في هذا اليوم أرفع هذا الشعار، وأجعل منه عنواناً جديداً لمرحلة جديدة من نمو الذات، وتثقيف الآخرين.
هي أفكار عدة، أعيد صياغتها في قالب العلم والوعي، نهضة في الحياة، ومقاومة للظلم، وطلباً للكرامة، وسعياً للأجر.
- سياسة مجتمعاتنا العربية لا تفرق شيئاً عن تمثيل شكلها ببيوت العزاء، أي أننا لا نتذكر قضايانا إلا عند موت جزء منها، كمن يلتهى في حياة الأحياء ولا ينتبه لهم إلا إذا ماتوا، فحضر العزاء وشق الجيوب ولطم الخدود. لقد كانت القدس ماثلة في قضايانا من مئة عام، وما كان من مشروع حقيقي مستدام لتحريرها، فبينما كانت عملية السلام مرحلة نوم جديد، كانت بالنسبة للصهاينة مرحلة جديدة للبناء والعمل، وفرصة لكسب الوقت قبل المضي في استكمال مشروعهم، نمنا واستيقظوا أكثر.
- قام الغرب بتقسيم الحدود ثم كرسنا هذا التقسيم ودافعنا عنه بحجة أن هذا وطني وذاك وطنك، أقنعونا بالقومية العربية، فرمينا ثلثي العالم الإسلامي جانباً بحجة تعزيز عروبتنا، قسموا فلسطين ثم قبلنا حل الدولتين، ثم قسموا القدس ورضينا حل المدينتين. نحن أعداد تقبل القسمة على نفسها وغيرها، وهم لا يقبلون إلا الجمع والتجمع سوياً لأجل قضيتهم، نعم القدس قضيتهم، لأنها لو كانت قضيتنا لما أفقنا فقط في أيام العزاء ثم نمنا بعد ذلك في سبات القرن العشرين والواحد والعشرين.
- إنها ظاهرة تاريخية أن تجد أصحاب الحق يقدمون حقهم لمن يسلبهم، أعتقد أننا دخلنا كتب التاريخ بقصة فريدة ستجعلنا أضحوكة لألف عقد من التاريخ.
- يا ترى بعد كل ما صرفناه على التعليم ماذا سيقدم لنا المتعلمين من توظيف لعلومهم لنصرة أنفسهم ومقاومة المحتل، أم أن التعليم كان معداً لشغل المناصب والمراكز كمهنة، وليس معداً لنصرة الحق والعدالة.
- يبدو أن روتين الحياة أقوى من مستويات الكرامة، فكما دوماً سيغضب الناس يوماً أو يومين، ثم تصيبهم بعد ذلك حمى التنزيلات الشتوية وعروض الموسم.
- ما كتبته سابقاً ما قصدت به إحباط احد، لكن الخطوة الأولى للعمل بعلم هي محاسبة النفس، وحتى لا نخدر أنفسنا بنوبة غضب عابرة، أو موجه استياء على مواقع التواصل، وحتى لا نكذب على أنفسنا أننا قدمنا اليوم الكثير لأننا وقفنا في الشمس معارضين لساعة أو ساعتين، نحن بحاجة أن نعي تماماً أن لا ننام من جديد ثم نستيقظ قليلاً لحضور العزاء القادم.
5/12/2017
* سلسلة تبحث في توظيف علم النفس في القضايا العادلة.
ويتبع>>>>> : بالعلم قاوم (٢)
واقرأ أيضأً:
الرِّعاية النَّفسية / العبث بالعقل: الحلقة12 / صناعة الهدر / أيها المبتلى بالوهم : الموهومون / نحمل في داخلنا (٢) : الحاجة للأمان