شهر رمضان والعادات السلوكية1
🔹 *نصيحة سلوكية* : الأصل في البدايات أن نبدأ بتدرج معين في العبادات، وهذا ما نتبينه في سنة المصطفي محمد صل الله عليه وسلم حين كان يزيد طاعته وعبادته لله عز وجل في العشر الأواخر من رمضان.
وهذا الأصل يبين لنا سبب لماذا أن الكثيرين من المسلمين الصائمين يبدأون بهمة عالية وكيف يكونوا متشجعين في بداية رمضان في القيام بالعبادات بشكل مكثف من قراءة قرآن وقيام ليل وذكر 📿 🕌
ثم في العشر الأواخر تخبو القوة وتقل الهمة، لذلك فكان من الأفضل لفت النظر لهذه النقطة المهمة وهي *البدأ بتدرج معين في العبادات وهذا التدرج يزيد ولاينقص*.
*بعض القواعد المهمة في التعامل مع الوقت* ⏳⌛
1⃣ القاعدة الأولى:
*الوقت لابـد أن يمر* 🕐🕑🕒
لايوجد مجال للساعة أن ينتظر أحدًا.
سواءً كان الوقت لم يأتِ بعد، أي أنك تريد أن تنتظر أيضاً ساعة.
فتحدث في نفسك وتقول: سوف أقرأ في الساعة القادمة الجزء المقرر.
أو في الساعة كذا أريد أن أستيقظ وأصلي ركعتين قيام ليل.
فـ ـيمر الوقت وتأتي هذه الساعة حتماً.
ويحدث أحيانا أن تنتبه لمرور هذا الوقت بعد أن يمر ولم تفعل ما كنت مخطط لفعله، فيضيع عليك هذا الوقت.
لذلك فهذه هي القاعدة الأولى:
*هذا الوقت لابد أن يمر*.
2⃣ القاعدة الثانية:
*الوقت لا ينتظر أحد* 🕑✖👤
فإذا لم تتبع الوقت فالوقت لا يتبع أحد! سوف يمر.
3⃣ القاعدة الثالثة:
*الوقت لايرجع للوراء* 🕒✖🔙
فالذي يحدث عند بعض الناس أنه عندما يمر عليه الوقت ولا يفعل ماكان يريد أن يفعله، فورا *يُسوف للغد*: بكره سوف أعمله إن شاءالله.
وهذه تسمى في الاتجاه السلوكي بـ *لعبة الأعذار* وتصير على لسان الشخص دائما فتصبح *عادات سلوكية* كما قلنا عنها سابقا.
فإذا استمر الانسان بقوله: غدا سأفعل. فيصير تسويف وتأجيل، وسوف يبقى هذا الفعل فقط في *بكرة*.
4⃣ القاعدة الرابعة:
*حيز الوقت محدود* 🕓 🍶
مثلا : الكاسة، هذه الكاسة بماذا تتسع؟
تتسع لماء أو قهوة أو شاي.
فهي تتسع بـ *مقدار حيزها*.
كذلك الساعة تتسع بمقدار حيزها فقط.
*هذه القاعدة مهمة* وبالذات للمجتهدين أصحاب الهمم، ولكن عندهم *سوء تقدير للوقت*.
فهو *يريد* أن يقرأ في الساعة الواحدة 5 أجزاء من القرآن، ولكنه *لا يستطيع* أن يقرأ إلا 3 أجزاء.
وتكون الاشكالية في أنه غير مقتنع بعد أن المشكلة الأساسية في حيّز الوقت الذي لاسمح له إلا بقراءة 3 أجزاء، ويبقى مقتنع بأن المشكلة فيه هو. ويفسر ذلك بأنه ربما حين عمل هذه المـٓهٓمّة كان بطيئًا أو لم يقم بها بالشكل المناسب، وبأنه قصر فيها لسبب يخصه هو،
وهذا خطأ، لأنه يؤدي للفرد بالشعور بالاحباط. مع أن الحقيقة بأن تقديره للوقت كان ضعيف وغير دقيق.
الأصل هو أن *بما أن حيّز الوقت محدود فـتخيّر لحيز الوقت عادة مناسبة له*.
فأول خطوة هو أن نبدأ *بتقدير* المـَهٓمّات، كل مَهَمّة كم تحتاج لوقت، وكم يستغرق من الوقت للقيام بالمهمة المعينة.
فمثلاً جزء القرآن يحسب بالساعة كم يحتاج لوقت.
