كوريا أصبحت كوريتين، وكل كوريةٍ على منهج واتجاه، فهذه حرة ومكبلة وتلك مرهونة بقوى وقدرات لكنهما قويتان!!
الكوريتان المنقسمتان أقوى من كوريا الواحدة قبل الانقسام!! فالشمالية قوة عسكرية مرعبة، والجنوبية قوة اقتصادية لها شأنها ودورها في الاقتصاد العالمي. والشمالية تتقدم على مستويات متنوعة، وما يبدو منها عمران متطور وقدرات تصنيعية متقدمة ورائدة في مجالات عدة.
أمة تتقسم فتتقوى وتتطور، وأمة تتقسم فتتهازل وتتدهور. فالأمة الكورية الانقسام قوّاها وطورها.
والأمة العربية الانقسام أضعفها واستنزفها. فأين العلة وما هو السبب، مع أن الظروف الضاغطة على الأمتين متشابهتين في مناح كثيرة.
هل أنها إرادة التحدي والإصرار على تقرير المصير؟
هل إنها الثقة العالية بالنفس والإيمان بأن الأمة ستكون؟
كيف لكوريا الشمالية أن تبقى وتزداد قوة وتقدما رغم الحصار الضارب والعزلة الخانقة؟
كيف لكوريا الجنوبية أن تصل إلى هذا المقام وهي أشبه بالدولة التي تحتلها قوات أجنبية؟
كيف تمكنت الأمة الكورية من اختراق المصدات والتحديات والمعوقات وترفع رايات أكون؟
لابد لنا أن نتمعن ونفكر بعمق ونزاهة وحيادية لنتوصل إلى العلة الفاعلة في الوجود العربي من أقصاه إلى أقصاه.
فالحصار على العراق تحول إلى مأساة، والحصار على كوريا تحول إلى فرصة للاستثمار في الطاقات!!
هل السبب في الرؤوس المأسورة المسيّرة بالعمائم الغاشمة الظالمة التي تحشوها بالضلال والبهتان؟
هل السبب في إشاعة ثقافة الموت والاستهانة بقيمة الحياة، ودفع الناس إلى استلطاف الذل والهوان والظلم والقهر والكسل من أجل الفوز بحياة أخرى بعد الموت.
إن العلة يمكن تلخيصها بالعاهات الرأسية أو الفكرية والعقلية العاصفة في الواقع العربي على مر العصور، وإنها لمحنة العمامة التي قبرت الأجيال في أوعية الندامة!!
واقرأ أيضاً:
الحب الديمقراطي!! / العرب أمهر الخياطين!! / المُطالبة والمُغالبة!! / كيف يتحول البشر من رقم إلى إنسان؟!!