الفضائح الجنسية في الكراسي القوية تزكم الأنوف وتطغى على نشرات الأخبار، وتثير تساؤلات عن السلوك البشري وما تمليه الكراسي وتعطيه. فالعلاقة ما بين الكراسي والجنس ليست جديدة، فالكرسي يرمز للقوة ومطلق الصلاحيات، ومنذ الأزل والذين يتسلطون تنطلق شراهتهم الجنسية وتنفلت لدرجات عجيبة، والتأريخ يزدحم بهذه السلوكيات المنفلتة المتمادية في جشعها الجنسي وسلوكها الغريب.
ومنذ ما قبل التأريخ وفي جميع الحضارات القديمة، يتحول الملك أو السلطان إلى حيوان متأسد شرس جنسيا يستحوذ على عشرات ومئات، بل وآلاف الأناث مثلما يفعل أي ذكر في الغاب الحيواني، ولا فرق بين سلوكهم وسلوك الكبش أو الديك أو القرد والأسد وأي فحل آخر. والقصص معروفة عن أعداد الأناث اللاتي يواقعهن هذا الملك أو السلطان، وهي ظاهرة مستشرية في الإمبراطوريات السالفة، وتشترك فيها جميع المجتمعات وبلا استثناء، ولا يمنعها من ذلك دين أو معتقد لأنها تروّضه وتطوّعه لتحقيق تلك الغاية الشهية المنفلتة تماما. والسلوك موجود في الصين واليابان والهند وعند الحضارات القديمة بأنواعها، فالجلوس على كرسي السلطة والحكم يكون مقرونا بالاستئثار الجنسي والاستحواذ المالي.
وفي الواقع المعاصر تجد العديد من الجالسين على الكراسي يعبّرون عن هذه العلاقة بطريقة أو بأخرى، ومهما تظاهروا وتورّعوا وتوهموا بالنزاهة والرفعة والعفة فإنهم يكذبون، ولا يمكن تبرأتهم من سلوك منفلت يتصل بهذين الاتجاهين، لكن السلوك الجنسي هو الطاغي دوما، ذلك أن الكرسي يعني في حقيقته الإمساك بثروة ما وقوة ما.
والقرن العشرون يحتشد بفضائح جنسية لقادة دول وأباطرة وسياسيين بارزين، ولا جديد في الأمر عندما تمتلئ وسائل الإعلام بالأحاديث عن فضائح جنسية لساسة وقادة متمرسين ومشاهير متنوعين. إنها النفس البشرية التي لا يمكن ردعها وتهذيبها، وهي التي تتحين الفرص للإطلال برغباتها ونوازعها ومطموراتها، فتتأسد وتتوحش وتفترس بعد أن امتطت عقل صاحبها وحوّلته إلى أداة لتمرير إرادتها الدونية دوما.
فلماذا تتعجبون من الكراسي الفاسدة التي تتمتع بعهر عنيد، وتجعل الدين دريئة كالحديد؟!!
واقرأ أيضاً:
الحياة تحكمنا!! / القوى الكبرى تريد استثمارا بالمشاكل لا حلا لها!! / الأقوياء يأخذون ويأخذون!! / هل تغيرت العقلية لتعقل الحلول؟!!