الجامعات في الدول العربية بكلياتها المتنوعة قد خرّجت مئات الآلاف من ذوي المعارف العلمية التخصصية في شتى المجالات، ومنها الهندسية والتكنولوجية، وغيرها من التأهيلات الجديرة بالمساهمة بتطوير المجتمعات وإقامة المؤسسات الكفيلة بالنماء والرقاء.
لكن الواقع يشير إلا أن ما تنتجه الجامعات العربية يذهب هدرا ويضيع في زحمة التداعيات والبطالة وعدم القدرة على المبادرة والإقدام، فتجدنا أمام خريجين عاطلين عن العمل، وتأتيك صور ومشاهد لحملة شهادات وهم يعملون في ميادين بعيدة عن اختصاصاتهم، فتتعجب لماذا هناك جامعات وخريجين ومتخصصين في العلوم؟
وما هو دور الجامعات في الحياة العربية؟
وما قيمة العلم عند العرب؟
عشرات الآلاف من المهندسين ولا يوجد ما يشير إلى دورهم في المجتمع، فأين البناء والتعمير والمشاريع السكنية والإنتاجية؟
ما هي العلة؟
العرب لديهم فائض من التخصصات العلمية ويجهلون الاستثمار فيها، فلا الدولة توفر الفرص والظروف والمحفزات للخريجين لكي يؤسسوا شركاتهم ودوائرهم الإبداعية والإنتاجية، ولا الخريجون لديهم روح المبادرة والإقدام على إنشاء ما يحقق طموحاتهم، وإنما همهم الاعتماد على الدولة لتوفير فرص العمل لهم، ولا يمكنهم أن يفكروا بصناعة وخلق فرصة عملهم بجهودهم.
فهل لدينا شركات للبناء أسسها مهندسون بأنفسهم؟
هل لدينا قطاع خاص هندسي تنافسي؟
المشكلة أن العرب لديهم كل شيء لكنهم لا يعرفون القيام بأي شيء!! ثروات هائلة، وموارد فائقة وخبرات وقدرات وطاقات ومؤهلات ولا يوجد سوى الهراء!!
فالعلة في مأزق الانفصال ما بين الممكن الكائن والغير ممكن البائن، وعدم الربط ما بين أن يكون الإنسان وكيف يكون، وبفقدان التواصل ما بين العزيمة والإرادة والجد والاجتهاد والعمل.
فالمشكلة فردية أولا ومجتمعية ثانيا، وعلى الفرد أن يؤمن بنفسه ويصنع عمله ويؤسس لبناء مستقبلة، بإرادة شبابية مؤمنة بالقدرة على النجاح والتميز والعطاء الأصيل، فالعربي يمكنه أن يحقق الأروع عندما يرى ويدرك بأنه مؤهل لما هو أروع!!
واقرأ أيضاً:
أغمض عينيك حتى تراني!! / أفكار وابتكار!! / المتسلحفون!! / العقل السليم في النُطق السليم!! / الحاجة ضد الاختراع!! / البلدية والمدينة!!