النهر الموازي هو نهر يتم شقه موازيا للنهر الأصلي ويجري بعكس اتجاهه، وقد بدأت بهذه الفكرة الصين التي شقت أنهارا موازية لعدد من أنهارها، لتوفير المياه للمدن التي لا تجري فيها أنهار، وقد قامت بجعل هذه الأنهار تجري بعكس اتجاه النهر الأصلي، فإذا كان يجري من الشمال إلى الجنوب، فالنهر الموازي يجري من الجنوب إلى الشمال، أي أن مياه النهر الأصلي تستدير بعكس اتجاهها في النهر الموازي وبقوة دفع تياره الجاري. وهذه الفكرة جديرة بالعمل بها في مصر والعراق، إذ يمكن شق أنهار موازية لنهري دجلة والفرات، وكذلك نهر موازي لنهر النيل، بدلا من هدر المياه في البحار، ولابد من الدراسة العلمية والاستفادة من الخبرة الصينية للانطلاق بهذه المشاريع الكبرى الكفيلة بتحقيق الإرواء والتنمية الزراعية وتوفير الطعام.
فلا بد للعرب أن يُعْمِلوا عقولهم أمام التحديات المائية التي يواجهونها في العراق ومصر، فبدلا من التفكير البدائي لابد من الانتقال إلى التفكير الابتكاري المعاصر، والعمل على ابتكار الوسائل الكفيلة بالحفاظ على المياه والاستفادة القصوى منها. فالعراق أمام تحدي إقامة السدود على الأنهار التي تمر بأراصية وتغذيه، لكن النسبة العظمى من مياه النهرين تذهب هدرا في البحر، وكذلك مصر التي لديها النيل وهو أبهر وجودها، ومعظم مياهه تذهب هدرا في البحر المتوسط، وهي تواجه تحديا جديدا يسمى سد النهضة الأثيوبي، وعليها أن لا تفكر بطريقة تقليدية، وإنما أن تشرع بشق أو بناء نهر النيل الموازي الذي يجري من الشمال إلى الجنوب بعكس جريان نهل النيل الأصلي، وبهذا توفر مياها وتحي أرضا وتحيلها إلى واحات خضراء، وبهذا يتحقق شعار "تحيا مصر"، لأن المياه أصل الحياة.
وكذلك العراق عليه أن يبدأ مشاريعَ لشق نهر دجلة الموازي والفرات الموازي، لكي ينعش الأرض ويجعل البلاد خضراء تتوفر فيها المياه الكافية للزراعة والحاجات البشرية الأخرى.
فلا يمكن للعرب أن ينتصروا على التحديات المعاصرة إلا بتفكير ابتكاري معاصر يحررهم من القيود ويمنحهم العزة والكرامة، فلا يعقل أن أمة بحجمها الحضاري وخبرتها التصارعية وآلياتها البقائية وثرواتها البشرية والطبيعية، غير قادرة على المطاولة والتأكيد الأصيل لقيمتها ودورها وعزتها وكرامتها، وفيها من الموروثات الحضارية ما لا يتوفر عند غيرها من الأمم، وما يحتاجه العرب أن يعزموا ويؤمنوا بذاتهم وموضوعهم وأن يكسروا ولا يتكسروا، ويتوكلوا معتصمين بإرادة القدرة المتفاعلة المتعاونة المتوثبة المقدامة القادرة على إنجاز الهدف ومنع الجوع والعطش.
فهل سينهض العرب بهمة الألباب والسواعد والنهى؟!!
واقرأ أيضاً:
لإرادة النفسية والسياسية!! /آيْ ثِنْك!! I THINK / احترامي للحمير!! / القِوى العقلية للكراسي العربية!! / وطن تشيّده السواعد..!! / مصر والاستثمار في العلاجات الطبية العربية!! / رهائن قال!!