وقيام ركعتين في الليل كم يستغرق من الوقت.... وهكذا.
فمن الأهمية بمكان أن نضع هذه الأمور في ميزان الوقت، بحيث أنه عندما نرتب أوراقنا يكون فعلياً الوقت متاح لأداء هذه المـَهَمّات.
• ومشكلة أخرى في نفس السياق: وتحدث عند الشخص الذي يعبئ مـٓهَماته، وتكون كلها متواصلة وراء بعض ولا يوجد بينهم فواصل، فإذا اضطر لفعل شيء آخر غير المـٓهٓمّة وذهب عليه وقته المخصص لأداء المهمة السابقة فلن يلحق يعمل المـٓهَمة الجديدة في الوقت الذي يليه مباشرة، وبالتالي سوف يتخربط برنامجه، مما يجعله يشعر بالاحباط والحزن على هذا الوقت.
وخطر الاحباط بسبب ضياع هذا الوقت يتمثل في أنه *يؤثر* علينا، لأنه يقلل *فاعليتنا النفسية* في المتابعة.
5⃣ القاعدة الخامسة:
*حيز الوقت الواحد لايمكن أن يعبئ بمهمتين معا* 🕔✖🔀
مثلاً اذا قرر الفرد أن يقرأ المصحف الساعة 2 لكن قبل أن يمسك المصحف فكر في أن يمسك التلفون ويتفقد ماذا جائه من رسائل، فالذي يحدث بأن حيّز الوقت هذا لايمكن أن يعبئ بمهمتين، فما دام الفرد يتفقد تلفونه فلن يقدر أن يقرأ المصحف.
فالوقت يمتلئ قليلا قليلا أثناء أداء المهمة الثانية ولن يفيق إلا وقد ذهب الوقت ولم يفعل المـٓهٓمّة الأولى.
ولأن حيّز الوقت لا يتسع إلا لمـٓهٓمّة واحدة فالحلّ هو لإنجاز المـٓهٓمّة بتحضير وقت استباقي قبلها ووقت بعدها.
مثلاً: أعرف أن وقت ذهابي للمسجد يحتاج لتحضير نفسي من الوضوء وحتى وصولي للمسجد يستغرق ربع ساعة عندها للإحتياط أجهز حالي للمـٓهٓمّة قبل بثلث ساعة.
6⃣ القاعدة السادسة:
*الاشغال الذكي للوقت* 🕕💡
هناك تطبيقات في الجوال تستطيع أن تنزل برامج القرآن الكريم وتقرأها وتسمعها في أوقات الانتظار حين تكون خارج المنزل .
وغير ذلك من البرامج والتطبيقات التي تساعد على استغلال الوقت بطريقة ذكية.
7⃣ القاعدة السابعة:
*من المهم عدم تغيير العادة بشكل فجائي* 🕖 🚲 ⬅ 🚃
حين يكون الشخص قبل رمضان المبارك غير متعود على أداء المـٓهٓمّات العبادية بشكل مكثف، ثم في شهر رمضان يقبل عليها فجأة ويريد أن ينفذها كلها، هنا هذا التغيير المفاجئ لن ينجح فيه (إلا مع بعض الأشخاص)، لكن غالبا ولأنه غير في حيّز الوقت فجأة ولأنه كان قد تعود على بعض العادات السلوكية قبل رمضان من مشاهدة التلفاز وتفقد تلفونه دائماً فإنه سريعاً سوف يرجع لهذه العادة لأنه تعود عليها، وبمجرد ماأخذت هذه العادة الحيّز هنا يبدأ بـ *الانتكاسة السلوكية* وذلك راجع لخطأ من أخطاء التفكير *إما كل شيء أو لاشيء* أي بمعني يظن الشخص أنه بما أنه قصر 4 أو 5 ساعات فمعناه أنه لم يفعل شيء.
وهذا خطأ.
لذلك فيفضل أن يبدأ الإنسان بتغيير العادات السلوكية تدريجيا من شهر شعبان قبل رمضان حتى عندما يأتي شهر رمضان يكون مستعداً ومتهيئاً له بالشكل الكافي.
26/5/2017
يتبع ... شهر رمضان والعادات السلوكية3
واقرأ أيضأً:
المحاكمة/ التوقعات/ التدرج/ المحاكمة (1)/ ما هو الغضب؟!/ ما هو الخوف؟/ ما هو الحزن؟/ ما هو فقدان الأمان؟/ الرِّعاية النَّفسية/ العبث بالعقل: الحلقة12/ صناعة الهدر