا رضيعا أرى حياتي أمامي فأبكي وتظن أمي أني أبكي بلا سبب أو لمغص أو بلل؟
أم أني الآن.. لا لا أظن أني في الجنة الآن وإلا لطمست تلك الذكريات والأوهام ولكنت خلقت من جديد!
لا تعجب فأنت تحلم ولا تعرف أنك تحلم حتى تستيقظ، فأيهما الحلم؟ اليقظة أم الحلم؟ وكيف لك أن تعرف؟
ها هي مروحة السقف ترف من جديد.
كل ما أستطيعه الآن هو أن أدفن رأسي بين كفي وأنظر في الظلمة راجية أن أراها، ولكن لا، أرى ظلمة يشوبها ضوء، فقط لأثبت لنفسي أن هناك مصباحا يتدلى من سقف في دهليز دماغي يكشف كل تلك الكراكيب التي أحتفظ بها منذ خمسة وثلاثون عاما. والعجيب أن تلك الأضواء لا توجد عند باب الخروج ولا حتى في ممر خارج الدهليز كي أرى طريقا يأخذني إلى الخارج. أوه إني أعيش في دماغي ولذلك أرى كل تلك الأكاذيب التي أتقنت فنونها وأصبحت أتربع على قمة قاع الكذب، فهل أنا من أهل النار؟
هرمونات القمة والقاع تتجاذبني، وحياة في قبر النفس وظلمة في دهليز دماغي مليء بالكراكيب الفكرية وأنا مازلت إلى الخلف أدور. ترى هل أنا زنبرك لا يعرف سوى أن يلتف؟ كانت أمي تصيح في وجهي دائما بأني كزنبرك تدفعني فأرتد! فهل هذا ما يجري الآن؟
ترى هل تضطرم نار من روحي بين جنبي فأقدم وأنا مازلت مكتوفة الأطراف مكممة الفم؟ وهل تكون نارها قوية كي تفك أصفادي وتدعني أطير بدون أن أسقط إلى القمة ثانية؟
هل يعود الأمل لجسد إنسي مكمم الفم يرفل في أصفاده يكشفه ضوء ساقط من كومة فوق رأسه كي لا ينام؟
هل هناك أمل لسجناء غوانتنامو؟
ربي أنت الأمل فخذ بيدي!
الأحد - 25 يونية\حزيران 2006
الساعة - 6:52 مساء
ويتبع........ : اعترافات امرأة مسلمة5 مشاركة
واقرأ أيضاً
اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة2 / اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر2 / اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر3 / اعترافات مسلمة في عالم الكفر3 مشاركة