تعني الانفصال وعدم التواصل والتفاعل، وهي ظاهرة سلوكية تتسبب بانهيارات متنوعة وتداعيات خسرانية فادحة تصيب المجتمعات والشعوب، وتأخذها إلى مهاوي الانحطاط والدمار والخراب. والمجتمعات التي تسود فيها الانقطاعية تكون ضعيفة تابعة وخالية من طاقات الحياة الإيجابية، ومعتمدة على غيرها في حاجاتها وما يقرر مصيرها.
وسلوك الانقطاعية قائم في الواقع العربي على مدى عقود، مما تسبب بانهيارات متعاظمة على جميع المستويات والتفاعلات. فالأجيال تتقاطع، وأنظمة الحكم تتقاطع، وأبناء العائلة الواحد يتقاطعون، وكل ما هو قائم يتقاطع مع بعضه البعض، واللاحق يتقاطع مع السابق، وهكذا دواليك. وبهذه التقاطعية تحققت التداعيات العربية المتفاقمة، وتجسدت مفاهيم عديدة مولودة من رحمها، فصار لها دور فعّال في رسم خارطة الواقع المُعاش، والموبوء بالتناقضات والسلبيات والتكونات الخيباوية القاضية بالقنوط واليأس المقيت.
ومن المعروف أن انعدام مفردات وعناصر التواصل من الأسباب المهمة في حالة الإضعاف والإنهاك البشري الذي سيؤدي إلى انهيارات مروعة.
وتتجسد الانقطاعية في أنظمة الحكم والنشاطات السياسية، فالمعتاد أن كل نظام يأتي ليمحق ما أنجزه النظام الذي سبقه، وما أن ينتهي هذا النظام حتى يجتث ما قام به النظام الذي ألغاه أو أسقطه.
والظاهرة واضحة في العديد من الدول العربية، كما في العراق، ودول عربية عديدة أخرى، تتحقق فيها آليات التماحق والاجتثاث المولودة من الرؤية الانقطاعية المهيمنة على التصور والإدراك الحاصل في الواقع العربي.
ولا تزال الانقطاعية من أهم العناصر الشرسة القاضية بتأكيد الانهيارات المتلاحقة. إرادة الحرب
فهل من تواصل ووعي لمخاطر التقاطع الأثيم؟!!
واقرأ أيضاً:
التحاورية!! / القِوى التي تفترس البلدان تسلط عليها أذلتها!! / الانفتاحية!! / إرادة الحرب وإرادة السلام!!