أمة العرب ربما تستحق وصف أمة العطب، ذلك أن معظم بقاعها في احتراق ودمار وخراب واستعار وانسجار وتناحر وتصارع واقتتال.
العراقي يقتل العراقي
السوري يقتل السوري
الليبي يقتل الليبي
اليمني يقتل اليمني
المصري يقتل المصري
الفلسطيني يقتل الفلسطيني
اللبناني يقتل اللبناني
العربي يقتل العربي
المسلم يستبيح دم المسلم
فماذا يُرتجى من أمة كل ما فيها يقاتل ما فيها؟!!
وماذا سيفعل بها الآخرون، وماذا تتوقع من أعدائها ومن الطامعين بها، إنها فرصتهم الذهبية وغنيمتهم الكبرى، وضربتهم العظمى!! ماذا يتوقع العرب من الآخرين، ما داموا متناحرين متصارعين متفرقين واهنين خانعين تابعين قابعين، يستجدون غيرهم ويتوسلونهم لإصلاح ذات بينهم، الذي فيه يستثمرون وبواسطته بهم يفتكون.
وهكذا فعقب كل وقيعة يتلاطمون ويتظلمون ويشكون إلى مجلس الأمن، وبعدها يتحسرون ويتناحرون ويتصارعون لأنهم أسود على بعضهم ويا ليتهم كذلك أمام الآخرين. أمةٌ أبناء قضيتها الكبرى في فرقة وصراع وتقاتل، ويريدون من غيرهم أن يرأف بأحوالهم ويحافظ على حقوقهم وهم الذين يهدرون طاقاتهم في التناحر والشقاق؟ إنها أمة العطب، فلا تتعجب مما يصيبها ويحيق بها وينزل بمواطنها وبما يفعله الأعداء بها، وهي مجردة حتى من أضعف الإيمان!!
إنها البدايات والبقية ستأتي يا عرب، ما دامت بلدانكم تتنازع على الإبقاء على وحدتها وسلامتها المجتمعية والجغرافية وأنتم في بحر الشقاق والصراع تغرقون، والمستبيحون بكم يتربصون. أيها المسؤولون العرب أنتم الذين فقأتم عيون أمة العرب، وأهنتم العروبة والدين والتأريخ والحاضر والمستقبل، وما أبقيتم أحدا يقف بعيون أعداء العرب، وهذا ما زرعتم وهذا ما تحصدون، ولهذا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا؟!!
واقرأ أيضاً:
تبديد الطاقات!! / تيار الدنيا وبُركة العرب!! / نارهم تاكل حطبهم!! / الدين والدنيا!! / بودقة الانصهار الوطني!! / القبضوية!! / مدن النفايات!! / مختصر التأريخ العربي المعاصر!!