صار العربي رقما على يسار رقم الوجود الصاخب، فلا قيمة ولا معنى له وإنما هو رقم من الأرقام الباهتة المهملة التي لا تعني البشرية ولا تستأهل أي نظرة أو اهتمام.
العرب أرقام، فهل وجدتم حكومة عربية واحدة أخذتها الغيرة والحمية على مقتل أبناء دولتها؟!!
العرب أرقام وليفخر الحكام!!
عرب أرقام... والرئيس الفلبيني تثور ثائرته ويتوعد ويهدد ويتخذ إجراءات لمقتل فلبينية واحدة في الكويت، ويقيم الدنيا ولا يقعدها.
فالعرب أرقام وديدنهم الصراع والخصام، والعربي يعيش مهانا مستضاما ليحيا الحكام!!
فكم من العرب قتلَ العرب؟!!
فلا قيمة العرب والكراسي ضد العرب؟!!
الكراسي العربية تتفاخر بكم قتلت من العرب، وكم دمرت وخربت من ديارهم، والأمثلة الواضحة أمامكم في العراق وسوريا واليمن وليبيا وحتى مصر، فلا قيمة للبشر العربي ولا معنى لوجوده، وبكل بساطة يمكنك أن تسمي أي عربي بمسمى يبيح قتله فتفتك به وبعائلته، وتتباهى بأنك قد أنجزت عملا بطوليا يدعو إلى الفخر والتكريم.
مئات يقتلون كل يوم وما هم إلا ارقام!!
نعم إن العرب أرقام وهذا خيارهم وفخرهم ومصيرهم الذي شيدوه بإرادة التبعية والخنوع والهوان المقيم، وبالاعتماد على غيرهم في طعامهم وملبسهم ودوائهم وسلاحهم ووسائط نقلهم، وكل ما يمت للحياة بصلة لا ناقة لهم به ولا جمل، وإنما ارتضوا أن يكونوا عالة وأكثر على الآخرين، الذين يستثمرون في ذلك ويمتصون رحيق وجودهم ويصادرون ثرواتهم وعقولهم، وحكوماتهم لا يعنيها من الأمر شيئا، فالأرقام قابلة للطرح والقسمة وممنوع على العرب التفكير بالجمع والضرب، لأنهم من المفعول بهم وفيهم، وهم يستلطفون دور التبعية والخنوع اللذيذ.
هل سمعتم بكرسي عربي واحد طالب بحقوق ابن دولته الذي تم قتله أو قهره في مجتمع آخر؟!!
هل وجدتم كرسيا عربيا واحدا ثار على قهر وفقر وحرمان أبناء دولته؟!!
والعرب حكومات وأحزاب وكراسي وعمائم يتفاخرون بكم يقتلون من العرب كل يوم، والعالم يضحك عليهم ويمدهم بالسلاح الذي يفتكون به بأبناء جلدتهم.
وكم من أبناء مواطنيها قتلت كراسي العرب؟!!
وكم من الإعدامات والتصفيات تجري كل يوم في ديار العرب؟!!
إن العرب غضب على العرب، وأن ألد أعداء العرب هم العرب، والعرب هم مَن يستحضرون أعداء العرب للنيل من العرب!!
حكوماتهم تقتلهم، جيوشهم تقتلهم، طائراتهم تقتلهم، براميلهم الكيميامية والغازات السامة العربية تقتلهم، والجوع يقتلهم، والقهر يحصدهم، والتعذيب طعامهم في السجون والمعتقلات، وأقبية المخابرات والأمن والعصابات والفئات والأحزاب والكراسي المؤزرة بأعداء الوطن والإنسان العربي في كل مكان.
واقرأ أيضاً:
قميص الانحطاط!! / أعوذ من شرّ الانتخابات على العرب!! / حطموا فتحطّموا!! / الصين قدوتكم يا عرب!! / أصوات أطفالنا تنير عزائمنا!! / الانتخابات مهلكة العرب!! / بهتان الديمقراطية والعواطف البشرية!! / أعداء اللون الأخضر!!