خواطر كثيرة تتوافد في ذكرى عاشوراء...
حين خرج الحسين رضي الله عنه بأهله ونفسه ليسجل شهادته - حينذاك - على المسخ الذي يتعرض له الإسلام كما يعرفه هو ويؤمن به ..
جدل كبير يكتنف الروايات والتقدم الكبير الحاصل في علوم الأعصاب والدماغ ودراسات الذاكرة والإدراك يشكك في كل سرد، وعلوم الإعلام الحديثة تشكك في كل توثيق، حتى يتعجب ذوو الألباب حين يرون الناس يقتتلون ويتبارزون بالمرويات والنقول والأخبار !!
لكن ربما يثبت لدى المراقب المتفحص أن الخلل الأفدح الذي يلازمنا منذ لحظة كربلاء وقبلها وبعدها .. والسؤال المغيّب في الصراعات القديمة والحديثة وما صار يحلو للبعض أن يسميه : الفتن - كبرى وصغرى ومتوسطة !!
أين كانت، وأين هي الأمة - الحافظة للدين والدنيا، المخاطبة بالوحي في أكثر من موضع !!
مآل الحال أن الناس عندنا ينقسمون في صراع الظلم إلى يزيد وأنصاره ومواليه وشعرائه في مواجهة من يخرجون بأنفسهم وأهليهم يطلبون الشهادة، وتسجيل الموقف، وإبراء الذمة، بينما الأغلبية حزب كنبة تكتفي بمصمصة الشفاه، أو اللعن الصامت، والتقية ...
التقليب في تاريخنا هل يفصح عن برامج أو تجارب أو محاولات تقول أن الأمة ويقظتها هي شرط النهضة - دون تفويض ولا تمثيل - وقد فشل هذا وذاك بامتياز، وأسى !!
هل يتضمن تاريخنا وحاضرنا طرحا يقوم على بناء أمة قوية متماسكة متآلفة تقبل تنوعها وتعددها الداخلي، وتحتفي به، وتستثمره في توازن مع السلطات بسلاحها وأجهزتها فتولد معادلة تتوافر فيها الحرية والشورى وكل المطالب والاحتياجات الإنسانية العالمية على اختلاف الأسماء والمصطلحات المستخدمة لوصفها !!!
هل هناك مراجعات حقيقية نقدية ونقد للنقد يصل بنا إلى تجاوز لقطة كربلاء مستوعبين دروسها أم سيظل حاضرنا ومستقبلنا هو ميلاد متجدد لكربلاء بكل أهوالها .. حيث الأمة مغيبة إلا كسوق للسلع وجمهور للفرجة ومادة للاستبداد والمرارة والحسرة والنسيان !!
20/9/2018
واقرأ أيضًا:
على باب الله: الحسين غاضباً / المؤتمر الرابع لقسم الطب النفسي جامعة الزقازيق