نطالب بتبليط الشوارع وبناء المدارس والمستشفيات وتنظيف مدننا من النفايات، ونطالب ونطالب، وما تساءلنا نطالب مَن؟!
سيقول قائل : نطالب الحكومة؟
ومَن هي الحكومة: ضمير مستتر تقديره هو!!
وما هو دورنا: أن نطالب!!
وهل تحقق مطلب واحد من مطالبكم: كلا!!
إذن لماذا تطالبون: ولا تجد جوابا لهذا السؤال العسير المرير!!
لماذا لا تطلبون من أنفسكم: أنفسنا!!
نعم أنفسكم!!
هل طلبتم منها شيئا؟!!
الجواب: كلا!!
فنحن علينا أن نطالب وحسب، ونريد كل شيء جاهز!!
أيها الناس المجتمعات لا تبني مدنها بالمطالبات وإنما بالجد والاجتهاد والشعور بالمسؤولية والمشاركة الحقيقية بإرضاء الحاجات، فالذي يحتاج لشيء عليه أن يبتكر الوسائل الكفيلة بإيحاده.
ومجالس المدن بدرجاتها الإدارية المتنوعة عليها أن تفكر بمسؤولية وإخلاص وتبتكر الآليات اللازمة لتطويرها وتخليصها من النفايات، فالمجتمع هو المسؤول وليست الحكومات وحسب، المجتمع في أية مدينة وحارة وشارع هو المسؤول، وعليه أن يعمل بروح تفاعلية إيجابية للوصول إلى ما يريد.
فالمدينة تعاني من كذا وكذا، والواجب الملقى على عاتق مواطنيها أن يفكروا ويدرسوا ويبحثوا ويقدموا المشاريع والحلول الكفيلة بالمعالجات الصائبة المعاصرة، فأهل المدن أدرى وأعرف بحاجاتها، أما القول بالمطالبة وغيرها من آليات التفاعل البائدة فإنها لن تقدم شيئا.
لا بد للمواطن أن يقوم بتنظيف مدينته ابتداء من البيت إلى الشارع، وعلى المواطنين أن يساهموا بابتكار آليات معاصرة للتخلص من النفايات، وإعادة تصنيعها وتصريفها بما يضمن سلامة المواطن وبيئته.
فكيف بربك مجتمعات تعجز عن التخلص من نفاياتها وتريد أن تتقدم وتعاصر وتكون.
أيها الناس المطالبة عجز وتنصل عن السؤولية، فالحل بالعمل والتعاون والشعور بالمسؤولية والمصلحة المشتركة، فالمدينة الجميلة من مصلحة جميع مواطنيها، وكذلك الطرق المعبدة والأرصفة النظيفة المكللة بما يبعث الحياة والأمل.
أيها الناس مجتمعات الدنيا حريصة على الشارع والمحلة والمدينة التي تسكنها، كحرصها على بيتها وحديقتها وما يتصل بها من أسباب الحياة.
فلماذا نطالب ونطالب ولا نقوم بالواجب؟!!
الجواب عند أذرعنا وعقولنا والرأي الثاقب!!
فهل من مُغالبٍ ومُحارب؟!!
واقرأ أيضاً:
الذين يحلمون ومن السراب يشربون!!! / الدينية والوطنية!! / الأذكياء يبعثون أوطانهم والأغبياء يمحقونها!! / الحب الديمقراطي!! / العرب أمهر الخياطين!!