إلى أمِّي أراسلُ كلَّ عطرٍ
يُضيءُ إلى السَّما منكِ الزوايا
رأيتُكِ في سجايا النُّبلِ مجرىً
يُقدِّمُ مِنْ حنانِكِ لي الهدايا
وكلُّ سجيِّةٍ طابتْ بفعلي
جميعُكِ عندها أحلى السجايا
وكمْ وصَّى السَّحابُ بحفظِ دُرٍّ
وحفظُكِ عندهُ أغلى الوصايا
عطاؤكِ لم يمت أبداً ومنهُ
تدرَّبتِ البحارُ على العطايا
مرايا الحبِّ كمْ خفقتْ بقلبي
وما لي غيرُ حبِّكِ مِنْ مرايا
فلنْ تبقى الحياةُ وكيفَ تبقى
إذا هيَ لم تكنْ منكِ البقايا
وما لي رُتبةٌ تأتي وتأتي
إذا هيَ لم تعشْ فيكِ المزايا
تُديرينَ الحياةَ بكلِّ لطفٍ
وكم حُلَّتْ بكفَّيكِ القضايا
إلى أذنيكِ كمْ أرسلتُ شكوى
وبين يديكِ تنطفئُ الشكايا
وهذا ظلُّكِ الميمونُ نصفي
يُغطِّيني بمختلفِ الهدايا
أمنكِ جوانبُ الإبداعِ تترى
فتخضرُّ الروائعُ في البرايا
أأسقي منكِ أبياتي ومالى
بغير السيرِ نحوَكِ مِن مطايا
أأحكي عنكِ كيفَ يكونُ حكيٌ
إذا هوَ بثَّ مِنْ يدِكَ الحكايا
وكلُّكِ ما توقَّفَ عن حروفٍ
لها في الحبِّ آلافُ التحايا
أأخفي عنكِ أسراري وعيني
بعينِكِ لا تعيشُ معَ الخفايا
توقَّفْ يا بكاءُ فلستُ أقوى
بحملِكَ أن أصارعَ في البلايا
دموعُكِ لمْ تكنْ إلا انتصاراً
على لغةٍ تُحلِّقُ في الرزايا
أيا أمَّاهُ إنَّ صدىً سيبقى
يُكفِّرُ في محبَّتِكِ الخطايا
يطيبُ مُحلِّقاً لفظاً ومعنى
وينعمُ عندَ ذاتِكِ بالمزايا
عبدالله بن علي الأقزم
1/4/1439هـ
واقرأ أيضاً:
رسمتـكَ أخلاقُ السماءِ / استحضارُ الحروفِ الغائبة / بقايا تنتظرُ الرحيل / أسئلة العائد من وجع الظلال / عند هذا النور تكتملُ الرواية / عند هذا الحبِّ لن يتوقَّفَ المسير